Page 87 - merit 41- may 2022
P. 87

‫‪85‬‬                ‫إبداع ومبدعون‬

                  ‫الشعر في سوريا‬

                                                          ‫فايز العباس‬

                                                                        ‫(سوريا)‬

                                  ‫من أوراق النبي يوسف‬

‫وأنا‬  ‫لي‬  ‫يح ُّن‬  ‫الرغي ِف‬  ‫مثل‬    ‫لكأنني ب َك إ ْذ تصي ْح‪:‬‬    ‫سب ٌع ستأكل ما احتو ْت كفا َك من سب ٍع خلو َن وأن َت‬
                                 ‫‪َ -‬من لي بشع ٍب ساخ ٍن‬                                   ‫منتظ ٌر فوا َت السج ِن‬
                                  ‫ألو ُك ضلو َع ُه‪،‬‬
‫َمن لي ِب ُح ٍّب مث ِل ح ِب القم ِح للفلا ِح يغم ُر مهجتي إذ‬        ‫محتف ٌل بما خ َّزن َت من أل ِق السناب ِل في صدا ْك‬
                             ‫لا يخا ُف رعونتي؟!‬
                                                                                                  ‫سب ٌع مض ْت‬
                        ‫والقم ُح يعش ُق قاتليه‪..‬‬                                ‫وأرى جفا َف الأر ِض ينه ُر نو َمنا‬
                      ‫ويجي ُب هده ُدنا الجري ْح‪:‬‬                               ‫يا َمن يش ُّد الحل َم ِمن جه ِة الهلا ْك‬
‫‪ -‬من لي بتفسي ِر الخمير ِة؛ كيف َت ْج َم ُع ما تك ِّس ُره‬
                                                                            ‫أنا لا أف ِّس ُر هذه الرؤيا التي تنتا ُبني‪،‬‬
                                     ‫ال ّرحى‪،‬‬                        ‫لكنني أج ُد النوار َس تنثني عن ليلِ َك المعسو ِل‬
   ‫أو كيف تجع ُل ما ُي َد ُّق مدين ًة مهجور ًة إ َّل من‬
                                                                                                     ‫بالآما ِل‪/‬‬
                     ‫الأحلا ِم تصه ُل في مدا ْك؟!‬                                        ‫عن شج ِر اخضرا ِر َك‪/‬‬

                  ‫وأرى الطوائ َف تقتفي أث َر الحما ِم‪/‬‬                                              ‫عن خطا ْك‬
                           ‫تق ُّد ثو َب الح ِّب ِمن ُد ُب ٍر‪،‬‬
                           ‫وقد تل ِق ْيه في بئ ِر العرا ْك‪.‬‬                                        ‫أنا لا أف ِّس ُر‬
                                                                                    ‫غي َر أن الصم َت أطل َق بو َحنا‬
                     ‫سب ٌع كفا َف العي ِش نطع ُمها‪،‬‬               ‫‪-‬والصم ُت هده ُدنا الذي ينجو من التأوي ِل حين‬
      ‫ف َمن ‪-‬في محن ِة الجو ِع المُرا ِب ِط‪ -‬سوف يكف ُل‬
                                                                                                       ‫يل ُّفنا‪-‬‬
                                        ‫عي َشنا‪،‬‬               ‫ُم ْذ غاب هده ُدنا اشتع ْل َت كأننا حط ٌب لتنو ٍر يع ّش ُش‬
                      ‫ويل ُّمنا حو َل ال َموا ِق ِد واح ًدا‬
                      ‫يااااااا قم َحنا َمن ذا ِسوا ْك؟‬                                               ‫في رؤا ْك‬
   82   83   84   85   86   87   88   89   90   91   92