Page 22 - أدب مصري قديم فصل دراسي ثاني
P. 22
-6قصة ون امون:
كتبت هذه القصه على اصل واحد موجود الان فى متحف موسكو ,وكانت من مجموعة جولينيشف الاستاذ
الروسى ,وهى ترجع الى نهاية الاسرة العشرين .وقد عثر على هذه البردية عام 1891فى بلدة الحيبة التى
تقع على الضفة الشرقية للنيل تجاه مدنية الفشن فى محافظة بنى سويف .وكانت جولينيشف هو اول من نشر
نصوصها كاملة مع ترجمة لها .وهى تثبت ان فن القصة لم يفقد طلاوته القديمة ,وظلت للقصة تلك السلاسة
والاستطراد السهل الممتع لحوادثها .واذا كانت قصة ون امون لم تبلغ مستوى قصة سنوهى مثلا ,فأن أسلوبها
يذكرنا بروح الدعابة التى امتاز بها كاتبها ,وذلك فى أدق المواقف وأحرجها .وكان ون أمون هذا" موظفا
كبيرا فى دائرة أملاك معبد أمون " وأرسله كبير الكهنة حريحور الى شاطىء لبنان لاحضار أخشاب الارز
اللازمة لترميم القارب المقدس الخاص بالمعبود أمون رع .وتبين نصوص البردية ما لاقاه مبعوث أمون رع
من مشقة ومصاعب ,وهى تبين أيضا مدى نفوذ مصر السياسى فى الخارج وان بقى لها شىء غير قليل من
نفوذها الثقافى والدينى.
حدثت هذه القصة فى العام الخامس عندما كان حريحور كبيرالكهنة امون على حين كان يحكم سمندس فى شرق
الدلتا ,وقد أعطى حريحور لون أمون أوانى قيمة من الفضة وتمثالا صغيرا لآمون رع ,له قداسة كبيرة ,
ويسمى" أمون فاتح الطريق " الذى أرسل فى رحلة سابقة ويستخدم للدلاله على حسن نية من يحمله ,كما أعطاه
حريحور خطابات توصية .وعندما وصل ون أمون الى تانيس قدم خطابات التوصية الى سمندس الذى جعله
يرحل من مرسى فى تانيس على ظهر مركب تجارية مع بضائع سورية .ويبدوا انه رحل بسرعة مما أدى
نسيانه استرجاع خطابات التوصية التى أطلع عليها سمندس وكان يحملها ون أمون لامراء سوريا العليا.
وعندما رست المركب على أول ميناء على الشاطىء الفينيقى ,سرق أحد البحارة من التشكر أو ثكل ( أى
صقلية) كل ما معه من هدايا ,ومن بينها الاوانى الفضية التى يريد أن يقدمها هدية الى أمير جبيل .وأبلغ ون
أمون حاكم المدينة عن حادث السرقة وأخبره" :ان هذه الفضة تخص سمندس وحريحور,سيدى,وتخص أيضا
22