Page 294 - merit 38 feb 2022
P. 294

‫العـدد ‪38‬‬                                          ‫‪292‬‬

                                   ‫فبراير ‪٢٠٢2‬‬                                 ‫مرتين وثلاث مرات‪ ،‬في حين عقد‬
                                                                                ‫مرة واحدة يتيمة في قنا في مايو‬
  ‫الأنفس والأقلام! يقول ص‪:48‬‬            ‫المقولة الرابعة‪ :‬غياب‬                   ‫‪ 2018‬دورة الشاعر الراحل عبد‬
 ‫«هناك أندية أدب كاملة لا توجد‬                        ‫الأنثى‪:‬‬
 ‫بها أنثى واحدة تمارس الكتابة‪،‬‬                                                                 ‫الناصر علام!»‪.‬‬
                                      ‫في عام ‪ 2020‬أصدر البولاقي‬                   ‫وهذه مقولة حقيقية بالتواريخ‬
     ‫وهناك أسما ُء إناث مثبتة في‬        ‫كتابه «عذابات الأنثى‪ ..‬أسئلة‬            ‫والوقائع لكن تفسيرها كما ذكر‬
      ‫القوائم لكنها لا تحض ُر ولا‬   ‫الذات وتناقضات الواقع‪ ..‬قراءات‬                ‫الكتاب أن المؤتمرات والقائمين‬
  ‫ُتشارك‪ ،‬ويمكنني أن أستعرض‬          ‫نقدية في إبداع المرأة» وهو كتاب‬           ‫عليها يهتمون بالمُدن الساحلية أو‬
‫الآن عد ًدا من الأسماء التي كانت‬       ‫نقدي في إبداع ابتهال الشايب‬               ‫السياحية كالأقصر مث ًل ضما ًنا‬
    ‫ُتشارك في مدينة قنا‪ ،‬بعضها‬         ‫وسعاد سليمان وزينب سعيد‬                     ‫لتلبية الدعوات ووجود فندقة‬
‫تو َّقف عن الكتابة‪ ،‬وبعضها سافر‬        ‫ورجاء عبد الحكيم وأمل عبده‬                  ‫وغيرها من الأعذار والمُبررات‬
 ‫وانتقل بعي ًدا‪ ،‬وبعضها يكتب في‬    ‫وهدى سعيد وتقى المرسي وسناء‬                 ‫وهذا يطرح أمامنا إشكالية تسليع‬
‫صم ٍت وهدوء‪ ،‬وبعضها انصرف‬          ‫مصطفى‪ ،‬ولسنا في مناسبة عرض‬                   ‫الإبداع‪ ،‬فالدولة ممثلة في وزارة‬
  ‫تحف ًظا على المشهد وممارساته‪،‬‬       ‫لذلك الكتاب لك َّن عذاباتهن التي‬            ‫الثقافة تضع المؤتمرات كقيمة‬
    ‫لكن يجمع بينهما الآن أسماء‬       ‫ظهرت في إبداعه َّن وبعضه َّن من‬            ‫ُمضافة لمحافظا ٍت قطعت أشوا ًطا‬
    ‫غائبة‪ ،‬كانت تتواجد وتحضر‬        ‫قنا امت َّدت وما تزال تمت ُّد باتساع‬           ‫في الحضور والتنمية وبالتالي‬
    ‫وتشارك‪ ،‬لكنها اختفت الآن‪،‬‬          ‫الإقليم‪ .‬ومن ال َّسهل أن نف ِّسر‬        ‫ُتمعن في إقصاء المُقصى وهجران‬
  ‫منها (سحر رمضان‪ ،‬هدى عبد‬           ‫غياب الأنثى بشكل كبير إلا فيما‬               ‫قنا المحافظة التي يجدر بها أن‬
   ‫المنعم‪ ،‬هناء عابدين‪ ،‬غنية عبد‬       ‫ندر عن الفعل الإبداعي الثقافي‬           ‫ُيقام بها مؤتم ٌر سنو ّي باسم أمل‬
‫الرحمن‪ ،‬أمل هاشم‪ ،‬هدى السبع‪،‬‬         ‫بأن نعزوه إلى التقاليد والعادات‬           ‫دنقل مث ًل وليس حص ًرا وهذا مما‬
  ‫كريمة عبد القادر‪ ،‬ليلي رفاعي‪،‬‬       ‫الاجتماعية‪ ،‬فالمُفترض في المرأة‬          ‫أشار إليه الكتا ُب وهذا مما ُيحزن‬
  ‫مي منصور) وأخريات‪ ..‬ورغم‬            ‫المُبدعة إن كانت ُمثقفة أن تقوم‬           ‫الفؤاد ويسلُب طاقة الإبداع م َّمن‬
  ‫أن الكلام هنا عن مدينة قنا‪ ،‬في‬     ‫بدورها في مواجهة تلك العادات‬              ‫يتم َّسكون بها حتى ال َّرمق الأخير‬
     ‫استدعاء أسماء الغائبات‪ ،‬إلا‬    ‫والتقاليد إن كانت خاطئة‪ ،‬والأم ُر‬
   ‫أنه على مستوى المحافظة كلها‬     ‫طب ًعا ليس بهذه السهولة ولا ُيمكن‬                                   ‫في قنا‪.‬‬
‫تبقى أمامنا ثلاث أديبات لا يزلن‬      ‫التصدي له بين عشية وضحاها‬                    ‫ألا ترون أنه يج ُدر بنا أن نعقد‬
  ‫حتى لحظتنا هذه قابضات على‬           ‫ولا يمك ُن تدبيره بليل‪ ،‬لكننا لا‬          ‫مؤتم ًرا سنو ًّيا باسم عبد الجواد‬
    ‫جمر الكتاب وجمر التواصل‬        ‫نشع ُر أن ُهناك تيا ًرا إبداعيًّا نسو ًّيا‬
    ‫بالحضور والمشاركة‪ ،‬الأولى‬      ‫يموج في قنا إلا المحاولات الفردية‬                     ‫خفاجي الذي سقط في‬
 ‫سناء مصطفى من فقط‪ ،‬والثانية‬        ‫التي تكت ُب وتنش ُر وتحض ُر بشق‬                   ‫معرض الكتاب منذ عامين‬
 ‫رجاء عبد الحكيم الفولي من أبو‬                                                    ‫مصا ًبا بجلطة وهو يحاول أن‬
  ‫تشت‪ ،‬والأخيرة مها جمال‪ ،‬من‬                                                        ‫يحتفي ب ُك ُتبه التي لم يحت ِف‬
    ‫مدينة قنا‪ ،‬وإن كانت الأخيرة‬                                                      ‫بها أحد إلا القليل حتى من‬
   ‫أقلّهن نشاطا ومشاركة‪ ،‬ولكل‬
 ‫واحدة منهن أكثر من ثلاثة كتب‬                                                                      ‫ِقنا نف ِسها؟‬
                                                                                    ‫وأعتق ُد أن صرخة البولاقي‬
                      ‫إبداعية»‪.‬‬                                                    ‫حول ُندرة المؤتمرات الثقافية‬
    ‫ولع ّل من أسباب غياب المرأة‬                                                   ‫الدورية بقنا صادقة وموجعة‬
     ‫‪-‬في رأيي‪ -‬إلى جانب بعض‬                                                           ‫وهي عالية ومدوية بحجم‬
   ‫الممارسات التي قد تن ِّفر بعض‬
    ‫الإناث من الحضور للندوات‬                                                             ‫التجاهل الذي تواجهه‬
      ‫والصورة الذهنية الراسخة‬                                                                       ‫المحافظة‪.‬‬
    ‫عن الشعراء والمُبدعين (وهي‬
   ‫مش َّوهة في قطاعات كبيرة من‬

                                   ‫خالد الحروب‬
   289   290   291   292   293   294   295   296   297   298   299