Page 65 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 65

‫‪63‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫شعــر‬

          ‫بلا بصما ٍت لمجانين تغطوا بها‬                      ‫أم ِّرغ قلبي في الترا ِب‬
                                                     ‫وأبكي وأنا أغ ِر ُق في ِقرب ِة الماء‬
                             ‫في الشتاء‬
                                                             ‫كي َت ِه َّل ي ُد ِك المباركة‬
               ‫ثم دفنوها بين الحروب‪..‬‬           ‫التي كانت تغلق البا َب على رعشتي‬
                 ‫ثم أن ِّظ ُف الطبق الكبير‬
                                                               ‫‪ ..‬وتشتع َل النيرا ُن‬
             ‫كي لا َت ْعلق بها أية مشاعر‬                            ‫وأعو ُد خفي ًفا‬
                ‫تؤذي شبابها الساخن‪..‬‬
                                               ‫كأني الهوا ُء الذي يحيط بصورة أبي‬
                       ‫أصع ُد كالملتاث‬                                ‫منذ ال ِق َدم‪..‬‬
                       ‫للسطو ِح بكنزي‬
    ‫وأرى أبي الذي تركنا وسط الحروف‬                             ‫ويسقي ف َّخ العائلة‬
               ‫لنعمى عن ظل ِه المرتعش‪..‬‬                             ‫ليحيا واس ًعا‬
           ‫وأمي التي َغ َزلت منها عظا ًما‬                          ‫ويحيا عمي ًقا‪..‬‬
                ‫نطي ُر بها وسط الأمطار‬
                  ‫ونسرق القلوب الحية‬            ‫طيو ُر الذاكرة‬
                    ‫المنسية بين ال ُح َفر‪..‬‬
                                                                     ‫أنخ ُل أجول ًة‬
                        ‫أُ ُطيِّ ُر بكل عز ٍم‬             ‫دفنها أبي تحت السرير‬
            ‫فيسر ُع الهوا ُء كأن ُه مجذو ٌب‬
                                                             ‫لتسقط منها أرواحها‬
                   ‫يو ُّد أن يثق َب حبيبت ُه‬                           ‫وأصواتها‬
                     ‫لتصير أكثر بها ًء‪..‬‬                             ‫وملابسها‪..‬‬
                       ‫‪ ..‬وتصير كلا ًبا‬
                               ‫وبحا ًرا‬                           ‫بعد جه ٍد أصيل‬
                          ‫وطر ًقا تعوي‬                ‫َأ ِص ُل لبريق عائلتنا المغدور‪..‬‬
                                                  ‫كلماتنا الملهمة في الدرب والزقاق‬
                ‫كلما َن َّط في شارعنا‬
                           ‫المساء‪..‬‬                               ‫والحارة كلها‪..‬‬
                                                         ‫بلا زوائد ولا حراشف‪..‬‬
   60   61   62   63   64   65   66   67   68   69   70