Page 251 - RAYA 43 small 1
P. 251

‫لهذه الأسباب يحب العرب أردوغان‬

                                                                                                                                  ‫يتمتع الرئي�س رج�ب طيب أ�ردوغ��ان ب�شعبية وا�سعة ج�داً في العالم‬
                                                                                                                                  ‫العربي من المحيط �إل�ى الخليج‪ ،‬تتجاوز حتى ال�شعبية التي يتمتع بها‬
                                                                                                                                  ‫داخل تركيا نف�سها‪ .‬فالعرب ينظرون �إلى أ�ردوغ�ان على �أنه زعيم ل ألمة‬
                                                                                                                                  ‫ولي�س رئي�سا لتركيا‪ ،‬بينما يغرق الكثيرون في الجدل وال�س ؤ�ال عن ال�سبب‬
                                                                                                                                  ‫وراء هذه ال�شعبية الوا�سعة التي يحظى بها و�سط جمهور عربي لا يفهم‬
                                                                                                                                  ‫اللغة التركية‪ ،‬ولم ت�صل اليه أ��وصات و�سائل الإعلام التركية لت�ؤثر في‬
                                                                                                                                                                                                                         ‫ر أ�يه وموقفه‪.‬‬
                                                                                                                                  ‫عمر‬  ‫عن‬  ‫بالروايات‬  ‫�أ�شبه‬  ‫أ�ردوغان‬  ‫عن‬  ‫و�أخباراً‬                         ‫ق�ص�صاً‬  ‫يتداول العرب‬
                                                                                                                                  ‫اابل�كنثيعربمدماالعيتزيدازولوه�اللانصا�حسالعدنيهنلاي� ألسي�و�بس�ويىو�مسيحف� اضلدخييانل أ�قوطأ�زم‪،‬نيوارتغ‪�،‬ملك�أ َّنن‬
                                                                                                                                  ‫مرد ذلك هو �أن له قبولا لم ي�سبق �أن تمتع به �أي زعيم عربي أ�و �إ�سلامي‬
                                                                                                                                  ‫ط�وال العقود الما�ضية‪ ،‬بل تحلو للبع�ض الإ��ش�ارة له على أ�ن�ه «الخليفة‬
                                                                                                                                  ‫الدولة‬  ‫أ� ألوك�أ�نرهثخملينفثةلاالث�سةل عطاقنودعبب�دداءاًلحممنيد‪1‬ا‪3‬ل�أثاغن�سي‪ ،‬اطل�ذسي‪76‬ح‪8‬ك‪،1‬م‬  ‫العثماني»‬
                                                                                                                                  ‫ووافته‬                                                                                          ‫العثمانية‬
                                                                                                                                                                                                              ‫المنية في ‪ 10‬فبراير ‪.1918‬‬
                                     ‫محمد عايش*‬                                                                                   ‫وال�رب�ط ال�ذه�ن�ي الم�وج�ود في ع�ق�ول ال�ك�ث�ير م�ن ال�ع�رب ب�ني �أردوغ��ان‬
                                                                                                                                  ‫وال�سلطان عبد الحميد ال�ث�اني ل�ه �أ�وصله التاريخية بطبيعة الح�ال‪� ،‬إذ‬
                                                                                                                                  ‫ي�يرش الكثير من الم ؤ�رخين إ�لى �أن ال�سيا�سة التي كان ينتهجها ال�سلطان عبد‬
‫خام�ساً‪ :‬يوجد في تركيا حالياً ‪� 72‬ألف طالب أ�جنبي‪� ،‬أغلبهم من العرب‪،‬‬                                                              ‫الحميد وي ؤ�من بها‪ ،‬تقوم على �ضرورة تقوية الروابط بين الم�سلمين‪ ،‬وهي‬
                                                                                                                                  ‫ذاتها التي ي ؤ�من بها أ�ردوغ�ان اليوم‪ ،‬حيث كان عبد الحميد الثاني يقول‪:‬‬
‫و أ�غ�ل�ب ه� ؤ�لاء العرب يدر�سون على نفقة الحكومة التركية (منحة)‪ ،‬في‬                                                              ‫«يجب تقوية روابطنا مع بقية الم�سلمين في كل مكان‪ ،‬يجب �أن نقترب من‬
‫الوقت الذي لا توفر الدول العربية لأبنائها الدرا�سة المجانية‪ .‬وخلال العام‬
‫الما�ضي وح�ده تقدم ‪ 83‬أ�ل�ف طالب عربي بطلبات للجامعات التركية من‬                                                                  ‫بع�ضنا بع�ضا �أك�رث و أ�كث�ر‪ ،‬فلا أ�م�ل في الم�ستقبل إ�لا بهذه ال�وح�دة»‪ ،‬وهي‬
                                                                                                                                  ‫الفكرة ذاتها التي ي�ؤمن بها �أردوغ�ان اليوم ويعمل لها‪� .‬أم�ا الإج�اب�ة عن‬
‫أ�جل الح�وصل على منح درا�سية مجانية‪ ..‬بينما لم ن�سمع �أي دولة عربية‬                                                               ‫�س ؤ�ا�أولل‪ً :‬الم‪:‬اذمانيذحو�بواصلعل أ�رربد�أورغداونغاونحزفبيهم�إكلنىتالل�خسيل�طصةهاعابمما‪2‬ي‪0‬ل‪0‬ي‪:2‬واقت�صاد البلاد‬
‫ان�شغلت في ا�ستقطاب مثل ه�ذا العدد من الطلبة لا على �سبيل المنح ولا‬
                                                                                                         ‫غيرها‪.‬‬
‫�ساد�ساً‪� :‬أغلب مواطني ال�دول العربية يدخلون تركيا ب�دون قيود ولا‬                                                                 ‫في �صعود �صاروخي‪ ،‬فخلال الفترة من ‪ 2002‬وحتى ‪ 2011‬كان معدل النمو‬
                                                                                                                                  ‫الاقت�صادي في البلاد بالمتو�سط ‪ ،%5.2‬وارتفعت هذه الن�سبة خلال ال�سنوات‬
‫ت�أ�يرشات‪ ،‬في الوقت الذي لا ي�ستطيع �أي مواطن عربي �أن يتنقل من بلد‬                                                               ‫نادي «مجموعة‬      ‫جعل تركيا تن�ضم �إلى‬   ‫�إعلامىاً‪7‬م‪6.‬ن‪،%‬حكمام‬              ‫لت�صل‬    ‫ال�ست الما�ضية‬
‫معقدة‪.‬‬  ‫والمرور بعوائق حدودية‬                 ‫عرب�سيا�إبلعاًى‪ :‬آ�عخنردبمادوقنتلالتحاا�سجراةئ�إيللى تم�أو�ايرطشنايتن‬               ‫المركز الـ‪ 17‬على‬  ‫أ�ردوغان جعل تركيا في‬                                     ‫�أن ‪17‬‬   ‫الع�شرين»‪� ،‬أي‬
‫انقطعت‬  ‫أ�تراكا في عر�ض البحر‬                                                                                                     ‫م�ستوى العالم من حيث حجم الاقت�صاد‪ ،‬ما انعك�س بطبيعة الح�ال على‬
‫بعيرنباً�أنداقرخةلوعتال�صأ�بميةبعرلبخيمة‪�،‬سوه�سمنفوايتع‪،‬قبريندامارهعمندومقال قبت�ألرت�ضا�هسمر‪،‬ائف إ�يلن‬  ‫العلاقات‬                 ‫رفاهثاالنميواًا‪:‬طان�سيتنطواعحي�أارتدهومغا�لاينووميحةز‪.‬به لأول م�رة في تاريخ تركيا‪� ،‬إنهاء حكم‬
                                                                                                         ‫مواطنين‬                  ‫الع�سكر و�سطوة الجنرالات‪ ،‬وهو ما قل�ص على الفور حجم الف�ساد في البلاد‪،‬‬
‫العلاقات بين تلك العا�صمة وتل �أبيب «هد�أت» لخم�سة �شهور ولي�س خم�س‬
                                                    ‫عهدها!‬     ‫�سنيثان‪،‬مثناًم‪ :‬عفايد «تد�إيلمىق �راسالطيفة‬                        ‫بينما لا تزال تغرق العديد من الدول العربية في هذه الآفة‪ ،‬ولا يزال �ضابط‬
        ‫ومتهماً‬  ‫م�سجوناً‬            ‫رج�ا ًل‬       ‫�أردوغ�ان»‬                                                                     ‫�صغير في المخابرات �أو الجي�ش قادرا على �إلغاء قرار حكومي أ�و برلماني من‬
‫بجرائم‬                                        ‫فان‬                                                                                 ‫ا�أ�سجلثطانملبثو�اًص‪:‬لا �أبلرحدحهثواًاغل�عا�شنن اخالب�رصنزيةقع‪.‬اوئاللةعيف�قشيارلةككراينم‪،‬توتععين�دشمافيكاان ألرطي�فال ًاف‪،‬او�اضنتطقرلللتعإ�لملى‬
‫من‬   ‫االلعركئ�ا�سسةتمواناماًف‪��،‬إسذ‬  ‫إ�رهاب و ُعنف (�لاصح الدين دمرطا�ش) دخل انتخابات‬
‫تتم‬                                  ‫�أجل الو�وصل �إلى الحكم‪ ،‬بينما في عالمنا العربي يحدث‬
‫الاطاحة بالرئي�س واعتقاله و�سجنه و�إخفا�ؤه‪� ..‬أي في تركيا يمكن �أن ي�صبح‬
‫ا�لس�سجيجناًينويمُرئيك�نساً�أ‪،‬نبيُينلمقاىفبيكدليم�قصنرااديطيقااتلااقلعترراعب ففي�إ �نساللارتئيال�مهسميلماكتنو�أكن�أنُي��شصيبئحاً‬  ‫كبائع متجول في أ�زق�ة ا�سطنبول الفقيرة (ب�اع البطيخ والكعك التركي‬
                                                                                                                                  ‫بأ�كنرايتممة‪.‬ك‪.‬نبيمنمنا لم�مسايععردةفوااللعدرهبورعائئيل�تساًه‪–،‬ولياتمقكبنل‬  ‫الم�سمى «�سميط») من �أجل‬
                                                                                                         ‫لم يكن‪.‬‬                                                                                              ‫من ا�ستكمال م�وشار حياته‬
                                                                                                                                  ‫ال�ث�ورات ولا بعدها‪� -‬إلا ون�ام على الحرير‪ ،‬وجعل من زبانيته و أ��صدقائه‬
‫لهذه الأ�سباب كلها ُيحب العرب أ�ردوغ�ان‪ ،‬ويتدفق العرب على تركيا‬                                                                   ‫طبقراةب�فع�ااً�‪:‬س �أدرةدتو�سغ�ت�اقونيه�وعلالى�اذل�يشعفتبح‪� .‬أب�واب بلده أ�م�ام ‪ 3‬ملايين و‪ 400‬أ�ل�ف‬
‫للعي�ش فيها‪ ،‬ولهذا ُيتابع العرب وتابعوا انتخابات تركيا‪ ،‬كما لو �أنها حدثت‬
‫في أ�هم عوا�صم العرب‪ ،‬لي�س فقط لأنهم يدركون �أنها الانتخابات الوحيدة‬                                                              ‫لاجئ �سوري هربوا من الق�صف‪ ،‬إ��ضافة إ�لى ع�شرات الآلاف من الم�صريين‬
‫النزيهة في المنطقة‪ ،‬و إ�نم�ا أ�ي�ضاً ألنهم يعتبرونها عامل ًا مهماً في تحديد‬                                                       ‫والليبيين واليمنيين وغيرهم من العرب الذين �ضاقت عليهم بلدانهم بما‬
                                                               ‫م�يرص المنطقة ذاتها‪.‬‬                                                                                                                                               ‫رحبت‪.‬‬

                                                                                                                                                                                                              ‫* كاتب فل�سطيني‬

‫العدد ‪251 2018 -44‬‬
   246   247   248   249   250   251   252   253   254   255   256