Page 21 - مبادىء علم الاقتصاد
P. 21

‫الري‪ .‬كما يتضرر الأفراد الذين يستخدمون مياه النهر للشرب ولا يأخذ‬
‫المشروع المتسبب في تلوث مياه النهر في اعتباره هذه الأضرار‬
‫الخارجية عند اتخاذ قرار إلقاء مخلفات الصناعة في النهر‪ ،‬ومن ثم فإنه‬
‫لا يتحمل التكاليف المترتبة على تلوث مياه النهر والتي تتمثل في الإنفاق‬
‫اللازم لتنقية المياه لتصبح صالحة للشرب‪ ،‬ومن أمثلة الأضرار‬
‫الخارجية كذلك تلوث الهواء في منطقة معينة نتيجة وجود مصنع‬
‫للإسمنت حيث يتلوث الهواء بغبار الاسمنت مما يضر بصحة سكان هذه‬
‫المنطقة ولا يأخذ مصنع الاسمنت في اعتباره عند حساب تكاليف الإنتاج‬
‫التكاليف المترتبة على الأضرار التي تسببتها وهي الإنفاق الصحي على‬
‫سكان المنطقة الذين يصابون بأمراض نتيجة تلوث الهواء في المنطقة‪.‬‬
‫ومن أمثلة الوفورات الخارجية وهي المنافع التي تعود على الأفراد أو‬
‫المشروعات نتيجة قيام أفراد أو مشروعات بنشاط معين‪ .‬فإذا قام أحد‬
‫الأفراد بزراعة فاكهة وزهور يؤدي إلى استفادة جاره الذي يمتلك منحل‬
‫دون أن يحصل صاحب حديقة أشجار الفاكهة والزهور على مقابل‬
‫للمنافع التي يحصل عليها جاره‪ ،‬وتتدخل الدول عادة في هذه الحالات‬
‫لتصبح هذه الأوضاع وذلك حتى يتحمل من يؤدي إلى أضرار تكلفة هذه‬
‫الأضرار ومن يؤدي إلى حصول أفراد أو مشروعات على منافع مقابل‬

                          ‫هذه المنافع وذلك باستخدام السياسة المالية‪.‬‬

                              ‫تاسعاً‪ :‬المشكلة الاقتصادية‪:‬‬

‫لكل علم من العلوم موضوعه الذي يتمثل في محاولـة فهـم وتحليـل‬
‫ظـاهرة مـن الظـواهر أو مشـكلة معينـة‪ ،‬وتعـد المشـكلة الاقتصـادية‬
‫المتمثلة في الندرة النسبية للموارد النقطة المركزية التي يدور حولها علم‬
‫الاقتصاد بالبحث في نشأتها وأسبابها ومظاهرها وقد لازمـت المشكلة‬
‫الاقتصادية الإنسان منذ وجوده حيث في منظور الاقتصاد الوضعي أن‬
‫الإنسان يولد وتولـد معـه حاجاتـه المتعـددة والمتنوعـة والتي تقتضي‬
‫قدراً من الإشباع باستعمال ما هو موجود في الطبيعة‪ ،‬هذه الأخيرة‬
‫ولمحدودية مواردها لا تقدم الإشـباع الكامـل لجميـع الحاجات الإنسانية‬
‫من جهة ومن جهة أخرى فإن أغلب هذه الموارد لا تصلح يصورنها‬
‫الأوليـة فـي الطبيعـة لإشـباع الحاجـات بشـكل مباشر مما يفرض علـى‬
‫الفـرد أن يكـون سـلوكه اقتصـادياً وذلـك بالاختيـار بـين حاجاتـه‬
‫المتعـددة الحاجـات الأولـى بالإشـباع واسـتخدام المـوارد المحـدودة‬
‫علـى أفضـل وجـه وطريقـة ممكنـة للحـد مـن تفـاقم المشـكلة‬
‫الاقتصـادية وزيـادة حـدتها خصوصـاً مـع سـعي الإنسـان الدائم للارتقاء‬

                          ‫بمستوى معيشته وتحقيق الرفاهية المادية ‪.‬‬
‫وعليـه فالمشـكلة الاقتصـادية هـي مشـكلة نـدرة المـوارد المتعلـق‬
‫باسـتعمالها بشـكل مباشـر أو غيـر مباشـر إشـباع الحاجـات وهـي أيضـاً‬
‫مشكلة اختيار بين هذه الحاجات المتعددة اختياراً على أساس تحديد‬
‫الحاجات الأولى بالإشباع والقـدر الـذي يـتم إشـباعها بمقتضـاه ممـا قـد‬
‫يسـتوجب التضـحية بـبعض الحاجـات وهـذا لعـدم قـدرة المـورد علـى‬
‫إشـباع جميـع الحاجـات‪ .‬وعلـى هـذا يمكـن القـول بـأن المشكلة‬

         ‫الاقتصادية تقوم على ركنين متلازمين هما الندرة والاختيار‪.‬‬

                                               ‫‪21‬‬
   16   17   18   19   20   21   22   23   24   25   26