Page 64 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 64

‫العـدد ‪27‬‬                           ‫‪62‬‬

                                                               ‫مارس ‪٢٠٢1‬‬

‫مؤمن سمير‬

‫لهذا جمع ُت آخر عز ٍم ِف َّي‬
‫وأخرج ُت كاميرا جدي‬

         ‫لك َّن السنين مرت عليَّ وأنا في سريري‪..‬‬           ‫خيان ٌة ملونة‬
                ‫صر ُت عجو ًزا لا يمل ُك إلا عين ْي ِن‬
                  ‫لا تتسعان إلا لتتعرى الأوها ُم‬                          ‫كان َج ِّدي مصو ًرا‬
                                  ‫على الحائط‪..‬‬            ‫وكن ُت أرتعب من صداقته مع الظلام‬
                       ‫لهذا جمع ُت آخر عز ٍم ف َّي‬
                         ‫وأخرج ُت كاميرا جدي‬                  ‫وعينه التي كانت تتس ُع وتتسع‬
                                                                                    ‫فنتعرى‬
      ‫و َحيَّ ْي ُت التراب الذي يحنو طول عمره علينا‬
                 ‫والتقط ُت صورة براق ًة‪ ..‬سوداء‬                ‫وتقع منا كذباتنا على السلالم‪..‬‬
                          ‫ووضع ُت فيها حياتي‬                                  ‫لكني رغم هذا‬
                              ‫وك َل ما أشتهي‪..‬‬
                                                           ‫لم َأ َم َّل من تخيِّ ِل أني مصو ٌر عظيم‬
            ‫َف ُّخ العائل ِة‬                                             ‫ألتقط صو ًرا للروح‬

                         ‫يا أمي أنا ُمت َع ٌب ح ًّقا‪..‬‬                ‫عندما كانت تخون أبي‬
                      ‫شالوني كثي ًرا في جيوبهم‬                       ‫وتف ُّر من ياقة الجلباب‪..‬‬
               ‫ثم أراحوني على السجاد ِة الكبير ِة‬          ‫وعندما كانت تختبئ فوق العمارات‬
                    ‫تحت أقدامهم الطيب ِة الواثق ِة‬            ‫كلما أمس َك الول ُد بضحكة البنت‬
                                                                    ‫تحت عينيها المغمضتين‪..‬‬
                            ‫لكنني َظ َل ُت متعبًا‪..‬‬           ‫حتى لما كانت تتسكع في الحرب‬
           ‫قل ِت يومها لماذا لم تمت بد ًل من أبي َك؟‬               ‫ثم تشهق وتتس َّحب بهدو ٍء‬
                                                                   ‫لتلهث تحت دباب ٍة يائسة‪..‬‬
               ‫وأنا قل ُت كن ُت أعمى ساعتها واللهِ‬
               ‫كن ُت ق ًّطا لا يمل ُك إلا سا ًقا وحيد ًة‬                 ‫أنا المص ِّو ُر العبقر ُّي‬
                                                           ‫الذي يمس ُك حز َن الورد ِة من رقبته‬
                           ‫تعشقها ُح َف ِر القري ِة‬
            ‫وتهب ُط سلال َم الجحيم وهي تبتسم‪..‬‬                ‫كلما تمو ُت الأمير ُة في الحكاية‪..‬‬
‫والآن سرق ُت كل هالات القديسين لأبتهل يا أمي‪..‬‬                        ‫والذي يه ُّز رأس ُه ر ًضا‬
                                                                     ‫لما تصفو بصير ُة القطار‬

                                                                   ‫و ُت َحلِّ ُق أشلاء القرصان‪..‬‬
   59   60   61   62   63   64   65   66   67   68   69