Page 115 - Baghdadiat-RightToLeft
P. 115
بغداديات 70 أن يعود اللحن عراقيا
خصصت مجلة هنا القدس الصادرة عن دار الاذاعة الفلسطينية عددها الـ 19 والصادر يوم الاحد 29 ايلول من عام 1940 خصصته للحديث عن ذكرى انطلاقة الثورة العربية الكبرى وذكرى وفاة المغفور له الملك فيصل الاول ملك العراق، وعن العراق بشكل عام. وعلى صفحات هذا العدد، الذي نشره موقع )جرايد( الصحف العربية من فلسط العث نية والانتدابية، نشاهد صورا لمدينة بغداد وجسور الفولاذ التي اقامها الملك الراحل، وصورة للراحل كتب تحتها »با مجد العراق الحديث ومعيد مجد العباسي « ونرى صورة تاريخية تجمع الملك فيصل )العراق( وعبد العزيز )السعودية( على ظهر بارجة بريطانية عام 1930 يتباحثان حول الخلافات القد ة ب البلدين، وصورة للمتحف الذي جمعت فيه مخلفات المغفور له في بغداد، وصورا لقبر السيدة زبيدة زوجة هارون الرشيد، وصورة مسجد جميل اضافة لسد الكوت، وصاحبي الفخامة رئيس
الوزراء العراق رشيد عالي الكيلا ، ووزير الخارجية نوري السعيد.
ست صفحات من اصل ستة عشر صفحة خصصت للعراق، ونقرأ فيها مقالا مع صورة بقلم الدكتور رشدي بيك التميمي عن اقامة نصب تذكاري بحيفا لجلالة الملك الراحل، ويقول فيه ان اقامة النصب كلفت 950 جنيها، وقد كتب على احد جوانبه شعر قاله الشيخ فؤاد باشا الخطيب : انت الشهيد ومن بيت شهادتهم ...... في الله تعرفها الاسفار والس في كل ناحية منهم غطارفة ...... مستشهدون وايام لهم غرر وعلى الجانب الآخر حفرت مقولة الملك فيصل: »الاستقلال يؤخذ ولا يعطى – حرية الامة بيدها«. بعيدا عن الس التقليدية للملوك، كان الملك فيصل قد انعم بلقب ام البزق على العازف السوري محمد عبد الكريم، وهو ما شكل منصة انطلاق لهذا الفنان العملاق رغم انه كان من الاقزام جسديا، لقد ابدع هذا الفنان مع الفرق الموسيقية الفلسطينية التي احتضنتها وبثت اع لها دار الاذاعة الفلسطينية والتي كانت الثانية من حيث النشوء والاولى من حيث الاداء في العا العر . على صفحت من العدد الرابع عشر من مجلة هنا القدس والصادر يوم الاحد 21 وز 1940، وكان عددا مخصصا للاحتفاء دينة نابلس، نشاهد صور فنا وموسيقيي الاذاعة والذين سيحيون حفلات موسيقية وغنائية خلال الاسبوع القادم .
ومن هؤلاء: الملحن وعازف القانون محمد عطية، المطرب البلدي يوسف رضوان، الملحن وضارب البزق )الام ( محمد عبد الكريم، الملحن والمطرب ورئيس التخت الموسيقي يحيى السعودي، عازف الناي توفيق جوهرية، عازف الك ن جميل ركب، عازف القانون ابراهيم عبد العال، عازف الك ن انطون بنيام ، ضارب العود يعقوب زيادة، ضارب العود رامز الزاغة، ضارب السنتور ارت سنترجي، المطرب محمد غازي، المطرب روحي الخ ش، ضارب الرق باسيل سروة، واخ ا المطرب فهد نجار. وليس غريبا ان يحتل المطرب فهد نجار الموقع الاخ ، فعمره ايامها يكن قد تجاوز الثانية عشرة فقط لا غ . وكان رحمه الله والى جانب قدرته الفذة على الغناء، عازفا ماهرا على العود، وقد
تتلمذ على يد عازف العود الشه في ذلك الوقت في فلسط وفي بلاد الشام رامز الزاغة، الذي كان يعترف ويقول دا اً )رب تلميذ فاق أستاذه( ويقصد فهد نجار.
يقول الناقد صالح شبانة في كتابه »بطاقات فنية اردنية« ان فهد نجار يجيد العزف على العود اجادة تامة وقد عمل في عدد من الدول العربية مثل سوريا ولبنان والعراق وليبيا والقاهرة وتونس ومراكش. ك انه لحن الكث من الاغا مثل المطربة العراقية وحيدة خليل ومحمد عبد الكريم. اما الاغا التي قدمها بصوته فقد بلغت 200 اغنية اضافة للموشحات الاندلسية التي يحفظ الكث منها. نعرف قليلا عن محمد غازي وما قدمه في لبنان بعد النكبة مع الرحابنة، ونعرف قليلا عن روحي الخ ش وما ابدعه في العراق مع فرقة الاناشيد، غ ان اسم فهد نجار غاب عنا اما، رغم ان اغانيه محفوظة على السنتنا وفي ذاكرتنا، ولكنها للأسف نُسبت لغ ه من الفنان . يبدو ان هذا الفنان كان صاحب حظ سيء منذ البداية فأول اغنية غناها كانت أغنية »يا ريتني ط لأط حواليك« من ألحان يحيى اللبابيدي، وسجلها في حيفا لشركة بيضا فون للأسطوانات، ولكن ولسوء حظه فقد حضر فريد الأطرش إلى فلسط في أوائل الأربعينيات وسجل نفس الأغنية، وبسبب شهرة ونجومية فريد الأطرش التي طغت على معظم المطرب في ذلك العصر، فقد اشتهرت الأغنية بصوته أك من شهرتها بصوت صاحبها الحقيقي وهو المطرب فهد نجار. بعد النكبة واغلاق اذاعة هنا القدس انتقل فهد نجار الى العمل
في الاذاعة الاردنية والتي كانت تبث من رام الله بداية ثم من ع ن، وقدم مجموعة رائعة من الاغا منها: على جناح الط .... لأبعث سلامي واقول يا مسا الخ أول كلامي ...... طولتوا علينا كث وبتقولوا بك كتب كل ت هذه الاغنية ولحنها الفنان جميل العاص، وغناها من بعد فهد نجار ، الفنان اس عيل خضر فكانت افضل اغانيه وبوابة دخوله للفن، وظلت تنسب له وضاع اسم صاحبها الاصلي.
117