Page 17 - أدب مصري قديم فصل دراسي ثاني
P. 17
تحوت نخت " واكل من زرعه ,واصر تحوت نخت بأن يعاقب هذا الفلاح بأن يستولى على حماره
الذى اكل من زرعته ,فقرر هذا الفلاح " خنوم انوب" عرض شكواه على رئيس هذا الموظف "رنزى
" والذى عقد مجلس من الاشراف للبت فى هذه الشكوى ,ولكن لم يرد رنزى على هذه الشكوى ,
حيث انه قد اعجبته بلاغة هذا الفلاح ,فقرر ان يعرض الامر على الملك لكى يسمع هذه البلاغة
الواردة فى شكوى هذا الفلاح الفصيح ,وقرر الملك الا يبت فى هذه الشكوى بسرعة وذلك لكى يسمع
الكثير من الابداعات الفنية والبلاغية التى ترد فى شكواه ,وقد وصلت شكوى هذا الفلاح الى 9شكاوى
وقد احتوت اخر شكاويه هجاء واضح ضد رنزى لاحساسه بانه يتجاهل شكواه على عكس ما كان يكنه
له رنزى ,حيث ما كان يؤخره على نصرته هو رغبته فى الاستماع للمزيد من الشكاوى المليئة
بالبلاغة .وامر الملك رنزى ان يتكفل برعاية اهل بيته فى هذا الوقت الذى سيقضيه فى عرض شكواه
دون ان يعلم مصدر هذه الاعانة ,وفى نهاية القصة حكم رنزى بأن تذهب كل ممتلكات تحوت نخت
لهذا الفلاح .
وبالرغم ان القصة قد ظهرت فى وقت يعم فيه الفوضى الا انها اظهرت ابداعا فنيا يعكس ما فى النفوس
البشرية من ضغوط ,وتتكون القصة من جزئين ( المقدمة القصصية ,التسعة شكاوى ) وعكست هذه
الشكاوى ما كان عليه الموظفين من فساد ,وكذلك ثقة المواطنين فى عدالة الملوك ولذلك لجأ فى
عرض شكواه على الحاكم فى ثقة منه انه سوف يحظى بالعدالة ,كما اننا لاحظنا انه فى عرض شكواه
كان جريئا حتى انه استخدم الهجاء فى اخر شكواه وذلك كثقة منه بأنه على ارض يحكمها العدالة ولا
فرق بين الفقير والغنى ,كما انه شبه لاول مرة العدالة بالميزان ونجد ان هذا التشبيه رائج الآن فى كل
الحضارات الحديثة
-4قصة خوفو والسحرة
17