Page 72 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 72

‫العـدد ‪27‬‬                          ‫‪70‬‬

                                                                        ‫مارس ‪٢٠٢1‬‬

         ‫عبير زكي‬

         ‫سكي ُن الوق ِت والغياب‬

         ‫ِقولاَّلةأايلانُمو ِمعلأيَّق‪،‬ل ما ألاقي‪،‬‬                                            ‫أنا وقع ْت روحي منِّي؛‬
‫مشتت ٌة أنا كالمشردين؛ والوج ُع ينز ُف من قلبي كما‬                               ‫وأنت ثقي ٌل مستق ٌّر كالجب ِل الراسي؛‬
         ‫من أقدامهم وهم يجوبو َن الشوار َع‬        ‫ينز ُف الد ُم‬    ‫تفونوشظبَاُهضماىٌّليقالمطاار َرتستاٌبلع؛ذجلااي ِللملنعدنيي َىكخلرلم َجؤطثواعٌر؛رنيقءضعينبِد ِه َكلأو ِّليا يسثبي ٍُرب‬
‫النا ِس‬  ‫أروا ُحهم المتشقق ُة تستغي ُث في غفل ِة‬  ‫والطرقا ِت؛‬       ‫كان؛ وأنا انتظ ُر في محط ٍة بعيد ٍة مهجور ٍة؛ وحيد ًة‬
‫التى تتل َّح ُف بالدف َء في أس َّر ِتها؛ وتحتض ُن الوسائ َد‬         ‫وحزين ًة؛ يتسر ُب الأم ُل من بين يد َّي كما تتس َّر ُب‬
         ‫وتغ ُفو في المساءا ِت البارد ْة‪.‬‬                         ‫الميا ُه من غرف ٍة في ك ِّف عطشان؛ لا تب ُّل عرو َق ُه نظر ٌة‬
                                                                    ‫لحفن ِة ما ٍء لا يستطي ُع حتى احتجا َز َها ليمل َأ عينيه‬
                 ‫أنا لا أعر ُف كيف أص ُف ما بي‪،‬‬                            ‫منها قبل ري ِق ِه الملهو ِف ورو ِح ِه المتعطشة‪.‬‬
                          ‫كي َف ضائع ٌة أنا منِّي؛‬                   ‫يتس َّر ُب الأم ُل وتتس َّر ُب الكرا َم ُة وأنا أشح ُذ الو َّد‬
                                                                    ‫وال ُّس ْك َنى من َك وه َذا الأهو ُن‪ ،‬ومنهم وهذا الأشق؛‬
‫كيف غريب ٌة أنا عن روحي؛ لا أق َوى على الكتاب ِة ولا‬             ‫يمتل ُكو َن عيو ًنا تتكلَّ ُم بل تصر ُخ؛ وكلما ٍت تجر ُح دو َن‬
                                       ‫القراء ِة؛‬                    ‫أن تغاد َر الشفاه؛ وأنا مضط َّر ٌة لأن أسم َع وأرى‬
                                                                 ‫وأشه َد كل هذه الهجمات قبل در ٍع سوى الصبر المر؛‬
  ‫كي َف مضطرب ٌة هي خطا َي؛ لا أستطي ُع السي َر في‬                  ‫و شال الثقة القديم الذي طعنت قب ًل وأنا أرتديه‪.‬‬
                          ‫وجه ٍة لأنج َز أي عمل‪،‬‬                     ‫أنت لا تعر ُف كي َف أشع ُر ولا كيف تم ُّر الساعا ُت‬

  ‫ك ُّل شي ٍء مع َّط ٌل ف َّي إلا الزمن والساعة التى تط ُّن‬
 ‫في رأسي كالنحل ِة؛ وتطر ُق كالساطو ِر بلا تو ُّق ٍف؛‬

              ‫وينتف ُض معها نبضي في ك ِّل لحظة‪.‬‬
   67   68   69   70   71   72   73   74   75   76   77