Page 6 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 6

‫العـدد ‪27‬‬                                 ‫‪4‬‬

                                              ‫مارس ‪٢٠٢1‬‬

      ‫إسرائيل ليست دولة طبيعية لكي‬            ‫افتتاحية‬
     ‫نط ِّبع علاقاتنا معها‪ ،‬وكونها جارة‬
    ‫جغراف ًّيا‪ ،‬أو أنها متقدمة في ملفات‬       ‫سمير درويش‬
 ‫مثل التصنيع والزراعة والتكنولوجيا‪ ،‬لا‬
‫يجعلها مثاًل يحتذى‪ ،‬أو شري ًكا محتمًل‪،‬‬        ‫رئيس التحرير‬
   ‫بدليل ما تقوم به من أعمال عدوانية‬
      ‫ضد مصر في منابع النيل في وسط‬            ‫أن تكون‬
 ‫أفريقيا‪ ..‬لذلك‪ ،‬فعلى الذين يضغطون‬            ‫إسرائيل طبيعية‪..‬‬
     ‫لتطبيع العلاقات معها بدعوى أنه‬
    ‫لا فائدة من المقاطعة‪ ،‬أن يضغطوا‬           ‫كي يسهل على جيرانها‬
   ‫عليها لتكون دولة طبيعية أوًل‪ ،‬كي‬           ‫التعامل معها بشكل طبيعي!‬
    ‫يسهل على جيرانها التعامل معها‬

                             ‫بشكل طبيعي!‬

‫القائمة على قمع الرأي المعارض‪ ،‬وادعاء القوة‬    ‫في مصر‪ ..‬معظم أنصار تطبيع العلاقات‬
     ‫التي لا تملكها‪ ،‬ولا واحد على مائة منها‪.‬‬
                                                   ‫مع إسرائيل‪ ،‬هم ‪-‬بالأساس‪ -‬خصوم‬
  ‫فريق آخر من أنصار التطبيع يحا ُّجون بأن‬     ‫تياري الإسلام السياسي والقوميين العرب‪،‬‬
   ‫علاقاتنا الطبيعية مع دولة مثل السعودية‪،‬‬    ‫فالأول ظل يهتف «ع القدس رايحين شهداء‬
    ‫لم تثمر إلا الغزو الوهابي الذي تغلغل في‬
    ‫المجتمع المصري منذ منتصف سبعينيات‬             ‫بالملايين»‪ ،‬حتى فاجأ الرئيس الإخواني‬
                                                ‫محمد مرسي المصريين بخطابه (الودود)‬
    ‫القرن العشرين‪ ،‬وأفرخ جماعات إرهابية‬
  ‫على خلفية إسلامية‪ ،‬انتهجت العنف طري ًقا‪،‬‬          ‫إلى شيمون بيريز (الرئيس الإسرايلي‬
                                                      ‫السابق)‪ ،‬الذي يقول فيه‪« :‬عزيزي‬
     ‫وكبدت مصر آلاف الشهداء‪ ،‬كما دمرت‬
‫المنشآت الحكومية والخاصة‪ ،‬بد ًءا من جماعة‬       ‫وصديقي العظيم‪ ..‬لما لي من شديد الرغبة‬
                                                    ‫في أن أطور علاقات المحبة التي تربط‬
  ‫الجهاد‪ ،‬والتكفير والهجرة‪ ،‬مرو ًرا بالقاعدة‬
 ‫وأنصار بيت المقدس وداعش‪ ،‬وكلها تستقي‬           ‫لحسن الحظ بلدينا‪ ،)...( ،‬لي الشرف بأن‬
                                                ‫أعرب لفخامتكم عما أتمناه لشخصكم من‬
    ‫أفكارها من قادة التشدد الوهابيين الذين‬
      ‫ح َّرموا كل شيء‪ ،‬من الكلام والخروج‬          ‫السعادة‪ ،‬ولبلادكم من الرغد‪ .‬صديقكم‬
                                                ‫الوفي محمد مرسي”! والثاني ظل يتحدث‬
‫للشارع إلى الأكل والشرب والعمل‪ ..‬فلماذا لا‬
  ‫نجرب طري ًقا آخر ‪-‬في رأي أنصار التطبيع‬             ‫بثقة عن محو إسرائيل من الخريطة‬
      ‫طب ًعا‪ -‬مع دولة متقدمة تمتلك السلاح‬      ‫وإلقائها في البحر‪ ،‬حتى فوجئنا بالاحتلال‬
      ‫النووي‪ ،‬وتنتج السلاح وتصدره لدول‬        ‫الكامل لشبه جزيرة سيناء في ستة أيام‪ ،‬في‬
                                                ‫حرب من طرف واحد‪ ،‬بينت خواء الدولة‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9   10   11