Page 258 - RAYA 43 small 1
P. 258

‫القوات المسلحة الأردنية‬

‫الجيش العربي‪ ..‬القول الآخر‬

‫د‪ .‬غازي السرحان‬

‫الذات ولو كان ذلك على ح�ساب الحقيقة والوطن‪ ،‬لان اعتبارات‬             ‫المملكة الاردنية الها�شمية ديوانها الا�سا�س وعمودها الاقوى‬
‫كثيرة تحكم كل ه�ذه المظاهر التفاعلية والتي تظل في حاجة‬               ‫القوات الم�سلحة الاردنية ‪ /‬الجي�ش العربي‪ ،‬م�ستعدة م�ستجدة‬
‫الى عمق معرفي ونقد متخ�ص�ص وبعيدا عن ال�شروط المعرفية‬                ‫مفعمة ب�الج�الل �سامقة في م�دارج البطولة وال�ن�زال والظفر‬
‫فان هذا لا يمنح الحق في لبا�س جبة المعرفة وامتلاك الف�ضاء‬            ‫والن�صر م�ستمدة عزيمتها من قائدها الاعلى جلالة الملك عبد‬
‫وكتابة ما ي�شاء فالارتقاء بالممار�سة الاعلامية ي�ستدعي وعيا‬          ‫الله الثاني ابن الح�سين‪ ،‬وهو الذي ي�يرش اليها �صبحا وم�ساء‪،‬‬
                                                                     ‫وهي المعروفة والمو�وصفة بقوة يدها ونظافتها وطهارتها من كل‬
                  ‫بالبعد الجديد لهذا الوافد الجديد‪.‬‬
‫م�ا ن� أ�م�ل ان ي�ستدركه الج�ي�ل الج�دي�د م�ن ال�شباب الذين‬               ‫رج�س ودن�س وهي رهاننا الوجودي والمعرفي والفل�سفي‪.‬‬
‫جمعوا عمق الابداع الى �ضبط التقنية بعد ان ترعرعت تجاربهم‬             ‫أ�نتم يا بوا�سل جي�شنا �ضباطا و�صف �ضباط واف�رادا اجل‬
‫بين الهواتف الذكية والو�سائط المتعددة‪ ،‬حيث ان الاب�داع في‬            ‫النا�س اقدارا‪ ،‬ان القوات الم�سلحة الاردنية ‪ /‬الجي�ش العربي هي‬
‫الكتابة الرقمية يحتاج بالا�ضافة الى الموهبة والاطلاع والمعرفة‬        ‫التي انت�شلت الاردن من التبعية الى الع�صر الحديث‪ ،‬ذلك انها‬
‫ال�ى �ضبط التقنية وال�وع�ي ب�ه�ا وب�ط�رق ا�شتغالها المعرفية‬          ‫منحت الاردنيين للمرة الاولى اح�سا�سهم بوطنهم وبعزته وفي‬
‫والت�وصرية والثقة في الافاق التي تفتحها بالو�سيط المعلوماتي‪.‬‬         ‫ظني ل�ولا ه�ذه ال�ق�وات لما و�صلت بلادنا لما هي عليه الان من‬
‫والج�ن�دي �سرجه عر�شه ي�شيد للغد‪ ،‬يطل منه على بحر‬                    ‫تقدم واثبات وجود ونماء‪ ،‬ان القوات الم�سلحة الاردنية ‪/‬الجي�ش‬
‫الامنيات ووحدة الحلم والحقيقة‪ ،‬فالجندي الاردني نموذج في‬              ‫العربي وقد ايقظت فيك ما لم تعتقد وجوده فيك‪ ،‬هي ا�شارات‬
‫المهارة ودقة الت�وصيب وثبات في الموقع لا يعتريه �شلل او ملل‬          ‫مرور الى الحرية‪ ،‬فكم من حكاية‪ ،‬كم من تاريخ‪ ،‬كم من بطولة‪،‬‬
‫ولا يتو�صل ال�ى الاح�رتاف�ي�ة الا بر�شح الجبين و�سعة المعرفة‬         ‫ك�م م�ن �شهادة‪ ،‬ك�م م�ن ت�ضحيات وت�ل�زم ال�صمت‪ ،‬ليتني اع�ود‬
‫والتدريب الد ؤ�وب وهو ما تعك�سه الواجبات والمهام والتحديات‬           ‫اليك لاكون من ذوي القبعات الخ�ضر وال�سود والزرق والحمر‪،‬‬
                                                                     ‫ليتني من ربع الكفاف الحمر والعقل ميالة‪ ،‬ها انا اعود اليك‬
                                     ‫اليومية‪.‬‬                        ‫ويجتاحني الحنين م�ستعجلا في كل مرة جارفا ليقذفني من‬
‫القوات الم�سلحة الاردنية ‪/‬الجي�ش العربي هي �شجرة ب�أوراق‬
‫واغ�صان وازهار والوان وع�صافير تخ�ضر لتر�سم بعطر عرقها‬                                        ‫جديد الى رحمك الدافئ‪.‬‬
‫��ش�وق الار��ض ال�ى ال���س�م�اء‪ ،‬ه�ي ذل�ك الج�م�ال ال�ث�اوي في حياة‬  ‫ان قواتنا الم�سلحة الاردنية ‪ /‬الجي�ش العربي بف�ضل �صيتها‬
‫و�سجايا ا�صحابها‪ ،‬حيث تبهرنا فت أ�خذ بمجامع القلب وت�سكن‬             ‫المدوي في كل مكان وما تحظى به من هيبة ووقار ورهبة وعلى‬
‫ال�ف��ؤاد على امتداد م�سيرة الوطن الطويلة الطافحة بروائع‬             ‫ط�ول م�سيرتها واج�ه�ت �سنين ��ش�داد وبح�سم وت�صميم ظلت‬
‫الم�شاهد البطولية ي�سكنون ف�ضاءات ال�صحراء وامتداد افاقها‬            ‫راياتها ت�رف�رف ف�وق اع�الي ال�ذرى تحمي الح�دود وت�ذود عن‬
‫اللامتناهية و�ش�ساعة رمالها المخيفة التي ت�شعرنا بالقيمة‬             ‫الح�م�ى الاردني الطاهر وك�ذل�ك الح�م�ى العربي في ك�ل مكان‬
‫الحقيقية له�ؤلاء الذين يعي�وشن �شظف العي�ش وق�ساوة الطبيعة‪،‬‬          ‫وا�ستمرت تندفع لتد�شين اف�اق ج�دي�دة م�ن الانج�از التطور‬
‫فيمتلكنا اح�سا�س ب�ض�آلة حجمنا امام رحابة المدى المفتوح امام‬         ‫والتقدم وفي �شتى المجالات تتفاعل مع المحيط الاجتماعي‪ ،‬تبني‬
‫جنازير دباباتها ودوال�ي�ب الياتها وفوهات مدافعها ال�صارمة‬            ‫على التفاعل وتحتمي بظلال المعرفة والعلم‪ ،‬وتمهيدها ال�سبل‬
‫بمختلف وحداتها الثابتة والمتنقلة ت�شعرنا بالاطمئنان والالفة‬          ‫لبناء الدولة الوطنية القوية التي يهابها كل عدو او طامع او‬
‫ال�ذي عو�ضا ان ي�شعرنا بالرهبة والخ�وف يمنحنا اطمئنانا‬               ‫غ�ادر او �شرير وبقيت ط�ودا �شامخا ام�ام العديد من ال�شدائد‬
‫وراح�ة نف�سية وتوازنا وجدانيا وامانا لا يتذوقه الا الطفل في‬
‫ح�ضن ام�ة‪ ،‬انها في مواجهة دائمة مع �صعاب الحياة والتغلب‬                                                    ‫والمحن‪.‬‬
                                                                     ‫ان حرية الاعلام وان ارادها �سيد البلاد �سقفها ال�سماء هي‬
                                       ‫عليها‪.‬‬                        ‫الحرية التي ينحل فيها الل�سان من كل العقد وتتحرر فيها‬
‫وفي ظل ما تعي�شة الام�ة في محطة مظلمة �شديدة المعاناة‬                ‫النف�س من كل الرقابات هي الحرية التي يجب الا تجعلنا نفقد‬
‫وغيوم غادرة يقف ن�شامى الجي�ش العربي وقفة الا�سود يعاينون‬            ‫المعنى ون�ع�دم الم�غ�زى ونتعالى ع�ن ال�وج�ود ونبخ�س الحقيقة‬
‫الاف�ق واي�دي�ه�م على ال�زن�اد وعيونهم ت�ع�اف الغم�ض وتهوى‬           ‫وننفلت من اي اطر‪ ،‬ان الاعلام يجب ان يكون اداة ناعمة لايقاظ‬
‫ال�سهر وت�ت�ح�رك لم�الق�اة ال�ع�دو على ط�ول ح�دودن�ا ال�شمالية‬       ‫الا�وشاق وذكر محا�سن الا�شياء‪ ،‬النا�س مدعوون للا�ستم�ساك‬
‫البالع طولها ‪ 750‬كم مع جنوب �سوريا و�وصلا الى �شرقنا مع‬              ‫بالا�وصل في تعاملهم مع الاعلام الجديد لا ان ينفلت البع�ض‬
‫غ�رب ال�ع�راق‪ .‬وهنالك يرابطون يحر�سون ال�شريعة والكتار‬               ‫ع�ن ال���ص�واب ب�ه�ذا ال�شكل المعيب ��س�واء بفو�ضى الم�صطلحات‬
‫والغور والكرامة بوقفات عز ورجولة وبطولة‪ .‬نحتاج الى �ضبط‬              ‫والم�شاركات او التقا�سم مع الا�صدقاء بلا رقابة وبملء الا�ستفزاز‬
‫الاي�ق�اع في الكتابة الرقمية لنظل ن� ؤ�دي أ�دوارا متكاملة نحن‬        ‫بغية تحقيق جماهيرية وهمية وفو�ضى مفهومية و�سعي كل‬
‫والجي�ش من اجل الوطن وليتذكر الجميع ان الوطن ت�صنعه‬                  ‫�شخ�ص لنحت مفاهيمه الخا�صة وت�سويد �صفحات كثيرة‪ ،‬في‬
                                                                     ‫ذلك نوع من الوهم الذي يجب تجاوزه ومن هنا يكون ما يفعله‬
           ‫ارادة حقيقية ووعي بقيمة الجي�ش الذي لدينا‪.‬‬                ‫ه��ؤلاء ن�وع�ا م�ن الفو�ضى ب�ل تخريبا ولي�س تجريبا لاظهار‬

                                                                                                                                      ‫‪258‬‬
   253   254   255   256   257   258   259   260   261   262   263