Page 297 - merit 38 feb 2022
P. 297

‫‪295‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫غناء‬

     ‫إذ بواسطتها يتم التعبير عن‬          ‫اولخشا ًيل َءوي ِخخاي ًُلل‪:‬خ ْظينًّله‪،‬ووفخيي َلاةلمثولَخ ْي َلة‬   ‫‪ -1‬التحديدات المفاهيمية‪:‬‬
  ‫المشاعر ونقل التجارب الروحية‬                 ‫من يسم ْع َي َخ ْل‪ ،‬أي يظن‪..‬‬
   ‫والعاطفية التي تعكس نبضات‬                                                                               ‫لا يختلف اثنان على الدور الكبير‬
   ‫المجتمع وتطلعاته‪ ،‬كما أنها فن‬         ‫وخيّ َل عليه‪ :‬شبَّ َه‪ .‬و َأ َخا َل الشي ُء‬                       ‫الذي تلعبه المفاهيم في بناء العلوم‬
‫يعبر فيه الشاعر عن رؤيته الفنية‬         ‫اشتبه‪ ..‬والسحابة المُخيَّ ُل والمُ َخيَّ َل ُة‬
 ‫للعالم‪ ،‬ويكشف من خلاله المغني‬           ‫والمُ ِخي َل ُة‪ :‬التي إذا رأيتها حسبتها‬                            ‫والمعارف‪ ،‬والتي يرتبط تطورها‬
 ‫عن طقاته الصوتية‪ ،‬والملحن عن‬                                                                                  ‫وازدهارها بمدى توفر ودقة‬
‫براعته وتميزه في العزف والإيقاع‬                              ‫ماطرة»(‪.)3‬‬
  ‫واختيار اللحن المناسب للشعر‪،‬‬          ‫إذ إن الإنسان ليس عق ًل وحسب‬                                      ‫المفاهيم الخاصة بها‪ .‬فالمفهوم هو‬
                                                                                                          ‫الوسيلة الأساسية لتكوين وتنظيم‬
          ‫والمنسجم مع الصوت‪.‬‬                 ‫‪-‬كما دأبت على ذلك الفلسفة‬
  ‫ليست للأغنية الأمازيغية وحدة‬                ‫قرو ًنا طويلة‪ -‬وليس وعيًا‬                                        ‫وتقدم أي معرفة‪ ،‬وليس من‬
                                                                                                           ‫المبالغ فيه القول إنه لا يوجد علم‬
    ‫موضوعية تعالجها من خلال‬                ‫وحسب‪ ،‬بل إنه كائن تناقضي‬                                        ‫أو منهج من غير جهاز مفاهيمي‬
    ‫أبياتها‪ ،‬مما جعلها قادرة على‬        ‫يحتمل في كينونته الرغبة والحلم‬                                      ‫خاص به ‪K‬كما قال الخوارزمي‬
  ‫احتواء كل القضايا والمواضيع‪،‬‬          ‫والعقل والواقع‪ ،‬وتعمل في داخله‬
    ‫فرغم بساطة سردها في طرح‬              ‫كل الملكات‪ ،‬وتصطرع لتتفجر في‬                                        ‫«المفاهيم مفاتيح العلوم»‪ .‬لذلك‬
   ‫تلك القضايا من حيث أسبابها‬             ‫أشكال لغوية ورمزية قد يطغى‬                                      ‫فأول ما سنبدأ به في مقالتنا هاته‬

       ‫وحيثياتها؛ فإن وقعها على‬           ‫عليها الجانب العقلاني‪ ،‬كما قد‬                                      ‫هو تفكيك عنوان المقال وشرح‬
 ‫المتلقي كان دائ ًما قو ًّيا (‪ .)5‬بسبب‬  ‫تعبر عن سمات جمالية لا تخضع‬                                            ‫مفاهيمه‪ ،‬محاولة منا لوضع‬
  ‫تنوع أشكالها الفنية والموسيقية‬         ‫بالضرورة للنسق العقلي السائد‪،‬‬                                                 ‫القارئ في الصورة‪.‬‬
                                                                                                                              ‫أ‪ -‬الهجرة‪:‬‬
                ‫وأساليب أدائها‪.‬‬           ‫بل لعالم المخيلة والمتخيل‪ .‬وهذا‬
             ‫‪ -1‬الوليد ميمون‪:‬‬            ‫ما يفرض عدم التعامل مع الذات‬                                     ‫الهجرة لغ ًة لف ٌظ مشت ٌق من الكلمة‬
 ‫يعتبر الوليد ميمون من الشعراء‬                                                                             ‫الثلاثية ( َه َج َر)‪ ،‬ومعناها الرحيل‬
     ‫والمغنيين الأمازيغ في منطقة‬           ‫الإنسانية من زاوية أحادية لا‬                                   ‫عن المكان‪ ،‬أو التخلي عن شي ٍء ما‪،‬‬
      ‫الريف بصفة عامة والريف‬                       ‫ترى فيها إلا العقل(‪.)4‬‬                                 ‫وأي ًضا ُتعر ُف الهجرة بأنها انتقا ُل‬
 ‫الشرقي بصفة خاصة‪ ،‬وهو ابن‬                                                                                ‫الأفراد من مكا ٍن إلى الآخر بغرض‬
                                               ‫ت‪ -‬الأغنية الأمازيغية‪:‬‬                                       ‫الاستقرار في المكان الجديد‪ .‬أما‬
                                          ‫تعد الأغنية في كل ثقافة شفهية‬
                                         ‫عام ًل مه ًّما من عوامل التواصل‪،‬‬                                    ‫اصطلا ًحا ُتعر ُف الهجرة بأنها‬
                                                                                                           ‫الانتقال من البلد الأم للاستقرار‬
     ‫امدزيان آيت سغروشن مجموعة الشيخ إدريس اسراضي‬
                                                                                                              ‫في بلد آخر‪ ،‬وهي حركة أفراد‬
                                                                                                               ‫التي يتم فيها الانتقال بشك ٍل‬
                                                                                                              ‫فردي أو جماعي من موطنهم‬
                                                                                                             ‫الأصلي إلى وطن جديد‪ ،‬وعاد ًة‬
                                                                                                              ‫ما توج ُد ظرو ٌف عديد ٌة تؤدي‬
                                                                                                           ‫إلى الهجرة‪ ،‬مثل انتشار الحروب‬
                                                                                                           ‫الأهلية أو الخارجية في الدول‪ ،‬أو‬
                                                                                                          ‫سوء الأوضاع الاقتصادية والتي‬
                                                                                                             ‫تعتب ُر من المُحفزات للهجرة(‪.)2‬‬

                                                                                                                             ‫ب‪ -‬المتخيل‪:‬‬
                                                                                                             ‫الم َتخيَّل اسم مفعول من تخيل‪،‬‬
                                                                                                               ‫وهو مشتق من مادة (خ‪ ،‬ي‪،‬‬
                                                                                                            ‫ل)‪ ،‬جاء في لسان العرب‪« :‬خال‬
   292   293   294   295   296   297   298   299   300   301   302