Page 40 - إرشاد سياحي تطبيقي ثالثة إرشاد 2
P. 40
كان لحتحور العديد من مراكز العبادة في مصر مثل الدير البحري ،دندرة (بمحافظة قنا) التي كانت
تسمى قديماً tA nTrtبمعنى "أرض الإلهة" ويقصد بها هنا الإلهة حتحور .كما عبدت حتحور في أطفيح
(بمحافظة الجيزة) ،القوصية (بمحافظة أسيوط) ،الجيبيلين (بمحافظة قنا) ،وسيناء التي كانت تسمى tA
mfkAtبمعنى أرض الفيروز وقد كان أحد أهم ألقاب حتحور اللقب nbt mfkAtالذي إتخذته من عبادتها
بسيناء وقد كرس لها بسيناء معبد سيرابيط الخادم .إمتدت عبادة حتحور إلى خارج مصر فعبدت في ببلوس
(ميناء يقع الآن بلبنان) وأرض بونت.
حملت حتحور العديد من الألقاب أبرزها nbt mfkAtبمعنى سيدة الفيروز واللقب nbt nhtبمعنى
سيدة شجر الجميز .كما حملت لقب سيدة الجبل الغربي حيث كانت تعبد بجبانة طيبة.
لعبت حتحور العديد من الأدوار بالتاريخ القديم والديانة المصرية القديمة وتتمثل أبرز هذه الأدوار فيما
يلي:
أ -لعبت دور كبير في أسطورة إيزيس وأوزيريس حيث تركت إيزيس طفلها حورس في أحراش الدلتا
تحت حماية حتحور من أجل البحث عن زوجها ،فاعتنت البقرة حتحور بالطفل حورس وأرضعته مثل أمه حتى
عادت إيزيس .أصبحت حتحور بسبب هذه الأسطورة مرضعة لكل ملوك وملكات مصر القديمة نتيجة لدورها
مع حورس وكما هو معروف كان الملك يحكم على الأرض كحورس لذا كان الملك يظهر كأنه يقوم بكل ما قام
به حورس ومنها الرضاعة مع البقرة حتحور.
ب -لعبت حتحور دور كبير في أسطورة دمار البشر ،والتي يمكن بإختصار أن نسردها بأن في أحد
الأيام بعد أن كبر الإله رع في السن بدأ البشر في مخالفة أوامره والسخرية منه فغضب منهم وقرر الإنتقام
وتدميرهم جميعاً فأمر حتحور بالقيام بهذا الأمر إلا أنها رفضت فهي الربة المعروفة بطيبتها فقام رع بتحويلها
لسخمت الربة المعروفة بقوتها وعنفها فلبت سخمت الأمر وبدأت في تدمير البشر وسفك دمائهم .شعر رع
بالسعادة في بداية الأمر لكنه لم يلبث أن ندم وأراد العدول عن قراره فأخبر سخمت أن تتوقف لكنها رفضت
وأقسمت بحياة رع بأن تفني جميع البشر فقام رع بخداع سخمت بأن جعلها تشرب خمر ممتزج بفاكهة حمراء
اللون حيث اعتقدت أنه دماء البشر الذين قتلتهم فأخذت تشرب كثيراً حتى ثملت وهنا تحين رع الفرصة وقام
بتحويلها لحتحور وعندما إكتشفت حتحور ما حدث شعرت بالغضب وقررت تركه والعيش بمفردها في دندرة.
أراد رع مصالحتها بأن يهديها رمزه وهو ما يبرز في كل مناظر وتماثيل حتحور حيث تجد قرص الشمس
رمز رع بين قرني البقرة حتحور.
40