Page 2 - كٌن صوتي
P. 2
الارتباط بين الاعاقة السمعية والكلام :
يعتبر الكلام من أهم سبل الاتصال النفسي بين إنسان وآخر فإن تكلم شخص مع آخر
فإنه ينقل اليه حالات نفسية كاملة فيها معان ومشاعر وانفعالات وفيها اتجاهات
ورغبات.
و عملية الكلام ليست مجرد إخراج أصوات لها دلالة نتيجة تحريك أعضاء الجهاز
الكلامي المختلفة ولكنها تعتمد على ترابط وانسجام طرق الاستقبال و المراكز
الحسية والحركية في المخ وجهاز الكلام وذلك حتى يكون للكلام دلالة معينة وليصبح
أداة للتخاطب والتفاهم بين أفراد المجتمع.
وعلى ذلك في عملية الكلام من الناحية العضوية تحتاج إلى اكتمال في الجهاز
العصبي الذي يقوم بهذه العملية ويشمل ذلك الحواس التي تستخدم في تلقي الكلمات
ومن أهمها السمع بدءا من الأذن والعصب السمعي والمراكز السمعية في المخ ثم
الموصلة إلى مراكز حفظ الكلمات (الذاكرة )ومنها إلى عضلات الحنجرة
والفم واللسان علاوة على الصدر والرئتين وغير ذلك من أعضاء ولذا فإن أي خلل
يترتب عليه إعاقة الكلام .
إن عملية الكلام عند الطفل تبدأ بإصدار أصوات لا إرادية نتيجة لحركات الجهاز
الكلامي (وهذا ما ظهر حركة مصرف) ولكن سرعان ما تكتسب هذه الأصوات
دلالات معينة نتيجة لنمو المدركات الحسية سمعية بصريةو لمسية (وهذا مظهر
حسي) ولايمكن أن يستقيم كلام الطفل إلا إذا كان هناك توافق بين المظهر الحركي و
المظهر الحسي.
وكلما كان هذا التوافق طبيعيا كلما كان الكلام بدوره طبيعيا.
ومن الأهمية في هذا المجال أن تشير إلى أن العلاقة السمعية ليست المسؤولة
بمفردها عن حدوث اضطراب في الكلام أو عيوب في النطق ولكن يمكن ارجاع
ذلك إلى عدة أسباب من بينها الإعاقة السمعية وذلك على الوجه التالي :
-١عيوب ترجع العلة فيها إلى أسباب عضوية مثل عيب في الجهاز الكلامي أو
السمعي كالتلف أو التشوه أو سوء التركيب في أي عضو من أعضاء الجهازين أو
النقص في القدرة الفطرية العامة (الذكاء) .ما يؤدي إلى خلل في تأدية هذا العضو
أو تلك القدرة فيحدث نتيجة لذلك عيب في النطق أو احتباس الكلام أو نقص في
القدرة التعبيرية.
-٢عيوب ترجع العلة فيها إلى أسباب وظيفية في المصاب لا يشكو أي نقص
عضوي في الجهاز الكلامي او السمعي ولكن كل ماهنالك انه قدرة الفرد على التعبير
متأثر بعوامل غير عضوية تسبب له اضطرابات عدة تختلف من حيث نوعها وشدتها
وفقا لمادى قوة هذه العوامل وتأثيرها في الفرد.
وبجانب التقسيم السابق يوجد تقسيم آخر أكثر تفصيلا لا يقوم في أساسه على النظر
إلى مصدر العدالة بل يقوم على أساس المظهر الخارجي للعيب الكلام وتتخذ هذه
العيوب على حسب التقسيم أشكال مختلفة منها الآتي:
.١التأخر في القدرة الطفل على الكلام.
2