Page 291 - merit 38 feb 2022
P. 291

‫‪289‬‬        ‫ثقافات وفنون‬

           ‫كتب‬

                                                                               ‫واللايقين الذي يدعونا إليه خالد‬
                                                                             ‫الحروب إنما يزداد أهمية وراهنية‪،‬‬

                                                                              ‫ويتصاعد بشكل مل ٍّح تحت وطأة‬
                                                                             ‫الأزمات الكبرى‪ ،‬على حد توصيفه‪،‬‬

                                                                                  ‫وفي مقدمتها أزماتنا المزمنة‪،‬‬
                                                                                  ‫وانتكاساتنا العربية الراهنة‪.‬‬

                                                                             ‫قنا بين الإلهام والإيهام‬

‫جاك لوكوف‬  ‫أنطوني جرامشي‬                               ‫أشرف البولاقي‬            ‫يق ُع كتاب أشرف البولاقي (قنا‬
                                                                                  ‫بين الشهد وال ّدموع‪ ..‬قراءات‬
  ‫بقوة المُزاحمة حول رئاسة نادي‬             ‫الأستاذ عبد الج ّواد خفاجي‬
                                          ‫الذي ‪-‬بحسب البولاقي‪ -‬كان‬            ‫وشهادات ثقافية) الصادر عن دار‬
     ‫أدب أو عضوية مجلس إدارة‬            ‫ُيف ّكر و ُير ِّشح ويقترح‪ .‬بمعنى أن‬     ‫ورقات للنّشر والتّوزيع في ‪197‬‬
                                       ‫الراحل كان مؤمنًا بدوره كمث َّقف‬          ‫صفحة‪ .‬ولسنا بصدد ُمناقشة‬
  ‫جمعية ما أو النشر في مطبوعات‬         ‫ويعر ُف طبيعة ما يقو ُم به ويعتق ُد‬
                                       ‫في جدواه‪ .‬وهذا مما لم ي ُعد ُمتا ًحا‬  ‫الكتاب كن ٍّص لأنه كما ذكر صاحبه‬
 ‫بعينها‪ .‬اقتنع الشبا ُب ‪-‬وأنا واح ٌد‬  ‫الآن في أغلب مراكز ومدن قنا‪ ،‬إ َّنك‬     ‫في مق ِّدمته ليس كتا ًبا في النَّقد ولا‬
 ‫منهم‪ -‬أن سؤال «الإبداع» لم يعد‬           ‫إن نظر َت حولك لا تستطي ُع أن‬      ‫التَّنظير ولا هو كتاب عن خصائص‬
  ‫مطرو ًحا كما كان من قب ُل‪ .‬ولكي‬     ‫ترى الأستاذ المُعلِّم الذي ُيمكنك أن‬
                                       ‫ُتقبِل عليه بثقة وطمأنينة رغبة في‬        ‫وملامح الحركة الثقافية في قنا‪.‬‬
   ‫أقرب هذه الفكرة للأذهان أذك ُر‬     ‫التعلم أو في الاستزادة‪ ،‬وذلك مر ُّده‬     ‫بل هو كتا ٌب يطر ُح مسألة جمود‬
‫موق ًفا لا بد وأن البولاقي نفسه قد‬
                                            ‫في وجهة نظري إلى سببين‪:‬‬                ‫الواقع الثقافي في قنا ومن ث َّم‬
  ‫نسيه لأنه موقف قديم ج ًّدا لكن‬      ‫الأ ّول‪ :‬وقد ذكره البولاقي في كتابه‬    ‫نستطي ُع الآن تفنيد بعض المقولات‬
‫دلالاته المهمة والقيمة لا تزال ماثلة‬   ‫لاح ًقا‪ ،‬أن كثيرين م َّمن تحققوا في‬   ‫الأساسية فيه و ُمناقشتها من حي ُث‬
                                      ‫المشهد الأدبي تحققوا بقوة التّواجد‬      ‫اتفاقنا أو اختلافنا مع مصداقيتها‬
  ‫أمامي‪ ،‬يوم أن دخل ُت نادي أدب‬
 ‫قصر ثقافة قنا وكن ُت وقتها طالبًا‬          ‫والمُزاحمة والانتشار لا بق َّوة‬     ‫من عدمه من ناحية‪ ،‬ثم رفد ما‬
                                      ‫الإبداع‪ ،‬ومن ث َّم صارت ُهناك أزمة‬       ‫تم َّكن الكتاب من الإمساك به من‬
    ‫بجامعة جنوب الوادي وألقي ُت‬                                                ‫مظاهر الجمود بمزيد من أسباب‬
‫قصيدة باللهجة العامية استحسنها‬           ‫ثقة بين جيل من ال َّشبا ِب ُمطلع‬       ‫الجمود ُبغية الإشارة إلى حلول‬
                                      ‫على تيارات م َّواجة من الإبداع عبر‬        ‫أو اقتراح تص ُّورات تحلحل هذا‬
     ‫كثي ٌر من الحضور وهم أدباء‬        ‫وسائط الإنترنت والفضاء المفتوح‬         ‫الجمود وتدفع بالواقع الثقافي بقنا‬
  ‫و ُكتاب وقالوا «أنت شاعر» علّق‬
 ‫الأستاذ أشرف البولاقي قائ ًل‪ :‬لم‬        ‫وبين جيل من الكبار المتحققين‬                  ‫نحو الحيوية والفاعلية‪.‬‬
 ‫ي ُعد كافيا أن نقول أن ُفلان شاعر‬
                                                                              ‫المقولة الأولى‪ِ :‬قلّة الوجوه‬
    ‫أو غير شاعر‪ ،‬علينا أن نبحث‬                                                     ‫الثقاف ّية التي تسمح‬
   ‫عن الشاعر الحقيقي والمُختلف‪.‬‬
                                                                               ‫لل ُمبدعين وللشباب منهم‬
   ‫ساعتها‪ ،‬لو كنت غير ذي وعي‪،‬‬                                                 ‫تحدي ًدا بالالتفاف حولها‪:‬‬

                                                                                  ‫وقد رصد الكات ُب ذلك أ ّول ما‬
                                                                              ‫رصده في مركز ومدينة أبو تشت‬

                                                                                   ‫بغياب الراحل المبدع والناقد‬
   286   287   288   289   290   291   292   293   294   295   296