Page 250 - RAYA 43 small 1
P. 250

‫في ا ألول من ني�سان‪ /‬أ�بريل‪ ،‬أ�علنت البحرين عن اكت�شاف كمية كبيرة من النفط في مياهها‬                                                                 ‫البحرين‬
‫الغربية ال�ضحلة جنوب الطريق الم� ؤ�دي �إل�ى المملكة العربية ال�سعودية على ما يبدو‪ .‬وعلى‬                                                               ‫تنضم‬
‫الرغم من �أن اكت�شاف النفط للمرة ا ألولى في الجزيرة البحرينية يعود إ�لى عام ‪ ،1932‬إ�لا �أن‬                                                             ‫إلى‬
‫هذه هي المرة الأولى التي تقترب فيها كمياته من تلك المتواجدة في ال�سعودية و إ�يران والعراق‬                                                              ‫دول‬
‫والكويت‪ ،‬والتي تملك جميعها احتياطيات تزيد على ‪ 100‬مليار برميل‪ .‬و�إذا كان من الممكن‬                                                                    ‫النفط‬
‫ت أ�كيد الكمية التي �أعلنت عنها المنامة وقدرها ‪ 80‬مليار برميل من الاحتياطي الم�ؤكد (�أي �أنه‬                                                         ‫الكبرى‬
‫يمكن ا�ستخلا�صها في ظل الظروف الاقت�صادية والعملياتية القائمة)‪ ،‬ف�إن �إجمالي احتياطها‬
                                                                                                                                                     ‫• سايمون هندرسون‬
             ‫�سيقارب ذلك الذي تملكه ا إلمارات العربية المتحدة والبالغ ‪ 97‬مليار برميل‪.‬‬
‫وفي م�ؤتمر �صحفي عقده وزير النفط محمد بن خليفة �آل خليفة في الرابع من ني�سان‪/‬‬                                                                                      ‫‪250‬‬
‫�أالبمكرتي�لشفمحعا�ب�طااًرةبمع�مثنلي“نالنعفن �طشارلكا�صتخا�رستي�شاالريخةفيدوفل”يةوفي”القغاطازعااللعطمايققة‪�،”،‬صو ّره�حذاالويز�ييررشأ�ن�إلا�لنىف�أطن‬
‫ا إلنتاج �سيكون �أك�رث �صعوبة وتكلفة من الحقول ا ألخ�رى في منطقة الخليج العربي‪ .‬ولكن‬
‫موقع الحقل الج�دي�د على مقربة م�ن البنية التحتية الحالية للنفط وال�غ�از الطبيعي في‬
‫البحرين “يوفر إ�مكانات كبيرة للا�ستفادة الق�وصى من التكاليف”‪ ،‬وفقاً ل�شركة هاليبرتون‬
‫للا�ست�شارات النفطية‪ .‬وقد �سبق �أن بد�أت بع�ض �أعمال الحفر‪ ،‬وتم التو�صل إ�لى اتفاق لحفر‬
‫بئرين تقيميين آ�خرين هذا العام‪ .‬وقال الم�س�ؤولون �إن الحقل يمكن �أن يكون “قيد الإنتاج” في‬

                                                    ‫غ�وضن خم�س �سنوات‪.‬‬
‫وي�شار �إل�ى أ�ن �إنتاج النفط البحريني يجري حالياً من حقل ع�والي في و�سط الجزيرة‪.‬‬
‫وثمة معمل تكرير في بلدة �سترة عند ال�ساحل ال�شرقي تتم فيه معالجة النفط الم�ستخرج من‬
‫حقل �أبو �سعفة البحري (الم�شترك بين البحرين) وال�سعودية‪ ،‬ويتم تقا�سم عائدات هذا الحقل‬
‫بين البلدين‪ ،‬مما يوفر دعماً اقت�صادياً رئي�سياً للبحرين‪ .‬وفي حين يغ ّذي الغاز الحالي المنتج‬
‫جميع محطات توليد الكهرباء في الجزيرة‪ ،‬بو�سع الكمية المكت�شفة �أن تعالج النق�ص في الغاز‬
‫اللازم ألغرا�ض أ�خرى وربما تمنح المنامة مجال ًا للتخلي عن الخطط المقترحة لا�ستيراد الغاز‬

                                                         ‫الطبيعي الم�سال‪.‬‬
‫وعلى النطاق ا ألو�سع‪ ،‬إ�ذا تبين أ�ن الكمية المكت�شفة كبيرة بقدر ما هو م أ�مول منها‪ ،‬ف�إنها‬
‫�ستغير ث�روة هذا البلد ال�ذي يعتبر الاقت�صاد ا أل�صغر في دول «مجل�س التعاون الخليجي»‪.‬‬
‫وبو�سعها من الناحية المالية �أن تغيرّ نظرة الم�صرفيين الأج�ان�ب الذين غالباً ما يعتبرون‬

                                    ‫الجزيرة البحرينية مجرد ملح ٍق لل�سعودية‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬نظراً للرهانات الجيو�سيا�سية‪ ،‬من غير الوا�ضح ما إ�ذا كان هذا الاكت�شاف �سي ؤ�ثر‬
‫على النفوذ ال�سيا�سي الكبير ال�ذي تمار�سه الريا�ض في المنامة‪ .‬ففي ع�ام ‪ ،2011‬على �سبيل‬
‫المثال‪� ،‬أر�سل “الحر�س الوطني ال�سعودي” قوات ودبابات عبر الممر الذي يربط بين البلدين‬
‫لتعزيز قوات الأمن البحرينية وم�ساندتها في مواجهة ا�ضطرابات وا�سعة النطاق‪ .‬واليوم‪ ،‬لا‬
‫تزال كلتا الحكومتين قلقتين من قيام �أعمال تخريب وت�آمر بتحري�ٍض �إيراني على يد غالبية‬
‫ال�سكان ال�شيعة في الجزيرة‪ ،‬الذين ي�شعرون ب�أنهم مهم�وشن �سيا�سياً واقت�صادياً‪ .‬ففي العام‬
‫الما�ضي فقط‪ ،‬تم تفجير خط الأنابيب الذي ينقل النفط ال�سعودي إ�لى �سترة عندما �شهدت‬

                                         ‫الا�ضطرابات الخلفية ت�صعيداً كبيراً‪.‬‬
   245   246   247   248   249   250   251   252   253   254   255