Page 184 - merit 51
P. 184

‫العـدد ‪51‬‬                   ‫‪182‬‬

                                            ‫مارس ‪٢٠٢3‬‬              ‫التدريب والتكوين‪ ،‬مما أنتج‬
                                                                  ‫«تص ُّح ًرا على مستوى النتائج‬
     ‫على المستوى العالم على‬                   ‫محمود درويش‬
 ‫غرار مدرسة الكرة الشاملة‬                                           ‫والإنجازات» على حد عبارة‬
                                    ‫استثمارها في بناء أجيال كرة‬   ‫المغربي بدر الدين الإدريسي‪،‬‬
    ‫الهولندية و»التيكي تاكا»‬           ‫تصنع لنفسها ولأوطانها‬
                 ‫الإسبانية‪.‬‬                                          ‫باعتبار أن كرتنا (ويقصد‬
                                     ‫تاري ًخا بين الأمم‪ .‬ولعل من‬   ‫بذلك الكرة المغربية) «تعيش‬
‫* الاحتراف الحقيقي‪ :‬تنظم‬              ‫أبرز مظاهر نجاح التجربة‬      ‫بنظام الهرم المقلوب»‪ ،‬بينما‬
  ‫الجامعات الأوروبية نشاط‬                                         ‫«الطبيعي أ ْن يكون توهج قمة‬
  ‫كرة القدم بقوانين واضحة‬                  ‫الأوروبية في التكوين‬
      ‫أسست لنظام احتراف‬                 ‫تأسيسها لمدارس كروية‬         ‫الهرم من اعتدال وسلامة‬
     ‫مبني على عقود تضمن‬              ‫أصبحت مرج ًعا في التدريب‬     ‫قاعدة الهرم»‪ ،‬ففي كرة القدم‬
   ‫حقوق المدربين واللاعبين‬
   ‫ونواديهم وتنظم العلاقات‬                                            ‫كما في كل الرياضات «لا‬
  ‫القائمة بينهم‪ ،‬وهو ما أنتج‬                                        ‫تتحقق استدامة الإنجازات‬
  ‫تطو ًرا واض ًحا في مستوى‬                                        ‫والنتائج الجيدة على مستوى‬
 ‫كرة القدم الأوروبية وجعل‬                                         ‫المنتخبات الوطنية إلا إذا كان‬
    ‫استقدام نواديها للاعبين‬                                          ‫الهرم في وضعه الطبيعي‪،‬‬
 ‫الأجانب جز ًءا من نجاحاتها‬                                          ‫وإلا إذا اتسعت قاعدة هذا‬
   ‫في تطوير مستوى لاعبيها‬
  ‫المحليين وبطولاتها المحلية‬                                           ‫الهرم وجرى الاشتغال‬
 ‫وفي تتويجاتها عالميًّا وقار ًّيا‪.‬‬                                  ‫بحرفية كبيرة على مختلف‬
   ‫وقد ذهب الفني الفرنسي‬
      ‫كلود لوروا الذي عمل‬                                                        ‫طوابقها»(‪.)3‬‬
                                                                    ‫ففي الوقت الذي تجند فيه‬
‫كوليندا غرابار كيتاروفيتش وإيمانويل ماكرون‬                          ‫أوروبا المدربين المتمرسين‬
                                                                  ‫وذوي الكفاءة الفنية والعلمية‬
                                                                      ‫العالية من أجل بناء فرق‬

                                                                       ‫ومنتخبات عتيدة‪ ،‬تسند‬
                                                                    ‫الفرق والمنتخبات الأفريقية‬
                                                                    ‫مهمة صقل مواهب براعمنا‬
                                                                     ‫إلى أشخاص غير مؤهلين‬
                                                                  ‫فنيًّا لأداء هذا الدور الخطير‪،‬‬

                                                                      ‫بل والأخطر في الأمر أن‬
                                                                      ‫هؤلاء «الفنيين» سرعان‬
                                                                     ‫ما يتحولون إلى سماسرة‬

                                                                         ‫غايتهم الكسب المادي‬
                                                                        ‫الشخصي على حساب‬
                                                                    ‫مصلحة اللاعبين ونواديهم‬
                                                                       ‫ومنتخباتهم وشعوبهم‪.‬‬
                                                                    ‫ففي أفريقيا تتوجه العناية‬
                                                                     ‫إلى صنف الأكابر فتنتدب‬
                                                                       ‫له بأموال طائلة إطارات‬
                                                                     ‫فنية معروفة كان الأجدى‬
   179   180   181   182   183   184   185   186   187   188   189