Page 108 - merit 38 feb 2022
P. 108

‫العـدد ‪38‬‬                                                                                                                 ‫‪106‬‬

                                                              ‫فبراير ‪٢٠٢2‬‬

‫رولا عبيد‬

‫(سورية)‬

‫عجوز ضاعت أحلامه‬

‫اَقلَّ ِْوذيًماَن ِبآ ََمج ُنَهاو َال ٍةإِ َْنف ُت َ ْجاص َءبِ ُُكح ْموا َفاَع َِسل ٌق َماِب َن ََفبأٍَع ْل َُفت َتْم َبيََّن ُنا ِودا ِم َأي ْنن» ُت‪ِ .‬صي ُبوا‬      ‫أثار براز الكلب على السلم الرخامي الأبيض في‬
‫وعاتبهم على استخدامهم لفظ «كلب الدور السادس»‬                                                                                                                      ‫مدخل عمارة قديمة وعريقة حفيظة سكان العمارة‬

   ‫لأنه لا يليق بأخلاقهم وبعشرة العمر التي تعود‬                                                                                                                       ‫وفجر طاقة غضبهم المكتوم‪ .‬فأخذوا يتبادلون‬
  ‫إلى خمسينيات القرن الماضي‪ .‬فبعض السكان من‬                                                                                                                      ‫الاتهامات والشتائم على جروب الواتس آب الخاص‬
 ‫الجيل القديم الذي ما زال على قيد الحياة‪ .‬والبعض‬                                                                                                                  ‫بهم‪ .‬فلم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتبرز فيها‬

      ‫الآخر ورثوا عن عائلاتهم الشقق مثل أبنائهم‬                                                                                                                      ‫كلب على درجات السلم ويثير اشمئزازهم‪ .‬ففي‬
    ‫وأحفادهم‪ .‬فردوا عليه برسالة اعتذار‪ .‬بعد ذلك‬                                                                                                                    ‫الآونة الأخيرة تكرر هذا كثي ًرا‪ .‬أحيا ًنا على عتبات‬
                                                                                                                                                                    ‫شققهم وأحيا ًنا أخرى داخل المصعد‪ .‬ولأن هناك‬
            ‫أخذت الرسائل تتلاحق‪ ،‬فساكن يقول‪:‬‬                                                                                                                       ‫كلبين في العمارة لا غير‪ ،‬أحدهما لساكن في الدور‬
        ‫‪ -‬مصيرنا نلاقي طريقة ونعرف هو مين‪.‬‬                                                                                                                         ‫السادس يدعى الباشمهندس عبد العظيم‪ ،‬والآخر‬

                                    ‫وآخر يعلق‪:‬‬                                                                                                                        ‫لشابة تسكن مع جدتها في الدور الثاني تدعى‬
            ‫‪ -‬طيب وعرفنا‪ ..‬إيه اللي بإيدنا نعمله؟‬                                                                                                                      ‫تهاني‪ ،‬فكان من الصعب معرفة براز أي كلب‬
                                                                                                                                                                 ‫فيهما‪ .‬فالباشمهندس عبد العظيم نفى نفيًا قاط ًعا أن‬
                      ‫ويتدخل ساكن آخر ويقول‪:‬‬                                                                                                                     ‫يكون لكلبه أي علاقة بهذا‪ ،‬ومن جانبها نفت تهاني‬
   ‫‪ -‬نخليه على الأقل يشيل وسخ كلبه بنفسه وإن‬                                                                                                                        ‫أن يكون لكلبها علاقة بالموضوع‪ .‬وكتبت جدتها‬
                                                                                                                                                                   ‫تفيدة هانم مدافعة عنها وعن كلبها في رسالة على‬
                        ‫كررها نطلب منه يمشيه‪.‬‬                                                                                                                    ‫الواتس آب أن تهاني تأخذ كلبها صبا ًحا ومسا ًء من‬
     ‫ويستشيط غضب الباشمهندس ويهدد السكان‬                                                                                                                           ‫كل يوم في نزهة لقضاء حاجته‪ .‬وأكد على كلامها‬
                                                                                                                                                                 ‫الأستاذ عاصم الشاعر الرقيق الذي يسكن في الدور‬
                                          ‫قائ ًل‪:‬‬                                                                                                                  ‫الأرضي ويطل شباكه على الشارع‪ .‬فإ ًذا لا بد أن‬
    ‫‪ -‬طيب إيه رأيكم بقى إن اللي هيقرب من كلبي‬                                                                                                                        ‫يكون هذا براز كلب الدور السادس‪ .‬وما إن قرأ‬
                                                                                                                                                                     ‫الباشمهندس عبد العظيم هذه الرسالة حتى رد‬
                                   ‫هافرمه فرم‪.‬‬                                                                                                                      ‫برسالة أخرى مستشه ًدا بالآية القرآنية‪َ « :‬يا َأ ُّي َها‬
                               ‫وترد تفيدة هانم‪:‬‬
         ‫‪ -‬حضرتك واخد الموضوع شخصي ليه؟‬
                            ‫وتجيبها دولت هانم‪:‬‬
      ‫‪ -‬ما هو اللي على رأسو بطحة يحسس عليها‪.‬‬
   103   104   105   106   107   108   109   110   111   112   113