Page 86 - merit 41- may 2022
P. 86

‫العـدد ‪41‬‬                          ‫‪84‬‬

                                                              ‫مايو ‪٢٠٢2‬‬

‫عبير سليمان‬

‫(سوريا)‬

‫اقرأني على مهل‬

‫الاسم والعنوان تم َّزقا في زحمة الانشغالات‪،‬‬                                     ‫اقرأني على مهل‪،‬‬
‫لن أزعل إن منح َتني عنوا ًنا جدي ًدا على سبيل‬                   ‫اقرأني بصوت غزا ٍل حديث الولادة‬
                                                        ‫يمشي مرتج ًفا على العشب لينهل من النبع‪.‬‬
                                 ‫التخمين‬
            ‫وانتقي َت لي اس ًما يروق مزاجك‬                                         ‫واقرأني بنه ٍم‬
                                                 ‫بصو ٍت عاش ٍق شج ٍّي قبل أن تغفو في المعنى كحوت‬
               ‫َمن قال إننا الأغلفة الب َّراقة؟‬
               ‫من قال إننا دو ُّي العناوين؟‬                                              ‫العنبر‪..‬‬

      ‫أما تلك الأسماء المكتوبة بخ ٍّط عريض‬         ‫لا ضير بأنني الكتاب الذي م َّزق َت د َّفتيه في زحمة‬
                             ‫ليست نحن‪،‬‬                                                ‫انشغالاتك‬

                      ‫ولسنا سدن َة ألقابنا؛‬       ‫وترك َته يتي ًما على الطاولة دون ملامح تذ ِّكر باسم‬
‫إنما نحن المسافة المُعبَّدة بالخطوا ِت الجريحة‬                                  ‫الكاتب والعنوان‪،‬‬

                     ‫بين المق ِّدمة والخاتمة‪،‬‬                              ‫المهم أن يحثَّك الشغف‬
                                                    ‫فتحمل خيمتك وتمضي في قراءتي مثل غجر ٍّي‬
                                  ‫اقرأني‬
           ‫كما لو أ َّن عبارة الإهداء تقصدك‬                     ‫تنام في صفحة لتستيقظ في أُخرى!‬
‫أو أن الفهرست شيفرة الجند ِّي الوحيد الذي‬
   ‫ف َّر من الأسر بعد معرك ٍة طويل ٍة وخاسرة‬     ‫أري ُد أن أكون الصفحات التي تح ِّرضك على الترحال‬
      ‫وهو‪ ،‬خلال هذا العد التنازل ِّي المحموم‬                           ‫لاهثًا كي تبلغ آخر السيرة‪،‬‬

                             ‫ُيبر ُق للنجدة‬              ‫هكذا‪ ،‬حتى تقع عيناك على مفردة «النهاية»‬
                       ‫ويختبئ في الورق‪.‬‬               ‫فتحمل خيمتك وتقفل راج ًعا إلى الفصل الأول‬

                                                                        ‫باحثًا عن اسمي وعنواني‪،‬‬
   81   82   83   84   85   86   87   88   89   90   91