Page 22 - تاريخ مصر الإسلامية
P. 22
نظرا لإحياء الخلافة العباسية بالقاهرة على يد السلطان الظاهر بيبرس البندقدارى سنة
675ه0361 /م واتفاق المصادر التاريخية على دفن أغلب الخلفاء العباسيين بقبة منسوبة إليهم خلف
مشهد السيدة نفيسة بمدينة القاهرة أنشئت فى دولة السلطان الناصر محمد بن قلاوونل وسنتناول فى هذا
الفصل ترجمة للخلفاء العباسيين ممن ثبت دفنهم بمدينة القاهرة
ولم يكن الظاهر بيبرس البندقدارى هو أول من فكر من حكام مصر الإسلامية فى إحياء الخلافة
العباسية بها ،بل هو أول من نج فى تحقيق ذلك ،حيث قامت محاولات عديدة قبل ذلك كان أولها فى
سنة 365ه113 /م عندما استغل أحمد بن طولون النزا القائم بين الخليفة العباسى الموفق طلحة وأخيه
المعتمد على الله وحاول إقنا المعتمد بالقدوم إلى مصر ولكن فشلت تلك المحاولةل أما المحاولة الثانية
فكانت على يد محمد بن طغج الإخشيد سنة 333ه544 /م فى زمن الخليفة المكتفى بالله وحاول الإخشيد
إقنا الخليفة بالقدوم إلى مصر ونقل الخلافة إليها ولكن باءت هذه المحاولة بالفشل أيضا.
وبعد انتصاره فى عين جالوت سنة 671ه0375 /م فكر قطز فى إحياء الخلافة العباسرية وذلرك
عندما أرسل يستدعى واحدا من سلالة العباسيين هو أبو العباس أحمد ،وبالفعل جراء الأميرر العباسرى إلرى
دمشق وبايعه قطز بالخلافة ،ولكن مقتل قطز حال دون إعادة كرسى الخلافة إلى القاهرة )1( ،وإن ص
ذلك فيكون المظفر قطز أول من تنبه إلى أهمية إحياء الخلافة العباسية بالقراهرة وتردعيم مركرزه وإضرفاء
الصبغة الدينية والشرعية على حكمه.
وعندما جلس السلطان الظاهر بيبرس على عرش السلطنة استقدم أميررا عباسريا اخرر إلرى مصرر
وهو أبو القاسم أحمد بن الخليفرة الظراهر محمرد برن الناصرر لردين الله أحمرد برن المستضرا برالله وذلرك فرى
التاسع من شهر رجب سنة 675ه0361 /مل وبويع الأمير العباسى بالخلافة يوم الاثنين 03رجب سرنة
675ه /يونيو 0361م واتخذ لقب المستنصر بالله)2( .
وكان بيبرس يهدف مرن وراء ذلرك إضرفاء الصربغة الدينيرة والشررعية علرى حكمه،وبرذلك أرسرى
بيبررس أحرد أهرم الأسرس السياسرية الترى قامرت عليهرا دولرة سرلاطين المماليرك ،وهرى الاسرتعانة بالخلافرة
العباسية كواجهة دينية وشرعية دون أن يكون للخليفة سوى الدعاء على المنابر فى صلاة الجمعة ،وبذلك
( )1بحمد مطقار العباد ،ةيام دولة المماليك ابولل فل مصزر والثزام ايزروت 1197ص 191 199؛ ةاسزم عبزده ةاسزم
عصر س طيلأ المماليك ص .99
( )2المقريى ،السلوك جـ 1ق 2ص 441 449؛ االأ إيا ادائ الى ور جـ 1ق 1ص .314-312
- 22 -