Page 65 - مجلة ثقافة قانونية عدد المؤتمر
P. 65

‫نحو تنظيم وطني للذكاء الاصطناعي‬
                 ‫المفاضلة بين التشريع الموحد والإطاري‬

                            ‫ـــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وسام أحمد بدران‬

                 ‫تطرح الدراسة الخلاف القائم بين الداعين للتنظيم القانوني بين نموذجين تشريعيين‪:‬‬

‫النموذج الأول‪ :‬هو وضع قانون شامل وموحد ينظم استخدام الذكاء الاصطناعي في جميع المجالات‪ ،‬قانون يتضمن أحكا ًما‬
‫تتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات العمل‪ ،‬والصحة‪ ،‬والأمن‪ ،‬والتعليم وكل مجال آخر‪ .‬ينظم أولاً الأحكام العامة‬

‫والإطارية لاستخدام الذكاء الاصطناعي بما يتوافق وتوصية اليونسكو‪ ،‬وأي وثيقة دولية ُملزمة‪ ،‬ثم يُتبع بمواد تنظم كل مجال على‬

                                                                                                                     ‫حدة‪.‬‬

‫النموذج الثاني‪ :‬وضع قانون إطاري في البداية‪ ،‬يُحدد المبادئ والقيم والحدود الأخلاقية والحقوق العامة المرتبطة بإنتاج‬

‫واستخدام الذكاء الاصطناعي‪ ،‬في ظل أحكام توصية اليونسكو ‪ 2021‬وما تلاها من اتفاقيات تلزم الدولة‪ .‬يتلو ذلك إجراء تعديلات‬

‫تشريعية للقوانين القائمة في كل مجال متعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي مثل قانون العمل‪ ،‬وقانون الإجراءات الجنائية وغيرهما من‬

                 ‫القوانين بما يتوافق ونطاق استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال من هذه المجالات‪.‬‬

                 ‫مواجهة الجرائم الرقمية الناشئة‬

                 ‫عن إساءة استخدام منصات الذكاء الاصطناعي‬
                               ‫ـــــــــــــــــــــــــ‬

‫وليد محمد وهبة‬

‫إن وسائل التقنية الحديثة إنما جاء بها العلم للمساهمة في تقدم الإنسان والمجتمعات لا أن تكون وسائل للابتزاز والتهديد‪،‬‬

‫وأن تلك المنصات جاءت من أجل البحث عن المعرفة‪ ،‬وليس من أجل البحث عن أسرار الناس وخصائص حياتهم‪ ،‬كما أنها جاءت من‬

                 ‫أجل الكشف عن الحقيقة لا الكشف عن عورات الناس‪.‬‬

‫هناك مشكلة اجتماعية كبرى تتمثل فى مفهوم البعض لوسائل التقنية الحديثة‪ ،‬تلك النظرة الملتبسة التى غدت معها تلك‬

‫المنصات‪ ،‬كما لو أنها سلاح ناري معبأ بالرصاصات نتبادل اللهو به دون حذر‪ ،‬والكارثة أن هذا السلاح بلا صمام أمان‪ ،‬وقد استعمله‬

‫البعض‪ ،‬كل فى مواجهة الآخر‪ .‬لقد غدت تطبيقات الذكاء الاصطناعى فى يد البعض وسيلة شر تهدد كيان المجتمع‪.‬‬

‫وقد أصدر المشرع المصري قانو ًنا عقابيا خا ًصا لمكافحة جرائم تقنية المعلومات‪ ،‬ومن قبله أصدر قانونًا لتنظيم‬

‫الاتصالات‪ ،‬بالإضافة إلى القانون العقابي الأم‪ ،‬وهو قانون العقوبات‪ ،‬ورغم ذلك فإن مثل هذه النوعية من الجرائم في تزايد‪ ،‬وهو ما‬

‫يشكل تهديدًا كبي ًرا للمجتمع؛ لأن سهولة ويسر استخدام هذه التقنية قد أغرى البعض ممن يضمرون الشر في نفوسهم على أن يتخذوا‬

‫منها وسيلة للابتزاز والتهديد والتكسب الحرام‪ ،‬وهو ما يدعو للأسف وفي الوقت ذاته يدعو المجتمع المصرى بأكمله إلى الانتباه إلى‬

                 ‫هذا الخطر المستعر الذي باتت مقاومته تمثل تحديا لمدى صدق أخلاقه وعراقة تاريخه وعمق حضارته‪.‬‬

‫وعلى الرغم من المنافع الكثيرة لتطبيقات الذكاء الاصطناعى؛ فإنها تحولت في السنوات الأخيرة؛ لتكون رافدًا رئيسيا في‬

‫ارتكاب العديد من الجرائم‪ ،‬وهو ما يؤشر بوضوح إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعى سوف تتحول في المستقبل القريب‪ ،‬إلى السلاح‬

                         ‫الأهم والأخطر‪ ،‬بل والأكثر تأثي ًرا والأقل تكلفة‪ ،‬والتي بات يطلق عليها الآن‪ ،‬مصطلح الجرائم‬
‫ونعرض فيما يلي لمفهوم الذكاء الاصطناعي ومواجهة الجرائم الناشئة عنه من خلال مبحثين على النحو التالي‪:‬‬

                 ‫المبحث الأول‪ :‬مواجهة جرائم الذكاء الاصطناعي‪.‬‬

                 ‫المبحث الثانى‪ :‬الأحكام العامة للجريمة الرقمية‪.‬‬

                 ‫المبحث الثالث‪ :‬دور الادلة الرقمية في الإثبات الجنائي‪.‬‬

‫مجلة ثقافة قانونية ‪ -‬عدد خاص بمؤتمر القانون والذكاء الاصطناعي | ‪65Page‬‬
   60   61   62   63   64   65   66   67   68   69   70