Page 184 - كتاب الصحة العامة
P. 184
الضغوط النفسية
العصر الذي نعيش فيه هو عصر التطورات العلمية والتكنولوجية ،انعكست هذه التطورات بشكل إيجابي على
حياة الفرد والأمم من جميع الجوانب ،إلا أنها أفرزت انعكاسات سلبية مثل الضغوط النفسية .ولم يفلح علم النفس
كثيراً في التخفيف من آثار هذه الضغوط ،أبو دلو ،جمال(
يعاني حوالي ٤٥٠مليون إنسان من الاضطرابات النفسية والسلوكية على امتداد العالم ويصاب ربع البشر بواحد
أو أكثر من هذه الاضطرابات في فترة ما من حياتهم و الاضطرابات النفسية العصبية تتسبب بفقد حوالي ٪ ١٣من
سنوات العمر ،باحتساب مدد العجز الذي ينجم عن جميع الأمراض و الحوادث ،في مختلف أرجاء العالم .
وتقدر الزيادة بحوالي ٪ ١٥سنويًا بحلول العام ٢٠٢٠م تنجم نصف الأسباب المؤدية إلى العجز والوفاة المبكرة عن
الحالات النفسية لا تمثل الاضطرابات النفسية عبئًا سيكولوجياً واجتماعياً واقتصاديًا فحسب ،بل تزيد من مخاطر
الأمراض الجسدية فإن الطريقة الملائمة لإنقاص العبء الناجم عن هذه الاضطرابات هو الوقاية من الاضطرابات
النفسية
يتعرض الإنسان للضغوط المختلفة باستمرار ويستطيع أن يعيد توازنه بشكل سريع حال انتهاء الموقف الضاغط أو مدى
قدرته على المواجهة و التحمل ،فالشخصية الإنسانية ذات خصائص يتميز بعضها عن البعض الآخر ،فبعض العوامل
الضاغطة تشكل عبئاً على أنماط معينة من الشخصيات ،بينما تستطيع أنماط أخرى تحملها ومن ثم تصريفها بالشكل الذي
لا يتر أثراً لدى الفرد ،وأيضاً تتدخل المكونات البيولوجية في قدرة التحمل وقوة أجهزة الفرد البدنية
عرف طهراوي الضغوط النفسية علي انها "حالة من عدم التوازن الناجم عن تعرض الفرد لانفعالات نفسية سيئة
تتسم بالقلق والتوتر والضيق والتفكير المرهق في أحداث وخبرات حياتية تعرض لها في الماضي أو يعيشها حاضرًا أو يخشى
حدوثها مستقبلًا ,وتسبب اضطرابات فسيولوجية ضارة.
ا لضغط النفسي هو استجابة داخلية لما يدركه الفرد من مؤثرات داخلية أو كما عرف علي إسماعيل ،
خارجية تسبب تغير في توازنه الحالي ،وهنا نوعان من الضغوط
الضغط النفسي الإيجابي ويتمثل في مستوى الاستجابة الداخلية التي تحر أداء الفرد السليم لوظائفه .ويوجد في جميع
أشكال النشاط البيولوجي ،وهو مفيد في زيادة نشاط الفرد في أسلوب الحياة والمحافظة على حياته وزيادة سعادته.
مثل ضغط الاختبارات ،الذي يولد دافعية للمذاكرة ،وضغط العمل الذي يدفعنا للإنجاز ،وضغط مناسبة الزواج التي
تدفعنا لحسن الترتيب والتدبير لإخراجها بأحسن حال.
وهذا النوع من الضغوط لا يعوق السلو ،بل يعطيه القوة الدافعة للإنجاز ،ويحسن من أدائنا العام ،ويساعدنا على زيادة
ثقتنا بأنفسنا
184