Page 91 - merit 41- may 2022
P. 91
89 إبداع ومبدعون
الشعر في سوريا
وفي انكسارات الأمل بين شاشات الهواتف
العش يأكل ذكريات الطير لكن الصباح في محرك بحثنا نلقاهم سرجوا الخيال
يمد خيط شعاعه عبر المدى الموت تحت وسادتي
فيفيق تسرقه الحياة على عجل هر ٌم أنا..
وأنا المسجى في حنيني جثة ينساب فيها الموت
لا شيء يشبهني
أقرأ سوى
لم أكن في الغار يو ًما كي أجيد قراءة الأيام
وجعي الذي أخفيه عني ربما
لم أحظ بأي نبوءة أعباء ذاكرتي التي قيدتها
لكن هذا الشعر يولد من رحم.. هرم أنا..
أنا من رمال البحر من إبر الصنوبر من رياح النو
النار عكازي ودربي من حصيد
ممتزج هرم
أنا لوحة للريح يكتبها الغبار على مياه صابها الهرج
أنا صرخة لله في هذا المدى وانا البلاد وطينها اللزج أخيط سراب هذا الدرب حتى ينتهي
وأعيد ذاكرة الصغير إل َّي
كأس.. نغمة جدتي
كأس لهذي الأرض
لن يرث الرحيق بها سوى وحديثها عن ضبعة تتلقف الأطفال من باب البيوت
من عاقروا خمر الكروم.. عن شيخ (رشي) حين يظهر فجأة في الليل
كأس لمن تركوا الديار ترتجف القلوب له وينتفض الوريد
لأنهم حملوا غبار الموت فوق جبينهم عن بعوة في التل يقلق صوتها
وتناثروا عدد النجوم من نام في عرزاله لي ًل وحلق في أناه
كأس لرواد الشوارع
حيث تنفصل الخطيئة عن طبيعتنا عت ٌم على الشباك
ونكتب بالصدى وطنا يقوم في صمت الحقول ..على مشارف غابة الأحلام
كأس لشيطان وشى يو ًما بنا
فابتل من ماء الوشاية يسدل ثوبه
والريح من خلف التلال تمر تدفع بالصقيع
واصفاه الله عنَّا
حيث ح َّمله السعادة دائ ًما فمن سيبصر دربه؟!
ودروبنا رصفت بأحجار الهموم والغاب مسكون ببعض هدوئه ..كالأم حبلى
كأس يغير كل أقدار السماء
ويسكب الأحلام في اقداحنا سوف يعرف طفلها
جوع الحياة ..وما ُي َخبَّأ بعده..
فنصير ماشئنا به
سنصير أروا ًحا تحوم كأس..
كأس لأنك لم تكن إلا كما قد شئت ..حين أردت أن كأس لروحك حين تلتقط السماء
تبقى كأنها طير يسير على هداه..
أق َّر لك الإله.. كأس لعينيك التي ملأت حروف قصائدي
كأس بكفك لا سواه..
صو ًرا
فأدرك حرفها درب المتاه..
كأس بكفك يا نديم الوقت والأيام ياريح العدم
كأس لأنك لم تكن إلا كما قد شئت
حين أردت أن تبقى أق َّر لك الإله..
كأس إليك وليس من كأس سواه..
الباب حلم الطفل في هذا الدمار