Page 74 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 74

‫العـدد ‪27‬‬  ‫‪72‬‬

                                            ‫مارس ‪٢٠٢1‬‬

‫ممدوح التايب‬

‫مدينة تعتق خرابها في رأسي‬

         ‫‪-٧-‬‬                                                ‫‪-١-‬‬

             ‫أرتجل الضحك والموت م ًعا‬                              ‫العال ُم بش ٌع يا حبيبتي‬
          ‫حتى أجد لي مكا ًنا هنا‪ ،‬فالعالم‬                             ‫لا يشبهنا في شي ٍء‪.‬‬

                          ‫يتآكل داخلي‪.‬‬                      ‫‪-٢-‬‬

         ‫‪-٨-‬‬                                               ‫في الصباح‪ ،‬أفتح قلبي للعابرين‬
                                                       ‫في المساء‪ ،‬أشرب الشاي مع العزلة‪.‬‬
               ‫أنا نزيل هذا البيت الهش‬
                   ‫سكنت ألف بيت قبله‬                        ‫‪-٣-‬‬

             ‫وبقيت ذاكرتي فارغة‪ ،‬إطار‬                        ‫مدين ٌة تعتق خرابها في رأسي‬
          ‫للزمن أطل منه عليَّ‪ ..‬فأندهش!‬                          ‫أحمل مفاتيحها في جيبي‬
          ‫أهذا أنا؟! أك ُّل هذا الخوف لي؟!‬
                                                          ‫أخمش جدرانها‪ ،‬ولا أرى الباب‪.‬‬
         ‫‪-٩-‬‬
                                                            ‫‪-٥-‬‬
        ‫في التاسع والعشرين من مارس‬
                      ‫أردم سن ًة باهت ًة‪،‬‬                   ‫أسكن خوفي‪ ،‬فلا يزورني أحد‬
                                                               ‫أرب ُت على ضعفي‪ ،‬فيسكن‪.‬‬
            ‫أشعل فيها النسيان‪ ،‬وأتفرج‬
            ‫ثم وحي ًدا أمشي داخل قلقي‬                  ‫أنام‪ ،‬فأتركه وحي ًدا يجول في الغرفة‬
                                                             ‫وحين أصحو أراه في الزاوية‬
                   ‫لأراني أتزاحم حولي‬                           ‫يحدق ف َّي مثل ذئب حزين‪.‬‬
           ‫كلنا أنا‪ ،‬ولا يعرفني منا أحد‪.‬‬
                                                            ‫‪-٦-‬‬
         ‫‪-١٠-‬‬
                                                            ‫أغسل وجهي من حزن الأمس‬
       ‫أترك عمري يتساقط؛ ولظلي الذي‬                                ‫وأمام الصنبور أودعه‬
  ‫يستند شري ًدا على الجدار أن يستوقفني‬                                  ‫فلن أراه بعد الآن‬

             ‫ليسألني عن جدوى العيش‬                          ‫فحين أخرج تمنحني الشوارع‬
           ‫وهل لو كنا افترقنا في صبانا‬                            ‫في كل يو ٍم وج ًها جدي ًدا‬
            ‫والتقينا بعد عشرات الندوب‬
‫سنعرف بعضنا‪ ،‬نحضن و ّح َش َتنا ونبكي!‬                        ‫قد يشبهني‪ ،‬وقد يشبه المو َت‬
                                                          ‫حين يطردني ويسكن الباسبور‪.‬‬
   69   70   71   72   73   74   75   76   77   78   79