Page 19 - ashraf1444 09 03_Classical
P. 19
تأليف :الشريف علي بن سعود بن عبد الله الصرامي الحسني
المبحث الأول :فضل علم الأنساب
قال القلقشندي " :1لا خفاء أن المعرفة بعلم الأنساب من الأمور
المطلوبة ،والمعارف المندوبة؛ لما يترتب عليها من الأحكام الشرعية ،والمعالم
الدينية ،فقد وردت الشريعة المطهرة باعتبارها في مواضع ،منها:
.1العلم بنسب النبي ﷺ وأنه النبي القرش الهاشمي ﷺ الذي كان
بمكة وهاجر منها إلى المدينة ،فإنه لابد لصحة الإيمان من معرفة
ذلك ،ولا يعذر مسلم في الجهل به ،وناهيك بذلك.
.2التعارف بين الناس حتى لا يعتزي أحد إلى غير آبائه ،ولا ينتسب
إلى سوى أجداده ،وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى :ﵟ َ َٰٓي َأ ُّي َها ٱل َّنا ُس
َوأُن َثى َو َج َع ۡل َن ُك ۡم
ُش ُعو ٗبا َو َق َبآئِ َل ِعن َد ٱََّّللِ َأ ۡت َقى ُك ۡۚٗم لإِِنََّتا َعا َر َُفخ ٓۚٗلَواْۡق َإنِ َّن ُكأَم ۡك ِم َر َنم َُذك َۡمكرٖ
إِ َّن ٱََّّل َل َعلِي ٌم
َخبِير ١٣ﵞ ﵝالحُ ُج َراتﵜ
وعلى ذلك تترتب أحكام الوراثة ،فيحجب بعضهم بع ًضا،
وأحكام الأولياء في النكاح ،فيقدم بعضهم على بعض ،وأحكام
الوقف ،إذا َخص الواقف بع َض الأقارب أو بعض الطبقات دون
بعض ،وأحكام العاقلة في الدية ،حتى تضرب على بعض العصبة
دون بعض ،وما يجري مجرى ذلك ،فلولا معرفة الأنساب لفات
إدراك هذه الأمور وتعذر الوصول إليها.
-1كتاب :نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ،تأليف أبي العباس أحمد القلقشندي ،تحقيق إبراهيم
الإبياري ،الطبعة الثانية 1400ه ،الناشر دار الكتاب اللبناني بيروت ،صفحة .6
17