Page 54 - كتاب فتاوي الصلاة_Neat.
P. 54
السؤال:
هل يجوز أن تقام صلاة الجمعة في عدة مساجد في المدينة الواحدة؟ حيث إن جماعة كانوا يقيمون الجمعة في
مسجد ثم بني آخر فأراد بعضهم إقامة الجمعة في المسجد الثاني فهل يشرع لهم ذلك؟
الجواب:
إذا كان المسجد الأول يتسع لكل المصلين فلا معنى لإقامة جمعة ثانية لأن المراد من الجمعة الاجتماع والتفرق ينافي
هذا الغرض ومن المعلوم أن الناس كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يسعون إلى الجمعة التي تقام في
مسجده الشريف ،فلو كانت الجمعة كغيرها من الصلوات لأمرهم أن يقيموها في أمكنتهم كما يؤدون سائر الفروض وإنما
أباح العلماء التعدد في حال الضرورة لا غير .والله أعلم.
الفتاوى ـ كتاب الصلاة ـ الجزء الأول ص83
السؤال:
لما جاء الأمر بإقامة الجمعة في القرآن مجملاً ولم يقيد بمكان ولا شرطه بحال وكذا السنة فما الذي خصت به
جواثي حتى كانت البقعة الثانية بعد المدينة أقيمت فيها الجمعة في عهده عليه الصلاة والسلام ولم تقم في مكة
التي صارت بعد النبي صلى الله عليه وسلم من الأمصار السبعة بالإجماع؟
الجواب:
إقامتها في جواثي دون مكة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مع تمصير مكة بعد ذلك فيما مصر بالإجماع
إنما هو راجع إلى النظر في الظروف والأحوال ،ولذلك أتضح أن أمر الجمعة في تحديد أماكن إقامتها راجع إلى
الاجتهاد حسب ما تقتضيه الظروف ويستلزمه النظر .والله ولي التوفيق.
الفتاوى ـ كتاب الصلاة ـ الجزء الأول ص84