Page 16 - أدب مصري قديم فصل دراسي ثاني
P. 16
العودة ولكن الثعبان تهكم منه ,حيث ان خيرات الجزيرة تغنيه عن اى شئ اخر ,كما انه سوف ينتهى
امره عندما تغطى الجزيرة المياة ,ولكن يبدو ان هذا الامير كان لديه من التشاؤم ما يكفيه فلم تؤثر
هذه القصة به او تخفف من رعبه وخوفه من عقاب ورد فعل الملك حيث قال للراوى ان قصته هذه او
محاولاته هذه للتخفيف عنه هى كمن يسقى طيرا بالنهار لكى يذبحه ليلا .ولكن انتهت القصة بعودة
الامير لوطنه ولاقى الكثير من عطف الملك ورضاه
التحليل :تعد هذه القصة من القصص الكاملة التى وصلت الى ايدينا ,ومن خلال الاسلوب الراقى
والرشيق التى تناولت به القصة يدل على انها لم تكن قصة للعامة من الشعب وكانت تعبر عن
عواطف مختلفة وذلك عندما اخذ البحار فى سرد الاحداث عند غرق سفينته وكيف انه تألم بشدة بسبب
غرق السفينة وغرق كل الركاب وتألمه لجزيرة ينعدم فيها وجود البشر ,وكيف عبر عن هلعه عند
رؤية حارس الجزيرة والذى ما لبث انه طمأنه وابدل مشاعر الخوف بمشاعر الطمأنينة والهدوء ولم
يكتفى الراوى بعرض كل هذه المشاعر المتضاربة ولكنه عرض بعض العظات ,مثل التى قالها
الثعبان لكى يهدأ من روع البحار ,حيث قال له" ما اسعد الانسان عندمات يروى ما اذاقه من هم
وكرب بعد زوال هذا الهم او الكارثة "وذلك عندما روى له الكارثة التى حلت به بفقده كل اهله ,وكان
الغرض من هذا الامر هو التخفيف عن البحار وذكر انه مر بظروف اسوأ من التى مر بها وبالرغم من
ذلك انه مازال سالما ويزاول حياته وطلب منه ان يقابل اموره بشجاعة ,وكما عرضت القصة فكرة
وهى ان لكل حى زوال ولكل شدة لها فرج ,ولوحظ ذلك من خلال الطمأنينة التى شعر بها البحار
عندما عطف عليه الثعبان وهو نفس الشعور الذى شعر به الامير عندما عطف عليه الملك وسامحه
فانتهت الازمة بفرج ونلاحظ فى القصة حسن التعبير والحكمة البالغة والايجاز .
-3شكاوى الفلاح الفصيح
ترجع احداث هذه القصة لعهد الملك خيتى احد ملوك اهناسيا فى العصر الانتقالى الاول ,وتروى هذه
القصة بان احد الفلاحين بوادى النطرون اثناء طريقه لبيع محصول ارضه تعثر حماره فى ارض "
16