Page 93 - merit 41- may 2022
P. 93

‫‪91‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫الشعر في سوريا‬

                                      ‫هاني نديم‬

                                                  ‫(سوريا)‬

                    ‫من كَّراسة الدخان‬

                    ‫***‬                                        ‫الجميلة السمراء لم تنم منذ ثلاثة أيام‬
                                            ‫غ ًدا‬    ‫الجميلة السمراء لحظت هذا الصباح شام ًة جديد ًة‬

     ‫سيروي الناجون قصص من قضوا بكثير من‬                                                 ‫على ذراعها‬
                                ‫الحنين والتواعظ‬               ‫الجميلة السمراء لم تتكلم منذ ثلاثة أيام‬
                                                            ‫طيلة هذا الوقت كانت تفكر بمعنى اسمها‬
   ‫سيذكرون طبيب الأسنان الذي كان يعمل مغنيًا‬
                     ‫للأعراس في القرى المجاورة‬                                   ‫لم تفكر به قبل هذا‬
                                                       ‫ثلاثون عا ًما وهي لم تسمع اسمها بشكل جيد‪،‬‬
‫الدكتور برهان‪ ،‬مع انقطاع الأدوية عن البلد الأمين‪،‬‬
 ‫كان يخ ِّدر مرضاه بج ِّرة «زلف» وكسرة «ميجانا”‬                               ‫كانوا ينادونها‪ :‬سمرة‬
                                                       ‫منذ أيام‪ ،‬حينما عاد إليها الجندي بهوية زوجها‬
                      ‫ويبكي كلما قيل‪“ :‬سوريا”‬
                                 ‫الدكتور برهان‬                                    ‫الميت على الجبهة‪.‬‬
                                                                    ‫قال لها بصوت جهوري واضح‪:‬‬
    ‫مات على مفرق «جراجير» وهو عائ ٌد من عرس‬                  ‫أنت السيدة سورية عبد الخالق سورية؟‬
                            ‫«طالب» على «رتيبة”‬      ‫الجميلة السمراء أطلقت اس ًما على شامتها الجديدة‬
                             ‫على دراجته الحمراء‬           ‫ولكن قررت أن تدللها وتسميها بين الناس‪:‬‬
                                      ‫غنى لهما‬
                                                                                            ‫سمرة‬
                      ‫وقلع ضرس ضابط الإيقاع‬                            ‫***‬
                         ‫وشرب كل الماء والسكر‬      ‫قال لصديقه‪ :‬لا نحتاج شيئًا لنخرج من هذا الجحيم‬
                                 ‫ومات بلا سبب‬               ‫جواز سف ٍر وطريق مختبئة تصلنا بمالمو‪..‬‬
                                             ‫‪..‬‬              ‫في مالمو يقيم أدهم وسيعتني بنا‪ .‬لا تقلق‬
                                            ‫غ ًدا‬   ‫في مالمو فتيا ٌت شق ٌر‪ ،‬تحم ُّر كحبَّة الخوخ إن ح َّدقت‬
                                      ‫سيقولون‬                         ‫له َّن بعينيك الخنجرين هاتين‪..‬‬
                                 ‫قتله حب البلاد‬      ‫في مالمو الكثير من الرزق والضمانات الاجتماعية‬
                                                   ‫والسيارات التي تمشي بهدوء دون تظليل نوافذها‪..‬‬
               ‫ألم تر أنه أوصى بدراجته للبلدية؟‬    ‫ممدوح أخبرني وحلف لي بالخضر أن هنالك ماكينة‬
            ‫وبعيادته لنازحين من مدينة مجاورة؟‬      ‫تقف أمامها فتناولك جواز سفر جديد‪ .‬تخيل! جواز‬
                                                          ‫سفر يأخذك إلى كل العالم دون طرق مخبأة‬
                       ‫وبـ»ذهب» خطبته الفاشلة‬                   ‫في مالمو مستقب ٌل جدي ٌد ينتظرنا يا عليّ‬
                          ‫لشراء مخ ِّد ٍر إن وجد؟‬
                                    ‫مات برهان‬                                 ‫لماذا لا ترد عليَّ يا عليّ‬
                                       ‫وترك لنا‬                  ‫لونك الأزرق كجواز سفرك يقلقني‪..‬‬
                                       ‫التأويل‪..‬‬              ‫لقد نسيت أن أخبرك أننا سنركب البحر‬
                               ‫وبلا ًدا بلا مخدر‬
                                                                                      ‫والله نسيت‪..‬‬
                 ‫وأعراسًا كثير ًة على ضفاف الألم‬
   88   89   90   91   92   93   94   95   96   97   98