Page 27 - Baghdadiat-RightToLeft
P. 27

بغداديات 20
عيناك يا بغداد أغني ٌه / ُيغنى الوجود بها ويخت ُصر
منغرز في اع قي منذ الطفولة صوت المذيعة كوثر النشاشيبي عبر الاذاعة الاردنية في برنامج رسائل شوق، كنت اسمع البرنامج لشدة اعجا   قدمته الف وزية الرحبانية: جسر العودة ،،،، جسر العودة ................ يا جسر الأحزان أنا س ّميتك جسر العودة المآساة ارتفعت، المآساة اتسعت ................ َو ِس َع ْت، َسطَ َع ْت بَلَ َغ ْت ح ّد الصل ِب ................ َم ْن صلبوا ك ّل نب  ٍّي صلبوا الليلة شعبي ***** تقفون كشجر الزيتون، كجذوع الزمن تقيمون ................ كالزهرة كالصخرة في أرض الدار تقيمون وسلامي لكم يا أهل الأرض المحتلة ................ يا منزرع   نازلكم ................ قلبي معكم وسلامي لكم من خلال هذا البرنامج، وعلى حافة جسر العودة، كان النازحون المُقتلعون من وطنهم يتلقفون اخبار من ظلوا منزرع  هناك.
لف وز وللرحابنة في اعناقنا كفلسطيني  دين كب ، من منا سينسى: س جع يوما خبر  العندليب، وشوارع القدس العتيقة حيث ترحل عيوننا كل يوم، لتعانق الكنائس، و سح الحزن عن المساجد، وبلد يستشهد فيه السلام، ويب  الطفل مع امه مريم في المغارة، ويظلان يبكيان في انتظار غضب ساطع. كانت ف وز في العشرين من عمرها ح  تزوجت من عاصي رحبا ، الذي كان قد وقع للتو عقدا مع المذيع احمد سعيد مدير اذاعة صوت العرب من القاهرة، لإنتاج اناشيد خاصة بالقضية الفلسطينية بعد مرور 7 سنوات على النكبة، رأى الرحابنة ان ما انتج حتى حينه كان حزينا وبكائيا، وصم  على اضافة ما يستنهض الهمم. بعدها زارت ف وز القدس وتجولت في شوارعها القد ة، وتحادثت مع سيدة فلسطينية اهدتها مزهرية، وقالت لها انها هدية من الناطرين للغضب الساطع. وهكذا ولد البوم ف وز الشه  "القدس في البال" ليضم اغا :
يافا، بيسان، زهرة المدائن، أنا لا أنساك فلسط ، القدس العتيقة، جسر العودة، غاب نهار آخر، سيف فليشهر.
نعم لف وز وللرحابنة في اعناقنا: افرادا وأمة عربية دين كب ، لقد جعلوا صباحاتنا اك  اشراقا، ومشاعرنا اك  رومانسية، وذائقتنا الفنية اك  تنوعا، لقد زودونا  فردات ونغ ت واجواء تجعل ذكريات الطفولة والصبا والحب اك  القا ودفئا وحميمية. وكأمة عربية سنظل مدين  لهم على ما قدموه من مجد غنا  لعواصم ومدن العروبة، سنظل نذكر الاسكندرية وع ن والشام وب وت ومكة وبغداد. سنذكرها بصوت ف وز وبالحان وكل ت الرحابنة وسعيد عقل. نعم سنظل نذكر محاسن سعيد عقل وننسى مساوئه، ونقول ليته احسن ختامه، و  ينحرف نحو العنصرية البغيضة. استغرب احدهم ان تكون اجمل اغنية عن مكة المكرمة من تأليف مسيحي ومن غناء مسيحية وتلح  مسيحي فسأل الشاعر اللبنا  سعيد عقل لماذا كتبت وانت المسيحي اغنية ف وز الشه ة "غنيت مكة"، فقال له: والله كتبتها كرمال هالفلسطيني، وكان يقصد
صبري الشريف.
الفلسطيني صبري الشريف كان الاخ الثالث للاخوين عاصي ومنصور الرحبا ، فبعد ان ترك ادارة اذاعة الشرق الأد  تولى إدارة وإخراج أع ل الرحابنة في أواخر الخمسينيات، وطوال عقد الستينيات من القرن العشرين. ومن دون صبري الشريف ما كان في إمكان أع ل الرحابنة أن تكون على مثل ذلك البهاء والإتقان. الشريف   يكن سوى واحد من ب  عرب وفلسطيني  كث ين اسهموا في مس ة الرحابنة، ومن ب  هؤلاء الفنان الفلسطيني ابن قرية بيت دجن قضاء يافا عبد العزيز حس  أبو شاويش والمعروف فنيا باسم محمد غازي، والملقب  لك الموشحات، وقد إشتهر بتأدية موشح "يا شادي الألحان" مع الفنانة ف وز، "يا وحيد الغيد" و "حجبوها عن الرياح لأ  قلت يا ريح بلغيها
السلاما" و "يا غصن نقا"، وغ ها.
كان العا  وقتها اك  حبا واتزانا واقل عنصرية وعنجهية. غنت ف وز للدول العربية ولكن من دون ان تذكر زعيمها لا بخ  ولا شر، ومن طريف ما يروى ان الاذاعة اللبنانية منعت بث اغانيها 7 اشهر طوال عقابا على رفضها طلبا رسميا للغناء للرئيس الجزائري الاسبق هواري بومدين. الطلب ذاته تكرر، وتكرر معه الرفض الرحبا ، ولكن دون عقوبة هذه المرة، تكرر في بغداد التي زارتها ف وز والرحابنة ذات يوم من صيف العام 1976. تقول الروائية العراقية انعام كججي عن ذلك اليوم: "استمعت إليها تغني
بقاعة الخلد، والحضور في حالة وجد وانخطاف: بغدادوالشعراءوالصوُر.........َذَهُبالزمانوضوُعُهالَعطُر.........ياألفليلَةياُمَكّملةالأعراس/يغسلوجهكالقمُر
29


































































































   25   26   27   28   29