Page 8 - وحدة الوسائل التعليمية2
P. 8

‫مخروط ديل للخبرات‬

‫وقد وضع في قمة المخروط الخبرات المجردة كالرموز اللفظية والبصرية ‪ ،‬وفي قاعدة المخروط‬
‫الخبرات الملموسة الحسية الواقعية‪ .‬وقام بترتيب الوسائل التعليمية الأخرى في هذا المخروط حسب قرب‬
‫أو بعد الخبرات التي تهيؤها من التجريد أو الواقعية وليس حسب صعوبتها أو سهولتها أو أهميتها أو أي‬
‫معيار آخر‪ ،‬على أساس أننا كلما من قاعدة المخروط في اتجاه قمته كلما قلت الخبرات المباشرة الحقيقية‬

                                                                           ‫وازدادت نواحي التجريد‪.‬‬

‫وقد أوضح ديل أن هذا المخروط ليس إلا نموذجاً لتوزيع الخبرات التي يمر بها افر أثناء عمليات‬
‫الاتصال حتى صوراً ذهنية واضحة عن المفاهيم التي يكونها وأن الأقسام متداخلة‪ ،‬مثّل قد يستخدم المعلم‬
‫في الموقف التعليمي الواحد الكلمات مع الخبرات المباشرة والمصورة وغيرها‪ ،‬فالتقسيم لمكونات‬

                                                                ‫المخروط تم من أجل تسهيل الدراسة‪.‬‬

‫وهو يقوم علي أساس القرب أو البعد من الخبرات المباشرة‪ .‬فالتعلم عن طريق الخبرات المباشرة الهادفة‬
‫هو أفضل أنواع التعلم ولكن لهذه الخبرات حدوداً وقيوداً بطبيعتها قد تتصل هذه القيود بالزمان أو المكان‬

                                                                ‫أو الوقت أو الإمكانات أو غير ذلك ‪.‬‬

‫وأن من المستحيل تعلم كل ما نهدف إليه عن طريق الخبرات المباشرة ‪ :‬الأمر الذي أدى إلي حتمية‬
‫استخدام مخلف الوسائل التعليمية في عمليات والتعلم مع تحقيق اقتصاد في الوقت والجهد والنفقات‬

        ‫الأخرى مع تحقيق أقصى درجة ممكنة من الفاعلية في تحقيق الأهداف التعليمية التعلُّمية المحددة‪.‬‬

‫يتفق مخروط الخبرة مع تقسيم برونر ‪ Bruner‬للخبرات الأساسية الّلزمة لعملية الاتصال والتفاهم وهي ‪:‬‬

                                               ‫الخبرات المباشرة )‪(Direct Inactive Experience‬‬

                                             ‫الخبرات المصورة )‪(Pictorial Experience -Iconic‬‬

                                           ‫الخبرات المجردة )‪(Abstract Experience- Symbolic‬‬

‫فالأولى تتضمن قيام المتعلم بالممارسة الفعلية‪ .‬أي أن فيها نشاط ايجابي عملي‪ .‬فهو يتم عن طريق‬
                      ‫الممارسة العملية‪ ،‬ولذلك فإن المفاهيم التي يكونها تكون واقعية ولها أبعاد متكاملة‪.‬‬

‫و في الحالة الثانية فإنه يكون هذه المفاهيم عن طريق رؤيته للفلم أو الصورة‪ ،‬فهو لا يقوم بممارسة‬
                                                            ‫فعلية‪ ،‬ولكنه يكون مفاهيم بصرية ذهنية ‪.‬‬

‫أ ّما في الحالة الثالثة فإن التلميذ لا يكون هذه المفاهيم عن طريق الممارسة أو عن طريق الرؤية‪ ،‬ولكنه‬
        ‫يكونها عن طريق سماعه لألفاظ مجردة أو رؤيته لكلمات ليس لها صفات الشيء الذي تدل عليه‪.‬‬
   3   4   5   6   7   8   9   10   11   12   13