Page 2 - دليل المدرب- تخطيط إستراتيجي
P. 2
وتجمع هذه البرامج بٌن النظرٌة والممارسة ،وبعد اجتٌاز هذه البرامج ٌتم منح القابد رخصة من السلطات
المحلٌة ) (LAالمسؤلة عن إدارة المؤسسات التعلٌمٌة تؤهله هذه الرخصة لقٌادة المؤسسات التعلٌمٌة.
وإدراكا من الحكومة الأسترالٌة لأهمٌة إعداد القٌادات فقد قامت بالتروٌج على نطاق واسع لأهمٌة
القٌادة فً تحسٌن النتابج التعلٌمٌة فً المدارس ،ووضعت مجموعة من الممارسات النموذجٌة للقٌادة ،وبدلا
من التركٌز على شخص أو دور القابد أو الصفات القٌادٌة المختلفة ،اهتمت بتدرٌب القادة على ممارسات
القٌادة من خلال مجموعة متنوعة من الأدوار والتصرفات وف ًقا لنظرٌة الممارسة الحدٌثة التً تستجٌب
للمشكلات المؤسسٌة بفاعلٌة ،مع تسلٌط الضوء على الممارسات الرابدة التً أثبتت نجاحها فً المٌدان
التربوي.
وتتجه مصر مثل معظم المجتمعات المعاصرة إلى القٌادات المدرسٌة باعتبارهم من أهم الأدوات
الفعالة لمواجهة التحدٌات المعاصرة ،وأحد أهم مداخل تحقٌق طموحات المجتمع المستقبلٌة ،ولذلك كان من
الضروري أن تولً المؤسسات التربوٌة أهمٌة خاصة للقٌادات المدرسٌة وتوفٌر فرص التنمٌة المهنٌة
المتمٌزة لهم؛ لبناء الشخصٌة القٌادٌة المتمكنة إدارٌا ،والقادرة على مواجهة تحدٌات العصر من خلال
تزوٌدها بالمهارات القٌادٌة اللازمة.
وقد هدفت الرؤٌة الجدٌدة للنظام التعلٌمً فً مصر إلى الارتقاء بالمؤسسات التعلٌمٌة ،كً تكون
ملابمة لمتطلبات الحٌاة فً القرن الحادي والعشرٌن ،وتتوفر فً القابمٌن علٌها المهارات القٌادٌة التً
تمكنهم من إعداد النشء والشباب لمستقبل مشرق ومتمٌز؛ لذا بذلت وزارة التربٌة والتعلٌم الجهود من أجل
إعداد شاغلً الوظابف القٌادٌة وامتلاكهم الخصابص والمهارات التً تمكنهم من القٌام بمهامهم ومسؤولٌاتهم
وممارستها بفاعلٌة ،من خلال تدرٌبهم أثناء الخدمة على العدٌد من أنشطة وبرامج التنمٌة المهنٌة.
وفً ظل الرؤٌة الطموحة لوزارة التربٌة والتعلٌم ،وإدراكا منها لأهمٌة الدور الذي تقوم به القٌادة
المدرسٌة فً قٌادة المؤسسات التعلٌمٌة نحو تحقٌق أهدافها ،وأداء رسالتها ،ومواجهة المشكلات المعقدة
والتغٌرات المتسارعة التً تحٌط بها ،فإن ذلك ٌتطلب وجود خطة متكاملة الأركان لتنمٌة القٌادات المدرسٌة
مهنٌا وإعدادها لأن تكون جاهزة لقٌادة التغٌٌر وقادرة على تكٌٌفه والتكٌف معه ،قٌادة واعٌة لدٌها القدرة
على التفكٌر والتنظٌم وإدارة المعرفة المتدفقة بشكلها السرٌع ،وتمكٌن جمٌع العاملٌن منها ،وهذا لن ٌتأتى إلا
عن طرٌق قٌادة قادرة على التعامل مع كل هذه المتغٌرات لٌس بشكل فردي ،بل عن طرٌق العمل الجماعً
والثقة المتبادلة بٌن القابد والعاملٌن معه ،بما ٌخدم تحقٌق أهداف وزارة التربٌة والتعلٌم.
أولا_ مفهوم القٌادة المدرسٌة:
من الملاحظ خلال استعراض الدراسات والبحوث التً تناولت موضوع القٌادة بالدراسة والبحث،
صعوبة التوصل إلى مفهوم للقٌادة أجمع علٌه الباحثون ،ومن َث ّم تعددت تعرٌفاتها وأنه لا ٌوجد أي تعرٌف
محدد أو متفق علٌه للقٌادة ،ووف ًقا لما أشارت إلٌه دراسات وبحوث القٌادة ،فإن تعرٌفاتها تعددت حتى أنها
أصبحت مماثلة تقرٌ ًبا لعدد الباحثٌن الذٌن حاولوا تعرٌف هذا المفهوم ،ولقد تعددت تعرٌفات القٌادة تب ًعا
للتغٌر فً النظرٌات التربوٌة حولها ،وٌبقى هذا المفهوم محٌ ًرا؛ لأنه لا ٌعتمد فقط على المنصب أو على
الصفات الشخصٌة للقابد ،ولكنه ٌمتد إلى طبٌعة الحالة أو الموقف ،ومن التعرٌفات التً عرفت بها القٌادة ما
ٌلً:
( )1القٌادة لغ ًة:
3