Page 10 - تاريخ مصر اليوناني والروماني
P. 10
وبناءاً على ذلك فمقابر الأرابك تستحق أن نولٌها قدراً كبٌرا من الاهتمام ولفرط ما كان ٌوجه إلٌها من العناٌة
فى إنشابها ولانها تمدنا بالأدلة المنقطعة النظٌر عن المنازل الإغرٌقٌة فى عصر البطالمة.
إذا ٌبدو ان السكندرٌٌن كانوا ٌبنون بٌوت العالم الآخر على نمط بٌوت هذا العالم ,ولأن جدران هذه المقابر
كانت مغطاه بزخرفة تلقى شعاعاً قوٌاً من الضوء على أصل الزخرفة المعروفة باسم زخرفة " بومباى
" pomoeiiوتشبه مقابر الإسكندرٌة التى من هذا النوع نوعاً من المقابر وجد بمقدونٌا ,حٌث نجد ان المقابر
المقدونٌة تتؤلف من غرفتٌن أحدهما خلف الآخرى وتسمى الغرفة الأمامٌة " بروستاس " prostas
والغرفة الخلفٌة " " Oikosوفى مقدونٌا كانت الغرفة الخلفٌة هى الغرفة الربٌسٌة فى المقبرة وفٌها كان المٌت
ٌدفن فوق تابوت على هٌبة الأرٌكة.
وٌحدثنا " باوزانٌاس" بؤن الإسكندر الأكبر دفن فى منف طبقاً للتقالٌد المقدونٌة واستنتج بعض العلماء بؤنه دفن
فى مقبرة من هذا النوع ,وٌبدو أن مقابر الإسكندرٌة التى من هذا النوع لم تقلد مقابر مقدونٌا المشابهة لها
تقلٌداً تاماً ,حٌث ان مقابر مقدونٌا كانت لاتتؤلف سوى من غرفتٌن فقط فى العادة.
أما فى الاسكندرٌة فكانت الغرفة الأمامٌة هى الأكبر وتوجد فٌها وعلى امتداد جدراٌها الطولٌٌن صفان حجرٌان
للزابرٌن فضلبً عن مذبح لتقدٌم القرابٌن فى وسط هذه الغرفة ,ولٌس لهذه الصفات ولا للمذابح أثر فى مقابر
مقدونٌا ,وٌضاف إلى ذلك أن الغرفة الامامٌة فى مقابر الاسكندرٌة كانت تستخدم كذلك للدفن بعمل فتحات فى
جدرانها وهذا ٌتفق مع المبدأ السكندرى القابل بدفن أكبر عدد ممكن فى أقل حٌز ممكن ,وفى مقابر مقدونٌا
كانت الجثة تدفن فوق الأرٌكة ,اما فى الاسكندرٌة فإن الأرٌكة كنت تجوف وتدفن الجثة فى داخلها ولعل سبب
ذلك هو رطوبة الجو فى الاسكندرٌة.
وعلى الرغم من هذه الإختلبفات فإن تقسٌم المقبرة هذا التقسٌم الواضح إلى " " prostas & Oikosلم
ٌعرف إلا فى مقدونٌا وفى الاسكندرٌة.
وعلى هذا فإنه ٌمكن ترتٌب هذا النوع من مقابر الاسكندرٌة كما ٌرى "إبراهٌم نصحى" ترتٌباً زمنٌاً بحسب
طراز زخرفتها وبحسب تطورها تدرٌجٌاً من مقبرة ذات أرٌكة مثل مقبرة سوق الوردٌان ,حٌث تم الدفن فى
تابوت على هٌبة أرٌكة الى مقبرة ذات أرٌكة وفتحات مثل مقبرة الشاطبى ,حٌث روعى فى الأصل ان تستخدم
12