Page 19 - إرشاد سياحي يوناني
P. 19

‫الوصف‬
  ‫تمثال فاقد الرأس من الرخام لسيرابيس يجلس على العرش ويظهر بجانب قدميه الكلب "كيربيروس" حارس‬

                                                                         ‫العالم السفلي ذو الثلاثة رءوس‪.‬‬

                                                                                               ‫سيرابيس‬
     ‫كان الإله سيرابيس هو نفسه الإله المصري "أوزير‪-‬حابي" (الثور "أبيس" الذي يتحد مع "أوزيريس" بعد‬
    ‫وفاته) الذي كان ُيعبد في منف‪ ،‬والذي كان يطلق عليه اليونانيون اسم "أوزير‪-‬أبيس"‪ .‬وقد بدأت ديانته منذ‬
   ‫الأسرة السادسة والعشرين‪ ،‬و ُق ِّدس في شكل الثور "أبيس"‪ .‬وعندما أصبح الإله الرسمي في العصر البطلمي‬
‫وقع اختيار اليونانيين على الإله زيوس كتجسيد للإله أوزير‪-‬أبيس لتجنب عبادته في شكل حيوان؛ حيث لم يقبل‬
  ‫اليونانيون عبادة الآلهة في شكل حيوانات‪ ،‬كما أصبح اسمه سرابيس لكي يسهل على اليونانيين نطقه‪ .‬كما تم‬
 ‫اختيار الإلهة "إيزيس" والإله "حربقراط" مع سرابيس ليكونوا بذلك ثالو ًثا مقد ًسا‪ .‬وهكذا كان سيرابيس بمثابة‬
  ‫الجسر الذي يربط بين الديانة اليونانية والديانة المصرية القديمة ‪ -‬في الوقت الذي ُعبدت الآلهة اليونانية جن ًبا‬
       ‫إلى جنب مع الآلهة المصرية – فأوجد ذلك نو ًعا من الوحدة تمثلت في كيان محدد رآه كل من المصري‬
‫واليوناني‪ .‬وفى العصر الروماني استمرت عبادة سيرابيس بنفس القوة التي بدأت بها بل وزاد انتشار معابده في‬

                                                                                 ‫حوض البحر المتوسط‪.‬‬

                                                                                    ‫سيرابيس كإله للشفاء‬
 ‫عندما أقر "بطلميوس الأول" الإله سيرابيس إل ًها رسم ًيا للإسكندرية يعبده كل من المصريين واليونانيين‪ ،‬كان‬
 ‫ُيص َّور بملامح الآلهة اليونانية فأصبح يحمل خوا َّص مشابه ًة لبعض الآلهة اليونانية القديمة‪ ،‬حيث أصبح يتمثل‬

     ‫في شكل إله الطب والشفاء "أسكليبيوس"‪ ،‬فكان المرضى ينامون في معبده ويتلقون طرق العلاج الخاصة‬
                    ‫بحالاتهم في أحلامهم‪ ،‬وقد ارتبطت هذه الخواص من البداية بسيرابيس من قبل اليونانيين‪.‬‬

                                                                                          ‫مراكز العبادة‬
 ‫كان سيرابيوم الإسكندرية هو المركز الرئيسي لعبادة سيرابيس‪ .‬وكان هذا المعبد يمثل مرك ًزا للحج في أنحاء‬
   ‫عالم البحر المتوسط حتى تم تدميره بأمر من الإمبراطور "ثيودوسيوس" في ‪ 389‬م‪ .‬وقد تم بناء هذا المعبد‬

        ‫إبان عصر "بطلميوس الأول" على هضبة راكوتيس‪ ،‬كما أعيد بناؤه أي ًضا على يد "بطلميوس الثالث"‪.‬‬

  ‫وكانت الشعائر الخاصة بسيرابيس ُتمارس أي ًضا في المعبد الفرعوني الذي سمي لاح ًقا بسيرابيوم منف‪ ،‬وهو‬
   ‫المعبد الذي أعاد بناءه "نكتانيبو الأول" و"نكتانيبو الثاني" إبان العصر الفرعوني‪ .‬وأصبح هذا البناء مقص ًدا‬

                ‫للحجاج الذين يطلبون الشفاء بالوحي الذي يأتي للمريض أثناء نومه بالمعبد (‪.)incubation‬‬

                                                               ‫‪19‬‬
   14   15   16   17   18   19   20   21   22   23   24