Page 103 - Baghdadiat-RightToLeft
P. 103
منالنوادرالتيحدثتلُهفيالسجنأثناءاعتقالهبعدثورة وز1958إنهكانسجيناًمعتوفيقالسويدي)رئيسوزراءالعراقالأسبقفيالعهدالمل (فيقاعةواحدة،وكان كلاه يُكنىبأ لؤي،وفييوممنالأيامجاءضابطالسجنمنادياً:منهوأبولؤي؟فخافتوفيقالسويديلأنُهتوقعأنيكونوراءهشراًو يجب.وأجابهيونسبحري وكانت المفاجأة أن الضابط أحضر مظروفاً يحوي مائة دينار فوقع بحري باستلامها وأخذها، وبعد أيام جاءت رسالة إلى توفيق السويدي تقول: هل استلمت المائة دينار؟.
جرى الافراج عنه، فخرج ليعمل طاهيا في مطعم يرتاده سياسيون يخططون للانقلاب على قاسم، وللتغطية على هذه المخططات قام بدعوة الزعيم قاسم الى مطعمه، فلبى الدعوة، ولكن سرعان ما انكشف امره فهرب الى ب وت، وانتظر حلول الانقلاب على قاسم ليمدح الرئيس الجديد عبد السلام عارف الذي عفى عنه واعاده الى العراق.
عاش لفتره بسيطة في ب وت فالف عدة كتب، ثم سافر الى الكويت حيث اصبح مديرا لمطعم اسمه »مطعم المدينة« كان لكه احد اصدقائه، وعمل كذلك في ابوظبي عام 1971 حيث اصدر صحيفة »ابوظبي نيوز« الناطقة بالانجليزية، ومسئولاً عن قطاع الشؤون الصحفية في وزارة الاعلام.
لما شعر بخفوت شهرته، سرب خبرا عن وفاته فتناقلته الصحف، حتى ان الشيخ زايد مازحه معزيا لما شاهده بعد ذلك، وحدث ان ام كلثوم كانت تزور ابو ظبي، فقالت له كيف بعثت من جديد؟ فقال لها سمعت انك ستغن هنا، ودعاها الى حفل زواجه التسع من فتاة سورية تدعى شهرزاد.
مكث يونس بحري أواخر أيامه في بغداد في بيت زميله الصحفي نزار محمد ز )الذي كان مدير مكتب وكالة الانباء في ب وت(، وتوفى في مستشفى الراهبات ببغداد يوم 30 أيار 1979، ودفن في مقبرة الغزالي، دفنته البلدية على نفقتها حيث مات فق اً معدماً ومعزولا عن الاهل والاصدقاء.
ظلت ابنته الدكتورة مي تزور المقبرة، ولكنها تستدل على قبره الذي ترك دون شاهد، فصارت تجلس الى قبور الآباء الآخرين فتبكيه، وتترحم عليه وتسامحه. وكلها ا ان بان س ة والدها لا تخلو من مصادفات ساعدته، ومن ظروف احسن استغلالها بذكائه وجرأته، ولكن تضخي كب ا جرى لعلاقاته النسائية وصداقاته مع الملوك، ور ا يكون هو من سعى او ساعد في عملية التضخيم هذه.
يقول ابنه الفنان سعدي في أحد حواراته: »والدي اتقن عدة لغات، وكان الصوت العر الذي ينتظره الجميع إبان فترة الحرب العالمية، وحكم عليه الإنجليز بالإعدام؛ لأنه كان رجلاًوطن يامعحركةرشيدالكيلا ،وقدهربمنالعراقوناضلضدالاستع رالبريطا ،وكانضدالاستع رالفرنسيفيالجزائر،فيفيلمسنواتالجمرللمخرجالأخضر حامينا والذي عرض في مهرجان كان السين رايت مشه ًدا يصور المجاهدين الجزائري وهم يستمعون إلى صوت والدي في إذاعة برل ، وكان يقول بصوت جهوري قوي:
أيها المجاهدون حاربوا الاستع ر الفرنسي وحرروا الجزائر، وكان أحد المجاهدين يهتف بح س »حياك الله يا يونس البحري«...
ويضيف»والديكانمح باللنساء،يقالإنهتزوجفيكلبلدسافرإليه،أنالاأعرفمنهنإلاأميوالزوجةاللبنانية،أحاولأنأبحثعنإخوةمتناثرينفيأرضالمعمورة، ولكنللأسفلاتوجدالكث منالمعلوماتأوالكتبالتيصدرتعنه.ولكنأعرفأنوالديكانعاشًقاللفن،وكانلهصوتجميل،وكانيغنيفيبعضالمجالس والحفلات«.
تنقل يونس بحري كث ا في ارجاء العا وما كان يحمل معه غ جوازات سفره، وفرشاة اسنان وادوات حلاقة، وصوت اذاعي رخيم، وحس فكاهي فريد، وروح مغامرة لا تعرف الخوف، والعديد من اللغات ومهارات العلاقات العامة، ولباقة اجت عية، ومات وحيدا ومفلسا، ور ا نادما على كث من الاشياء. ولكنه ظل على الدوام منحازا لألمانيا في السر والعلن، حتى بعد هز تها وسقوط الحزب النازي.
يصف يونس تلك الفترة العصيبة في لقاء مع رجل العراق القوي نوري السعيد، فيقول: »راح نوري يلومني ويعاتبني لاستمراري في نقد سياسته إبان الحرب وقبلها من إذاعات برل ، ثم قال وهو يتهكم ضاحكاً وبيده مسبحته التقليدية: أرأيت كيف كانت نهاية أصحابك الألمان؟ وكيف اخترت يا يونس الصفقة الخاسرة«.
ويضيف بحري: »كان اختياري عقلانيا، بريطانيا احتلت دولا عربية وانا اكره الاحتلال، واما المانيا فكانت صديقة للعرب أولاً، وعدوة لليهود ثانيا«.
105