Page 5 - Q173
P. 5

‫تعليق على حكم ‪5‬‬                                                                                                                        ‫ ‪:‬ءاعربألاال ‪: 20‬ءعابرأالأرلالا ‪: -‬قفواملالافاولماالموا ( ددعالعلاا‬

                                                                                                                                       ‫تعليق‬
                                                                                                                                        ‫على حكم‬
                                                                    ‫إشكالية حق اليد العرفية في اليمن‬                                   ‫المحكمة العليا‬

‫بحقه في اليد استقلالاً عن تصرف المالك؛ لأن ذلك يعد خروجاً‬                                ‫أ‪.‬د‪ .‬عبدالمؤمن شجاع الدين*‬                    ‫الاشكاليات العملية الواقعية التي أصبحت وسيلة لأكلمن‬
‫على مفهوم المستأجر وسلطاته والتزاماته في الشرع والقانون‪ ،‬إلا‬
‫أن�ه ن�ظ�راً لقلة تدين الاش�خ�اص وإه�م�ال ال�دول�ة والأوق���اف في‬   ‫أكثر من قيمة الأرض المؤجرة ذاتها‪ ,‬ومن الطريف أن أحد علماء‬          ‫أموال الدولة والوقف وغيرها بالباطل‪ ،‬والتي ستكون لها‬
‫المحافظة على أراض��ي ال�دول�ة وال�وق�ف‪ ،‬فقد ص�ار المستأجرون‬         ‫صنعاء المعاصرين سألني قبل أكثر من خمس سنوات عما إذا كان‬            ‫آث�ار سلبية خطيرة على المجتمع اليمني في الحاضر والمستقبل‬
‫لأراضي الدولة والوقف العام يقومون بالتصرف بما يسمى حقهم‬             ‫هناك حد أعلى للعناء أو الشقية في الفقه والقانون‪ ،‬فأسهبت في‬         ‫موضوع «اليد العرفية»‪ ,‬وقد استفحلت هذه المشكلة حتى صارت‬
‫في اليد العرفية دون ملكية الرقبة إلى الغير‪ ،‬ويتم توثيق وتسجيل‬       ‫الإجابة عليه والإش�ارة إلى المراجع الفقهية في المذاهب الفقهية‪،‬‬     ‫خطراً يهدد أموال الدولة والوقف وعموم المواطنين‪ ,‬وطغى مفهوم‬
‫هذه التصرفات الناقلة للعين‪ ،‬حيث تنتقل الأرض ذاتها من المستأجر‬       ‫وإل�ى كتاب الم�زارع�ة وغيرها من المسائل ذات الصلة بالموضوع‪،‬‬        ‫اليد العرفية على حق الملكية الشرعية ‪ ,‬ولشيوع ظاهرة اليد العرفية‬
‫إلى غيره من غير اذن أو رض�اء هيئة الأراض�ي ووزارة الاوق�اف‪،‬‬         ‫وخلصت إل�ى أن حد وم�ق�دار العناء والشقية مستفاد من قوله‬            ‫بمفهومها المخالف لأحكام الشريعة والقانون فقد ص�ارت هذه‬
‫ويتقاضى المستأجر عند تصرفه بما يسمى حق اليد العرفية ثمناً‬           ‫تعالى‪(:‬وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى) وهي‬            ‫الظاهرة مظهراً من مظاهر الفساد‪ ،‬ومكوناً من مكونات ثقافة‬
‫يساوي تقريباً قيمة الأرض الحر أو المملوكة ملكية خاصة‪ ,‬وهنا يثور‬     ‫آية جامعة تقرر أن العناء أو الشقية يكون على قدر الأعمال التي‬
‫النقاش بشأن مدى شرعية وقانونية هذه المبالغ الطائلة التي يحصل‬        ‫يثبت أن المستأجر قد قام بها أو عملها دون أن يدفع له المالك مقابل‬                                              ‫الفساد والافساد‪.‬‬
‫عليها المستأجرون لأراض��ي الدولة والاوق���اف‪ ،‬وم�ا هو الأس�اس‬       ‫ذلك‪ ،‬أو دون أن يستقطعها المستأجر من الغلات‪ ،‬إضافة إلى أنه‬          ‫وكمساهمة مني في تسليط الضوء على هذه الظاهرة فقد قمت‬
‫الشرعي والقانوني لها ‪-‬خاصة عندما تكون الأرض أرض بناء‪-‬‬               ‫ينبغي ألا تكون تلك الأعمال من الاعمال الملازمة الانتفاع بالعين‪،‬‬    ‫بالتعليق على الحكم الصادر عن الدائرة المدنية بالمحكمة العليا في‬
‫فماهي الإض�اف�ات التي أضافها المستأجر إل�ى الأرض؟ وماهي‬             ‫مثل الزراعة‪ ،‬فأعمال السقي والحرث والحصاد وغيرها لا يكون‬            ‫جلستها المنعقدة بتاريخ ‪2011/6/25‬م في الطعن المدني رقم‬
‫الإصلاحات التي قام بها حفظا للعين؟ وهل هناك تقابل أو تساوي‬          ‫عليها عناء أو شقية لأن المزارع المستأجر يتقاضى نصيبه من الغلة‬
‫بين الاعمال التي قام بها المستأجر لحساب أرض الوقف أو الدولة و‬       ‫مقابل قيامه بتلك الاعمال اللازمة لإنتاج الغلات‪ ،‬أو المحصول‬                                             ‫(‪ )43963‬لسنة ‪1422‬هـ‪.‬‬
                                                                    ‫وأضفت ‪-‬في سياق الإجابة‪ -‬أن الأجير ل�لأرض الزراعية قد لا‬            ‫وتتلخص وقائع القضية التي قضى فيها هذا الحكم أن أحد‬
      ‫بين الثمن الذي يقبضه المستأجر بمسمى حق اليد العرفية؟‬          ‫يستحق العناء‪ ،‬بل قد يتوجب عليه تعويض المالك للأرض اذا تسبب‬         ‫الاشخاص قام ببيع حق اليد العرفية أو البسط لآخر وبالفعل قام‬
‫لا شك أنه ليس هناك أدنى تقابل أو تساو بين الأعمال التي قام‬          ‫المزارع في هلاك الغروس أو بوار الأرض‪ ،‬عمل ًا بقوله تعالى‪(:‬أن‬       ‫المشتري بدفع جزء من الثمن على اساس انه سوف يدفع بقية الثمن‬
‫بها‪ ،‬أو بين المبالغ التي يحصل عليها المستأجر مقابل حق اليد؛‬         ‫سعيكم لشتى) بمعنى أن الأجير قد يكون سعيه سلبياً يلحق الضرر‬         ‫عند تسوير الأرض وبالفعل قام المشتري بتسوير الأرض الا انه ظل‬
‫ولذلك فإن هؤلاء يدافعون عن هذا الوضع غير المشروع بالقول‪ :‬إن‬                                                                            ‫يماطل البائع فلم يدفع له بقية الثمن فتنازع البائع والمشتري حتى‬
‫المبالغ التي يحصلون عليها هي مقابل حفظ الأرض من التعدي و‬                                ‫بالمالك‪ ،‬فيتوجب عليه تعويض المالك‪...‬الخ‪.‬‬       ‫قام البائع برفع دعوى أمام المحكمة الابتدائية المختصة التي نظرت‬
                                                                    ‫فقاطعني العلامة ‪-‬رحمه الله‪ -‬قائل ًا‪ :‬يا دكتور أنا أفهم ذلك‪،‬‬        ‫النزاع حيث وجد القاضي أن الأرض المبيعة محل النزاع من أراضي‬
                                                 ‫الغصب!!!!‬          ‫لكن من يف ِّهم لي الرعوي الذي يطالب بشقية أكثر من قيمة الأرض‪،‬‬      ‫الدولة وأن العقد فيما بين البائع والمشتري قد اقتصر على بيع حق‬
‫وهذا عذر أقبح من الذنب ذاته‪ ،‬فهل الدولة عاجزة عن حماية‬                                                                                 ‫اليد العرفية أو البسط‪ ،‬وانه لا تناكر فيما بين الطرفين بأن الأرض‬
‫أملاكها؟ وهل وزارة الاوقاف عاجزة عن حماية أملاك الأوقاف؟ أين‬          ‫فقيمة الأرض أربعة ملايين ريال‪ ،‬وهو يطلب ستة ملايين شقية‪.‬‬         ‫محل النزاع من أراضي الدولة‪ ،‬فصدر الحكم الابتدائي الذي قضى‬
‫القوانين و اللوائح التي تقرر عدم جواز البسط ووضع اليد على‬           ‫وقد لخص العالم الجليل إشكالية الشقية أو العناء في الأرض‬            ‫في الفقرة الأول�ى من المنطوق بثبوت ملكية الدولة للأرض محل‬
‫أراضي الدولة و الوقف وأنه لا يجوز التمسك بالتقادم فيما يتعلق‬        ‫الزراعية بتلك الكلمات الموجزة‪ ,‬وكما ذكرنا تعد الشقية أو العناء‬
                                                                                                                                                             ‫النزاع ثم الزام المشتري بدفع بقية الثمن‪.‬‬
                         ‫بالبسط على أراضي الوقف والدولة ؟‬                       ‫الأصل التاريخي لحق اليد العرفية في أراضي البناء‪.‬‬       ‫فقام البائع باستئناف الحكم لأنه كان يطلب أصل ًا في دعواه‬
‫فالقوانين تكفل لأم�وال الدولة والوقف أفضل حماية وتحافظ‬              ‫ولمواجهة ظاهرة العناء والشقية غير الشرعية فقد صارت‬                 ‫أمام محكمة أول درجة إبطال البيع لحق اليد العرفية‪ ،‬لأن المشتري‬
‫عليها أفضل المحافظة‪ ،‬كما أن المحافظة على الأرض لا تعني أن‬           ‫إيجارات الأراضي الزراعية في الوقت الراهن تتضمن بنداً ينص‬           ‫لم يدفع غالب الثمن‪ ،‬ولأن البيع كان معلقاً على دفع بقية الثمن‪،‬‬
‫المحافظ على الأرض يستحق مثل قيمة الأرض‪ ،‬وإنما أجرة الحراسة‬          ‫على أنه لا يجوز للمستأجر المطالبة بأية مبالغ بمسمى العناء أو‬       ‫وق�ض�ت محكمة الاس�ت�ئ�ن�اف بتأييد ال�ف�ق�رة الأول���ى م�ن الحكم‬
‫أو الحفظ ل�ل�أرض‪ ،‬على اف�ت�راض أن الأرض كانت تحتاج إلى‬              ‫الشقية؛ لأن المالك سوف يتولي دفع اية تكاليف لازم�ة لإصلاح‬          ‫الابتدائي‪ ،‬وإبطال عقد البيع لليد العرفية‪ ،‬فقام المشتري بالطعن‬
                                                                    ‫الأرض أولاً بأول‪ ,‬وحق اليد العرفية في الأرض المملوكة للأفراد‬       ‫بالنقض أمام المحكمة العليا التي قضت بتأييد الحكم الاستئنافي‪،‬‬
                          ‫الحراسة والحفظ وهي عرصة بناء‪.‬‬             ‫ملكية خاصة أو وقف خاص أهلي لا يقوم المستأجر بالتصرف بحقه‬            ‫ولكن حكم المحكمة العليا قضى بلزوم إدخال هيئة أراضي الدولة‪.‬‬
‫علماً بأن ثمن حق اليد العرفية قد يحرم الخزينة العامة وخزينة‬         ‫في اليد استقلالاً عن تصرف المالك الناقل للأرض إلى الغير‪ ،‬وإنما‬     ‫وقد جاء في أسباب هذا الحكم‪(:‬أما من حيث الموضوع فقد‬
‫الأوق�اف من آلاف المليارات ‪-‬التي تذهب بغير حق أو مسوغ إلى‬           ‫يكون المستأجر دائناً للمالك بالشقية أو العناء الشرعي السابق‬        ‫وجدت الدائرة الحكم المطعون فيه موافقاً لأحكام الشرع والقانون‬
‫جيوب من لا يستحق ذلك‪ -‬ولا شك أن ذلك مظه ٌر من أخطر مظاهر‬            ‫ذكره‪ ،‬فيحق للمستاجر المطالبة به في أي وقت؛ لأنها أعمال قام بها‬     ‫في منطوقه وأسبابه‪ ،‬حيث أنه من الثابت أن الأرض المتنازع عليها‬
                                                                    ‫المستأجر لحساب المالك حفظاً للعين‪ ،‬وليس بقصد الانتفاع بها في‬       ‫هي أرض الدولة‪ ،‬وأنه لا تناكر في هذا الشأن فيما بين الطاعن‬
                                                   ‫الفساد‪.‬‬          ‫الغرض الذي استاجرها لأجله‪ ،‬فليست تلك الأعمال من مقتضيات‬            ‫والمطعون ضده‪ ..‬ومع أن محكمتي الموضوع قد قررتا إدخال هيئة‬
‫فالدولة والوقف لا ينتفعان حقيقة بالأرض المملوكة لهما‪ ،‬حيث‬           ‫إنتاج المزروعات التي يتقاضى المستأجر حصتها منها‪ ،‬لذلك قد‬           ‫أراضي الدولة إلا أن ذلك لم يتم مع أهمية هذا الإدخال؛ لأن هناك‬
‫تذهب هذه الأثمان الهائلة خارج الخزينة العامة وخزينة الأوقاف‪،‬‬        ‫يطلبها المستأجر في أي وقت‪ ،‬وقد لا يطلبها حتى تنتهي علاقته‬          ‫أعباء تقع على هيئة الأراض�ي نتيجة التصرف في حق البسط‪،‬‬
‫وللقارئ الكريم أن يتخيل كم المردود المالي على الخزينة العامة لو أن‬  ‫العقدية مع المالك‪ ،‬وعندما يقوم المالك بالتصرف في الأرض‪ ،‬فإذا‬       ‫ولذلك ينبغي إلزام الهيئة بالتدخل‪ ،‬إضافة إلى أن التصرف في حق‬
‫نصف قيمة التصرفات التي ترد على أراضي الدولة والأوقاف تم‬             ‫كان التصرف بالبيع‪ ،‬فقد يرد ذكر الشقية أو العناء في وثيقة البيع‬     ‫البسط فيما بين البائع والمشتري قد كان معلقا على تسوير الأرض‬
                                                                    ‫كمبلغ إضافي للقيمة أو يتم ذكرها كجزء من الثمن‪ ،‬كأن تذكر في‬         ‫وسداد بقية الثمن) وسيكون تعليقنا على هذا الحكم بحسب الأوجه‬
                        ‫توريدها إلى الخزينة العامة والأوقاف‪.‬‬        ‫وثيقة البيع فيقال‪(:‬الثمن مائة مليون للأجير للأرض من ذلك مليون‬
‫قطعاً أن الدولة سوف تتحول إلى دولة غنية والأوق�اف سوف‬               ‫شقية) أو تذكر ‪(:‬الثمن مائة مليون إضافة إلى شقية المستأجر‬                                                                ‫الآتية‪:‬‬
‫تتحول إل��ى جهة ق���ادرة على تحقيق أغ���راض ال�واق�ف�ين وتلبية‬      ‫مليون ريال) ولكن في كل الأحوال لا يستطيع المستأجر التصرف‬
                                                                    ‫بحقه إلى الغير في العناء أو الشقية استقلالاً عن تصرف المالك‬          ‫جولاه ألاول ‪ :‬حق لايد فرعلاية �أو علاناء �أو لا�شقية في‬
              ‫احتياجات المواطنين نتيجة استثمار أموال الوقف‪.‬‬         ‫للأرض؛ لأنه حينئذ يكون قد قام بالتأجير من الباطن وذلك غير‬            ‫ألارا�ضي لازراعية وغيرها الخا�صة ملمالوكة دارفألل ‪:‬‬
                                                                                                                                       ‫يستعمل مصطلح العناء أو الشقية غالباً في الأراضي الزراعية‬
   ‫جولاه لاثالث ‪ :‬رعلاف لافا�سد لا يقرر حقا ولا يخالف‬                                                                    ‫جائز‪.‬‬         ‫المؤجرة للغير حيث يطالب المستأجر عند إنهاء أو انتهاء الإجارة بأن‬
                                                     ‫ن�صا ‪:‬‬
                                                                      ‫جولاه لاثاني‪ :‬لايد فرعلاية في �أرا�ضي لادولة وولاقف‬                           ‫يدفع له مالك الأرض المؤجر عناء الأرض أو شقيته‪.‬‬
‫ذكرنا في الوجه الأول أن مصطلح حق اليد العرفية قد نشأ‬                                                                    ‫علاام‪:‬‬         ‫ومصطلح الشقية أو العناء أو اليد العرفية في ه�ذه الحالة‬
‫وتعارف عليه الناس فيما يتعلق بالأراضي الزراعية المؤجرة‪ ،‬وأنه‬                                                                           ‫بحسب ال�ع�رف الشرعي مقصو ٌر على الأع�م�ال التي يقوم بها‬
‫ك��ان يعني أن الم��زارع ال�ف�لاح المستأجر ل�ل�أرض ي�ق�وم بأعمال‬     ‫المالك لأرض الدولة هو الدولة‪ ،‬والمالك للأوقاف هو الله تبارك‬        ‫المستأجر والاضافات أو البناء أو إصلاح ما تهدم من جدران الأرض‬
‫وإصلاحات للعين وزيادات في الأرض المؤجرة أو يضع لها مصدات‬            ‫وتعالى‪ ،‬وبحسب النصوص والقواعد الشرعية والقانونية فإن‬               ‫أو استخراج أرا ٍض من رهق الأرض واضافتها إلى الارض‪ ،‬شريطة‬
‫للسيول وغيرها من الأعمال الخارجة عن الحرث والبذر والحصد‪،‬‬            ‫المستأجر لأراضي الدولة أو الاوقاف هو عبارة عن مستأجر تسري‬          ‫ألا يكون مالك الأرض قد دفع تكاليف كل أو بعض تلك الاعمال‪،‬‬
‫وأنه كان يستحق مقابل تلك الأعمال طالما والمالك لم يدفع له مقابل‬     ‫عليه كافة الاحكام والآث��ار المتعلقة ب�الإج�ارة‪ ،‬مثله في ذل�ك مثل‬  ‫وشريطة ألا يكون المستأجر للأرض قد استقطع تلك التكاليف من‬
‫ذل�ك‪ ،‬وطالما أن�ه لم يستقطع مقابل ذل�ك من ع�ائ�دات أو غلات‬          ‫المستأجر للأراضي المملوكة للأشخاص‪ ،‬فلا يجوز له التصرف‬              ‫غلات أو عائدات الارض‪ ,‬وفي هذه الحالة لا يجوز لصاحب الحق‬
‫الأرض‪ ,‬وذكرنا أيضاً أن هذا هو العرف الصحيح الموافق لأحكام‬                                                                              ‫في الشقية أو العناء أن يطالب المالك بأية مبالغ اخرى غير ما سبق‬
‫الشرع والقانون‪ ,‬أما حق اليد العرفية في أراضي وعرصات البناء‬                                                                             ‫ذكره‪ ،‬كما أنه لا يجوز له أن يتصرف بحقه إلى الغير بحسب ما هو‬
‫فهو من قبيل العرف الفاسد المخالف لأحكام الشرع والقانون؛‬                                                                                ‫معروف في العرف الشرعي الموافق لأحكام الشريعة والقانون‪،‬‬
‫ولذلك نوصي الدولة وتحديداً هيئة أراضي الدولة ووزارة الاوقاف‬                                                                            ‫والذي أشار اليه القانون المدني‪ ,‬إلا أن العناء بهذا المفهوم الشرعي‬
‫بالمعالجة التشريعية لهذا الموضوع ال�ذي يحمي أراض �ي الدولة‬                                                                             ‫قد لحقه التشويه والفساد من قبل بعض المستاجرين الانتهازيين‪،‬‬
‫والأوقاف ويوقف الهدر لأموال الدولة والأوقاف‪ ,‬وقد صرح أكثر من‬                                                                           ‫الذين صاروا يطالبون عند انتهاء الإيجار أو إنهائه بمبالغ لا أصل‬
‫واحد من المختصين والمهتمين بأن الدولة والأوق�اف بعد حين لن‬                                                                             ‫لها أو سند في الشريعة والقانون أو الواقع؛ لأن العناء أو الشقية‬
‫تستطيعا الإنتفاع أو الإستثمار لأراضيهما التي أصبحت أسيرة لحق‬                                                                           ‫ينبغي أن يكون مقابل يساويه أو يناسبه‪ ،‬وقد ذكرنا الحالات التي‬
‫اليد العرفية‪ ،‬فعندئذ لن تستطيع الدولة دفع المبالغ التي يطالب بها‬                                                                       ‫استقر عليها العرف الصحيح في اليمن‪ ،‬أما بقية المطالبات بمسمى‬
‫هؤلاء بمسمى اليد العرفية؛ لأن ثمن اليد العرفية يتم احتسابه‬                                                                             ‫العناء فهي عبارة عن أك�ل أم��وال الناس بالباطل‪ ،‬أو مخرج من‬
‫بحسب سعر الزمان والمكان‪ ,‬ولا شك أن هذا قي ٌد من أخطر القيود‬                                                                            ‫مخرجات ثقافة الفساد الذي تأصل في كافة الانشطة في المجتمع‬
                                                                                                                                       ‫اليمني‪ ،‬حيث وصل الأمر ببعض المستأجرين المطالبة بعناء وشقية‬
                       ‫التي ترك على أراضي الدولة والأوقاف‪.‬‬

‫* األ�ستاذ في كلية لا�رشيعة ولاقانون جامعة �صنعاء‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9   10