Page 6 - مجلة مدرسية ـ ربيعية
P. 6

‫َمــوعدٌ َمع الحَــــــيـاة !‬

‫يُحكى أ َنّ ُمحصلاً كان ينتقلُ من عربةٍ إلى أخرى في الق َطار السريع لتحصِيل الرسوم ‪ ,‬وإذ بقدمهِ‬

‫تز ُلّ فجأةً أثناء سيره فهوى ليستقر بينَ القضبان الحديديّة ‪ ,‬وحـاول أن يتل َمّس طريق النجاة وس َط ‪5‬‬
                        ‫الظلام الحالك إلا أن كل شيءٍ حوله كان يشير إلى أنه لامحالة هالك فقد وقع في الفخ بعد أن‬

‫كُسرت ساقه وعجز عن الحرك ِة تماماً‪ .‬حاول أن يستغيث بالصراخ إلا أن صوته لم يُراوح محيطه‬

‫وباءت كل ُمحاولاته بالفشل ‪ .‬وفجأة وإذا بقطارٍ كبي ٍر يسي ُر بسرعةٍ عاليةٍ باتجاهه ‪ .‬صرخ وصر َخ‬

‫ولكن للأسف فقد غ َطّى على صوته صوتُ القطَار ‪ ,‬فكان في وضعٍ لاُيحسد عليه ‪ ,‬فالقطار متج ٌه‬

‫نحوه ولو دهسه لقطعهُ إرباً إربًا وبعد أن كاد يفقد كل أم ٍل لديه لمعت في ذهنه فكرة حيثُ تذكر أن‬

‫في جيبهِ علبةُ كبريت ‪ ,‬فأخرجها بسرعةٍ وأشع َل ُعود ثقاب ‪ ,‬وكر َرّ ذلك مرة ومرتين وثلاثاً ‪..‬‬

‫وعشراً ‪ ..‬وفجأة حدثتْ ال ُمعجزة فقد توقف الق َطار ال ُمح َمّل بالبضائع على بُعد خطواتٍ منه حينَ تنبّه‬

‫السائق لذلك النور الذي كان ُيومض لفتراتٍ ُمتقطعة ‪ ,‬ثُم ينقطَع فأوقف الق َطار على الفورْ ونجا‬

‫[ المُحقق ] ! !‬  ‫الرجل ِمن الموت‬

                      ‫لَقطـة =)‬

                             ‫أنا وأنتِ نملكُ العديد من أعوادِ الثقاب ‪,‬‬
                     ‫دين ‪ ..‬صحة ‪ ..‬إنجازات ‪ ..‬مواهب ‪ ..‬أمن ‪ ..‬أخلاق ‪..‬‬
              ‫فليبحث كل واح ٍد منا عن عود ثقابه عن الجانب اُلمضيء في نفسِه ‪..‬‬
              ‫قبل أن تنطم ْس معالمُنا تماماً وقبل أن يعبُر ق َطار الحيا ِة فوق أجسادِنا ‪.‬‬

‫‪] . . . . [ --------------------------------------‬‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9   10   11