Page 70 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 70

‫العـدد ‪27‬‬                                   ‫‪68‬‬

                                                               ‫مارس ‪٢٠٢1‬‬

‫محمد المتيم‬

‫ر ُج ٌل من غبراء الناس‬

                   ‫ف َلنِع َم الشاه ُد‪ ،‬و َلنِع َم الشهيد‪..‬‬                                                          ‫أربع ُة أيام‬
                                                                                                           ‫س ٌّت وتسعون ساعة‬
                                       ‫ُع َو ْيس‪،‬‬                                           ‫خمس ُة آلا ٍف وسب ُعمئ ٍة وستّون دقيقة‬
        ‫ه‪-‬فويأ َوظْيروس‪.ٍ .‬فاللذغويياٍةسغاتدمارض ٍةت أ‪-‬لِ ُفو ُهانقل َب ْت َعينًا‬              ‫كانت كافي ًة تما ًما لأستجم َع قوا َي‬
                                                                                     ‫وأ ْح ِر َف لساني عن مزال ِق السخاف ِة وال َّس َف ِه‪،‬‬
           ‫عينًا شاهد ًة على رج ٍل من غبراء الناس‬
                               ‫لم ُيق َتل في غزو ٍة‬                                                              ‫ثم أهمس ل َك‪:‬‬
                                                                                                 ‫“لا تأ َس على شي ٍء يا ُع َو ْيس‪”..‬‬
                          ‫ولا عملي ٍة استشهادي ٍة‬
                     ‫ولا دفا ًعا عن وط ٍن حج ِر ٍّي‬                                                           ‫وإ ْذ أنع ُت َك شهي ًدا‪،‬‬
‫ولم تتو َّه ْج عزيم ُت ُه في معسكرات الشؤون المعنوية‬                                    ‫فعلينا أو ًل أن نمس َح الطلا َء عن المفاهيم‪..‬‬
‫ولم ي ْس َع للمو ِت طام ًعا في حو ٍر عي ٍن كأمثال اللؤلؤ‬
                                                                                                       ‫وط ُن الر ُج ِل‪َ :‬ش َر ُف أبيه‪.‬‬
                                        ‫المكنون‬                                                                      ‫هكذا كان‪،‬‬

                              ‫لم يحدث كل هذا؛‬                                                                      ‫قبل الأقنعة‪،‬‬
                            ‫لأن المو َت يا ُع َو ْيس‬                                                            ‫والأيديولوجيا‪،‬‬
                        ‫يا رج ًل من غبراء الناس‬                                                             ‫والنب ّوات والتعاليم‪.‬‬
    ‫لا ُي َمثِّ ُل لك احتما ًل مباغتًا يستوجب الاستعداد‬                            ‫وإن كان للرج ِل وط ٌن ثا ٍن يستحق الموت لأجله؛‬
             ‫لكنّ ُه ر ُّد فع ٍل يصدر عنك بكل تلقائية‬                                ‫فهو الأربع حوائط التي ستس ُت ُر َل ْح َم أرملتِه‪..‬‬
                           ‫كأ ْن تعط َش فتشرب!‬                                                  ‫وإن كان ثمة متَّ َس ٌع لوط ٍن ثال ٍث؛‬

                                 ‫هكذا بالضبط؛‬                                                                      ‫فهو الحقل‪..‬‬
                   ‫تغضب لأبيك‪ ،‬ف َت ُر ّد‪ ،‬فتموت‪..‬‬                                                 ‫وكل ما وراء ذلك من أوطان؛‬
‫ولولا اختراع المسدس‪ :‬ذروة الانحطاط الحضاري؛‬                                               ‫هو من تزييفات اللغ ِة وفضو ِل المعاني‪..‬‬

                       ‫لكان للرواي ِة مسا ٌر آخر‪..‬‬                                                             ‫وأنت يا ُع َو ْيس‪،‬‬
                                                                                   ‫وإذ تسق ُط دفا ًعا عن الوطن الأول‪َ -‬ش َر ِف الأب‬
   65   66   67   68   69   70   71   72   73   74   75