Page 22 - مجلة ثقافة قانونية - العدد الثالث
P. 22

‫قامنكوتنبيةة‬

‫تصبح َمحكومة بالقانون وحدة بعي ًدا عن أهواء السلطة وتحكَّمها‪ ،‬وبهذا‬       ‫‪    ‬ليست هناك هوه بين‪ ‬تحقيق التوازن لمتطلبات النظام الفعال للعدالة‬
‫يحقق مبدأ سيادة القانون الأمن للأفراد عن طريق التزامهم بالقوانين‬          ‫الجنائية وبين حقوق الإنسان‪ ،‬لإن القاعدة القانونية تؤكد إن الأصل فى‬
‫التى تسرى عليهم والتزام سلطات الدولة باحترامها وتطبيقها‪.‬ولهذا قد‬          ‫الإنسان البراءة‪ ،‬وإن الإنسان بريء حتى تثبت إدانتة‪ ،‬لذلك فإن‪ ‬طلعى‬
‫اصطلح هذا المبدا فى مصر وأطلق عليه « مبدأ سيادة القانون»‪ ،‬وقد‬             ‫العدالة المتمثلين فى السلك القضائى والمحاماه يعنيهم معرفة الحقيقة‬
‫عبرت المحكمة الدستورية العليا غن هذا المبدأ قائلة بأن ( الدولة القانونية‬  ‫والوصول اليها الكل بخبرتة‪ ،‬ولهذا فليست هناك إى تعارض بين المصلحة‬
‫هى التى تتقيد فى كافة مظاهر نشاطها‪ – ‬وأ ًيا كانت سلطاتها‪ – ‬بقواعد‬         ‫العامة‪ – ‬تحقيق عدالة جنائية فعالة‪ – ‬وبين المصلحة الخاصة‪ – ‬حماية‬
‫قانونية تعلو عليها وتكون بذاتها ضاب ًطا لأعمالها وتصرفاتها فى أشكالها‬     ‫الحرية الشخصية وسائر حقوق الإنسان‪ ‬ـ ولهذا فأن دستور الدولة يعكس‬
‫المختلفة‪ ،‬ذلك أن ممارسة السلطة لم تعد امتيا ًزا شخص ًيا لأحد‪،‬ولكنها‬       ‫ما مدى إحترامة لحقوق الإنسان ومبادئ التى تقوم عليها الشرعية‬
                                                                          ‫الدستورية‪ ‬التى يجب أن تلتزم بها سلطات الدولة لحمايتها‪ ‬لتلك الحقوق‪.‬‬
                               ‫تباشر نيابة عن الجماعة ولصالحها)‬
                                                                          ‫‪    ‬لـذلـك نجـد إن قـانـون الإجـــراءات الجنائية بيواجهها مشكلة‬
‫‪   ‬مذا لو حدث عكس ذلك وأصبح « مبدأ سيادة القانون « بلا فاعلية‬             ‫ضمان‪( ‬فاعلية)‪ ‬إدارة العدالة الجنائية‪ ،‬ولهذا يجب التوفيق بين تلك‬
‫ولم يحقق أدنى أمن حقيقى لأعضاء المجتمع‪ ،‬او لم يكفل إى قيد على‬             ‫الفاعلية وإحترام حرية الإنسان وسائر حقوقة‪ ،‬ولايمكن التنازل أو التضحية‬
‫سلطة اجهزة الدولة‪ ،‬وقد أباح لهذة لأجهزة الدولة سلطات بغير حدود‪،‬‬
‫إذن لابد من وجود صمام أمن يكفل إعطاء المضمون الفعال « لمبدأ سيادة‬                    ‫بها لادعاء سير حسن العدالةفى دولة تدعى بدولة القانون‪.‬‬
‫القانون» ويمكن من تحقيق أهدافه‪ ،‬وهو مبدأ الشرعية‪ ،‬والشرعية هنا‬
‫التى نعنيها هى تلك المبادئ الدستورية التى تتقيد بها‪ .‬وفى الأنظمة‬          ‫‪    ‬اذاً الدول التى تتبع النظام الديمقراطي‪ ‬عليها أن تحترم مبادئ‬
‫الديمقراطية يجب أن تتكفل هذة المبادئ إحترام حقوق الإنسان وإقامة‬           ‫الشرعية التى تضمن حماية حقوق الإنسان‪ ‬وإن الشرعية الدستورية‬
                                                                          ‫هى التى تحدد طبيعة العلاقة بين الدولة والفرد وعليها ضمان احترام‬
                                 ‫التوازن بينها وبين المصلحة العامة‪.‬‬       ‫حقوق الإنسان والتى هى نقطة الأرتكاز الأساسية فى قانون الإجراءات‬

‫‪   ‬وبذلك يتضح بأن الشرعية الدستورية وسيادة القانون وجهان لعملة‬                                              ‫الجنائية‪ ‬فى نظامنا الديمقراطي‪.‬‬
‫واحدة‪ ،‬فالشرعية الدستورية هى المبدأ‪ ،‬وسيادة القانون هى المشروعية‬
‫إى التزام سلطات الدولة بإحترام هذا المبدأ ومطابقة أفعالها معه‪ ،‬وهذة‬       ‫‪    ‬إذًا القانون الجنائى بفرعيه‪ ‬قانون الإجـراءات الجنائية وقانون‬
                                                                          ‫العقوبات‪ ‬هو الذى يحدث هذا التوازن للحفاظ على كيان الدولة والمجتمع‬
                                        ‫المطابقة تسمى المشروعية‪.‬‬
                                                                                         ‫من ناحية‪ ،‬والمصالح الخاصة للأفراد من ناحية آخرى‪.‬‬
                   ‫مضمون‪  ‬مبدأ‪  ‬الشرعية‬
                                                                          ‫‪    ‬فلهذا فقانون‪ ‬العقوبات يفرض أنماط من السلوك المختلفة لحماية‬
‫‪    ‬ليست هناك صيغة واحدة مجردة تحدد مضمون الشرعية الدستورية‬               ‫المصالح‪ ‬والقيم الأجتماعية‪ ،‬حماية الحقوق والحريات ويرتب عقوبات على‬
‫التى يجب أن تسود القانون‪ ،‬ولكن فى مؤتمر الدولى لرجال القانون المنعقد‬      ‫مخالفتها‪ ،‬ونجد‪ ‬ان قانون الأجراءات الجنائية ينطم قواعد إجرائية‪ ‬تمس‬
‫فى نيودلهى سنة ‪ 1959‬استخلص تعريف مبدأ الشرعية بأنه هو الذى‬
‫يعبر عن القواعد والنظم والأجراءات الأساسية لحامية الفرد فى مواجهة‬                                                  ‫حقوق وحريات المواطنين‪.‬‬
                                                                          ‫‪    ‬اذًا المشرع الجنائى لن يتوانى فى حماية الحقوق والحريات وهذا‬
                    ‫السلطة‪ ،‬ولتمكينة من التمتع بكرامته والإنسانية‪.‬‬
                                                                                                                                ‫من خلال‪-:‬‬
‫‪  ‬ومما تقدم يتبين أن مبدأ الشرعية ‪ ‬يهدف من خلال القانون إلى‬                       ‫‪-1‬تجريم أفعال المساس بالحقوق والحريات والمعاقبة عليها‪.‬‬
‫حماية الفرد ضد ت ّحكم السطة‪ ،‬ولضمان تمتع بكرامتة الإنسانية‪ .‬وقد‬           ‫‪ -2‬يتم الحماية الجنائية للحقوق والحريات‪ ‬بالتوازن فيما بينها من‬
‫أكدت المحكمة الدستورية العليا فى مصر أن الدولة‪ ‬القانونية هى التى‬
‫يتوافر لكل مواطن فى كنفها الضمانة الأولية لحماية حقوقه وحرياته‪،‬‬                                   ‫ناحية وبين المصلحة العامة من ناحية آخرى‪.‬‬
‫ويتم‪ ‬تنظيم السطة وممارستها فى إطار من المشروعية‪ ،‬وهى ضمان يدعمها‬          ‫‪-‬لايجوز لحماية المصلحة العامة أن تزيد في‪ ‬العصف ‪ ‬فى حقوق وحرية‬
‫القضاء من خلال استقلاله وحصانته لتصبح القاعدة القانونية محورًا‬
                                                                                               ‫الغير كوسيلة لحماية الصالح العام‪ ،‬مثال ذلك‪-:‬‬
                                  ‫لكل سلطة‪ ،‬وراد ًعا ضد العدوان‪.‬‬          ‫‪ -‬تجريم المساس بالحق فى الثقة والأعتبار لايجوز أن يمس حرية التعبير‪.‬‬
                                                                          ‫‪ -‬تجريم المساس بالحق فى سلامة الجسم لايجوز أن يمس الحق فى‬
‫‪    ‬مما تقدم يتبين لنا أن « مبدأ الشرعية « ‪ ‬يسبق « مبدأ سيادة القانون‬
‫« لانها يتحدد متطلبات ‪ ‬سيادة القانون وتعنى الألتزام باحترام والتطابق‬                                                                ‫العلاج‪.‬‬
‫مع مبدا الشرعية‪ ،‬ولان سيادة القانون تنصرف الى الدستور وغيرة من‬            ‫‪ -‬تجريم المساس بالحق فى الحياة لا يجوز ان تتم التضحية بالحق فى‬
                                                                          ‫حياة شخص آخر‪ ‬أولى بالأعتبار ( مما‪ ‬يخولة القانون حق الدفاع الشرعي)‬
                                 ‫القواعد القانونية الأقل مرتبة منه‪.‬‬
                                                                                                 ‫وكذلك التوازن بين العقوبة وجسامة الجريمة‪.‬‬
             ‫تحليل الشرعية الدستورية فى القانون الجنائي‬                   ‫‪    ‬إذًا الحماية فى إطار التواز بين المصلحة العامة‪ ( ‬النظام العام بجميع‬
                                                                          ‫جوانبه) وذلك يتطلب تنظيم ممارسة هذة الحقوق والحريات داخل حدود‬
‫‪   ‬يخضع القانون الجنائى بفروعة‪ ‬لمبدأ الشرعية‪ ،‬بمعنى أكثر وضوحاً‪،‬‬          ‫مراعاه الصالح العام والخروج عن هذة الحدود يمس المجتمع وهذا يتطلب‬
‫أنه يتبع خطوات‪ ‬وقوع الجريمة‪ ‬منذ تجريمها والمعاقبة على ارتكابها إلى‬        ‫التجريم والعقاب‪ ،‬ولكن بالقدر المناسب مع الفعل الصادر الذى يتطلبة‪.‬‬
‫ملاحقة المتهم بالأجراءات اللأزمة‪ ‬لتقدير مدى سلطة الدولة فى معاقبة‬
‫المتهم وتنفيذ العقوبة عليه‪ ،‬وعندما تطرح قضية الحرية‪ ‬فيبرز مبدأ‬                              ‫قواعد الشرعية الجنائية‬
‫الشرعية لمعالجة حرية الإنسان‪ ،‬بما إن مصر دولة القانون فيتوافر لكل‬             ‫مبدأ سيادة القانون وعلاقته بالشرعية الدستورية‪-:‬‬
‫مواطن الضمانة الأولية لحماية حقوقة وحرياتة‪ ،‬وهذة الضمانة يدعمها‬           ‫‪  ‬يسود المجتمع الدولى مبدأ سيادة القانون‪ ،‬إذًا على الدولة أن تلتزم‬
‫القضاء من خلال استقلاله وحصانته لتصبح القاعدة القانونية محورًا‬            ‫بهذا المبدأ بالنسبة للقوانين التى تصدرها السلطة المختصة وذلك على‬
                                                                          ‫أساس مشروعية أعمال هذة السلطة‪.‬ومما لا شك فيه أن هذا المبدأ‬
                                 ‫لكل سلطة‪ ،‬وراد ًعا ضد إى اعتداء‬          ‫يضمن احترام حقوق الأفراد وحرياتهم فى مواجهة السلطة العامة‪ ،‬التى‬

                                                                                        ‫يوليو ‪222024‬‬
   17   18   19   20   21   22   23   24   25   26   27