Page 6 - merit 50
P. 6
العـدد 50 4
فبراير ٢٠٢3
من مصلحة أي حاكم أن تكون لديه افتتاحية
مؤسسات معارضة قوية :أحزاب ونقابات
سمير درويش
وبرلمانات وإعلام ومؤسسات مجتمع
مدني :قانونية وحقوقية ،فمن ناحية تضع رئيس التحرير
هذه المؤسسات صوًرا حقيقية للأوضاع التشويه
الداخلية أمام متخذ القرار ،بحيث لا يكون الممنهج..
كل ما يسمعه هو الإشادة بقراراته، المجتمع المدني في مرمى
والتغني بقدراته الخارقة وإنجازاته نيران الديكتاتوريات العتيقة
الفارقة ،ومن ناحية أخرى تش ِّك ُل متن َّف ًسا
للناس يستطيعون التعبير من خلاله عن
مظالمهم في الأطر المشروعة ،لأن الكبت
المتواصل يؤدي إلى الانفجار ،أو قد يؤدي
إلى حالات متطرفة من المعارضة ..ولا أظن
أن أي حاكم يريد أن يصل إلى هذه النقطة!
تلك الديمقراطيات -أن توجه تهمة ما لرئيس شيء يكرهه أي ديكتاتور هو أكثر
الدولة –أو لرئيس الوزراء في الدول البرلمانية- المؤسسات الرقابية التي من صميم
عملها مراقبة أداء السلطة التنفيذية،
وهو في منصبه ،والأمثلة كثيرة وعلى رأسها
اتهام الرئيس الأمريكي بيل كلينتون في قضية وعلى رأسها الرئيس نفسه،
تحرش ،وتكوين لجنة تحقيق بسلطة مطلقة، الأداء المالي والإداري ،والأخلاقي
لدرجة أن كلينتون اضطر –في النهاية -أن في بعض الدول ،لأن «السلطة
يعترف بالجرم ويطلب السماح .وبالطبع لو المطلقة مفسدة مطلقة» كما قال السياسي
كان كلينتون حاك ًما لدولة ديكتاتورية عالم البريطاني اللورد أكتون في القرن الثامن
عشر .لهذا فالديمقراطيات الراسخة تقوم
ثالثية لم يكن أي شيء من هذا سيحدث! على مبدأ الفصل بين السلطات ،حتى يستطيع
المؤسسات القوية هي التي تحمي الدولة
(البرلمان) أن يقوم بدوره في المحاسبة
والمجتمع ضد رغبة الح َّكام في التغول والتشريع ،ويقوم القضاء بالفصل في
واستغلال السلطة والبطش بالمعارضين ،والمثل المنازعات بحرية كاملة دون إملاءات من أحد،
ودون أن يعمل القاضي حسا ًبا لمن عينه،
القريب لذلك ما حدث في أمريكا منذ عامين ومن يستطيع –بالتالي -فصله من عمله..
فقط حين أظهرت نتائج الانتخابات تقدم ولكي تقوم الأجهزة الرقابية بعملها دون
خوف في مراقبة كل المؤسسات في الدولة
المرشح الديمقراطي جو بايدن على خصمه دون استثناء واحد ..لذلك فمن الشائع –في
(الرئيس) الجمهوري دونالد ترامب بفارق
بسيط ،أراد ترامب أن يعطل جلسة الكونجرس
التي ستصدق على نتائج الانتخابات ..فلم