Page 23 - أدب مصري قديم فصل دراسي ثاني
P. 23
كل نبلاء مصر " ولكنه لم ينل أى نوع من التعويض وحتى رد الاعتبار من قبل الحاكم .وأثناء سفره بالبحر
من صور الى جبيل وجد معه جماعة من التشكر .ورأى احدى غرائرهم وكانت تحتوى على فضة وزنها 30
دبن .ولما كان بعض أفراد من الجماعة هم الذين سرقوا منه 31دبن فانه أخذ هذه الغرارة رهينة عنده ,ولم
يأخذها عوضا عما سرق منه .بل أخذها كوديعة تمهيدا لعرض الامر على حاكم أو أميرجبيل .وعندما وصل
الجميع الى جبيل ,كانت السلطات على علم بموضوع السرقة ,وتقدم بالشكوى الى أمير " زكر -بعل" طالبا
حمايتة واسترداد حقه .ووجد هذا الامير ان هذا الموضوع سوف يسبب متاعب له مع الآخرين الذين يجوبون
البحر المتوسط وكانت لهم القوة ,وفى الوقت ذاته كانوا جيرانا له .ورفض أمير جبيل استقبال ون أمون وطلب
منه مغادرة الميناء .وأقام المبعوث المسكين تسعة عشر يوما فى الميناء ,وفى كل يوم يسمع ما يسيئه
ويأمرونه بالرحيل والعودة لمصر ,واخيرا عندما قابل ون امون " ذكر بعل
" سأله عن الخطابات التى ارسلها معه كهنة امون ان كان صادق ,واجابه ون امون انه اعطاها الى سمندس ,
ويتضح ان الامير تضايق وسأله عن اذن المركب الذى منحه اياه سمندس وسأله عن سبب مجيئه ,واجابه انه
حضر لطلب الخشب اللازم للقارب العظيم للاله امون وقال ان كلا من ابيه وجده ونحوهم الخشب ,وبالفعل
احضر الامير وثائق ابيه ووجد ان المصريين كانوا يدفعوا 1000دبن من الفضة وفى النهاية اتفق معه على
ارسال مبعوث لمصر للتأكد من صحة اقواله ,وقام المبعوث بالمهمة ورجع بهدايا عيدة من حريحور محملا
اوانى من الذهب والفضة ولفائف الكتان والبردى وجلد الثور وسلال من السمك المجفف ,كما ارسل هدية
شخصية لون امون ,وبالتالى اعلن امير جبيل رضاه عن الهدايا وامر بارسال 300من رجاله ومعهم 300
ثور لقطع الاخشاب من شجر الغابات ,وقد مر على هذه الرحلة 8شهور ,وعند الرحيل جاء اسطول من 11
سفينة من التشكر ودخلوا الميناء واعلن بحارة الاسطول انهم يطلبون محاكمة ون امون بسبب احتجازه غرارة
الفضة التى تخصهم ,ولكن امير جبيل رد بانه لا يستطيع ان يقبض على مبعوث امون رع ,وارسل لون امون
طعامه ومغنيه لتسرى عنه وفى اليوم التالى تمكن الامير من اقناع جماعة تشكر بأن يتركوه وشأنه حتى ان
يغادر الميناء ,ولكنه منحهم الحق فى الاقتصاص منه كما يحلو لهم عندما يصبحون فى عرض البحر ,ولكن
عند خروجه فى عرض البحر هبت ريح عاصفة مزقت المراكب التى كانت تطارده ودفعت به الرياح الى بلد
23