Page 36 - مجلة ثقافة قانونية عدد المؤتمر
P. 36

‫للمقاربات المرنة أو تلك التي قد تُعلي اعتبارات تجارية فوق اعتبارات حماية الحقوق الأساسية والكرامة‬
                                                                  ‫الإنسانية والسلم والأمن الاجتماعي‪.‬‬

‫‪ )109‬إيلاء الاهتمام الفقه ّي القانون ّي بالمسائل المتعلّقة بدمج تكنولوجيا الذَّكاء الاصطناع ّي في‬
                                                           ‫المجالات المختلفة‪ ،‬حمايةً للوجود البشر ّي‪.‬‬

‫‪ )110‬تسخير الجهود لتعزيز مقومات الاستثمار البحثي في مستقبل أنظمة الذكاء الاصطناعي وتدخلاته‬
‫المحتملة من قبل الكيانات الأكاديمية المتخصصة‪ ،‬مع إعطاء اهتمامات وميزانيات مالية أكبر في دولنا‬
‫العربية للبحث العلمي‪ ،‬لما له من بالغ الأثر على دفع عجلة الاقتصاد في عالم أصبحت فيه المعرفة والبحث‬
‫العلمي هي أكبر رؤوس الأموال؛ لذا يلزم العمل على استقطاب الكوادر والباحثين الأكفاء للمؤسسات‬
‫الوطنية المشتغلة على تطوير أو بناء تقنيات الذكاء الاصطناعي ودعمهم باعتبارهم ثروة قومية‪ ،‬بدلاً من‬

                                                      ‫تجاهلهم؛ مما يؤدي إلى نزوحهم للدول المتقدمة‪.‬‬
‫‪ )111‬يتعيَّ ُن على المسؤولين قبل الإحلال الفعلي لأجهزة الذكاء الاصطناعي في أي قطاع من قطاعات‬
‫الدولة بديلاً للوسائل والأدوات التقليدية‪ ،‬التفكير في البديل المناسب حال تعزر استخدام هذه التكنولوجيا‬
‫لأي سبب كان؛ وكي لا تطغى رغبتنا في مواكبة التكنولوجيا ومسايرة دول العالم المتقدمة على المساس‬
‫بحقوق الإنسان‪ ،‬وحتى تتضح أبعاد الفكرة كاملة لا بد لهذا التحول أن يكون مدرو ًسا وخاضعا لحسابات‬

                                       ‫العقل والمنطق تحت مظله إستراتيجية ممنهجة كي يكلل بالنجاح‪.‬‬
‫‪ )112‬نوصي بضرورة الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجالات الحياتية في البيئة‬
‫المصرية مسايرة للتطور الذي تشهده هذه التقنيات‪ ،‬ويمكن ترجمة ذلك واقعيًا عن طريق البدء في‬
‫استخدام هذه التقنيات في بعض المجالات التي لا تثير مشكلات تقنية كبيرة بالنسبة لاستعمالها‪ ،‬كمجال‬
‫الاتصالات في أمور معينة والخدمات المصرفية وبعض الخدمات القانونية‪ ،‬لا سيما أن هذا الاعتماد يخدم‬

   ‫بلا شك سياسة التحول الرقمي التي تنتهجها جمهورية مصر العربية حاليًا وفقًا لرؤية القيادة السياسية‪.‬‬
‫‪ )113‬نوصي المشرع المصري في المستقبل القريب أن ينظم بنصوص قانونية أوضاع تقنيات الذكاء‬

                                                           ‫الاصطناعي‪ ،‬وخصوصاً في المسائل الآتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬نوصي بالنص على منح تقنيات الذكاء الاصطناعي الشخصية القانونية؛ سواء تم ذلك بالقياس على‬
‫الشخصية القانونية الممنوحة للأشخاص الاعتبارية أو عن طريق اعتبارها شخصا قانونيا ثالثا‪ ،‬بالإضافة‬

                                                           ‫إلى الشخص الطبيعي والشخص الاعتباري‪.‬‬
‫ب‪ -‬نوصي بوجود نصوص قانونية تجيز لتقنيات الذكاء الاصطناعي إبرام العقود وإجراء‬
‫المفاوضات العقدية‪ .‬والحقيقة أن هذا الأمر قبل أن يجيزه نص قانوني‪ ،‬فلا بد أن تكون هذه التقنيات من‬
‫خلال برمجتها أو تصميمها قادرة على إبرام العقود أو إجراء التفاوض؛ فلا فائدة من الإقرار إذا كانت هذه‬

                                      ‫التقنيات غير قادرة على القيام بذلك؛ بسبب تصميمها أو برمجتها‪.‬‬
‫‪ )114‬نوصي بأن ينظم المشرع بنصوص صريحة مسألة تحديد الأساس القانوني للمسؤولية المدنية‬
‫عن الأضرار التي تلحق الأفراد بفعل تقنيات الذكاء الاصطناعي‪ ،‬وعلى وجه الخصوص تحديد الأساس‬
‫القانوني لمسؤولية المصمم والمصنع؛ لأنها هي التي تثير التساؤلات والإشكالات القانونية‪ ،‬ونفضل أن‬

                                                            ‫تنظم على أساس المسؤولية الموضوعية‪.‬‬
‫‪ )115‬نوصي بضرورة الاهتمام بمجال الذكاء الاصطناعي من الآن‪ ،‬وتدريسه في الكليات العملية كمادة‬
‫منفصلة إلى جانب إدراجه بمناهج طلبة التعليم الأساسي للمعرفة والاطلاع‪ ،‬ومن جانبنا نزكي ما قامت به‬
‫وزارة التعليم العالي المصرية في هذا الشأن من إنشاء عدد ‪ 26‬كلية "حاسبات ومعلومات وذكاء‬
‫اصطناعي" إلى جانب عدد ‪ 40‬كلية أخرى ما بين الجامعات الخاصة والأهلية كلها في مجالات الذكاء‬

                                                                                        ‫الاصطناعي‪.‬‬
‫‪ )116‬نوصي بضرورة توعية الأفراد بوجود وأهمية تقنيات الذكاء الاصطناعي والفوائد التي تحققها؛‬
‫سواء في الوقت الراهن ‪-‬وذلك بالنسبة للدول التي تعتمد بصورة كبيرة على هذه التقنيات‪ -‬أو في‬

     ‫مجلة ثقافة قانونية ‪ -‬عدد خاص بمؤتمر القانون والذكاء الاصطناعي | ‪36Page‬‬
   31   32   33   34   35   36   37   38   39   40   41