Page 29 - Baghdadiat-RightToLeft
P. 29
الحقيقة ان الكل ت الاصلية للأغنية تحمل أي عبارات غزل ومشاعر حب، بل فقط عبارات شكر وامتنان. حاول الانكليز احتلال العراق ابتداء بالبصرة سنة 1914، وحشدوا جيشهم قرب شبه جزيرة الفاو، فقاتلهم صبري افندي تحت امرة القائد التر سلي ن باشا المسؤول عن جبهة البصرة. بعد هز ة الأتراك وسقوط المدينة، انتحر سلي ن باشا، وقرر صبري افندي التقاعد من الوظيفة رغم ان حاكم البصرة الانجليزي عينه قائم مقام، وظل يعتبر الانكليز أعداء، واتخذ نفس الموقف بعد تأسيس الحكومة العراقية الاولى لاعتقاده بأنها تكن حكومة وطنية وإ ا حكومة تخدم الاحتلال. واليوم لا يزال شاهد قبر المرحوم صبري محمد سل ن، 1875 – 1963 يحمل عبارة: "صندوق أم البصرة". لكن هذا القبر وذلك الشاهد، وكل المواقف الشجاعة والس ة النبيلة، ُحفظت من خلال الاغنية، اك بكث م حفظتها الكتب. العراق ك غ ه من الاقطار عاش في تلك الحقبة مرحلة الضياع والتشتت، ووقع فريسة الاختيار ب امرين احلاه مر: ب من يصدق وعود التحريرالبريطانية،وب منيعتقدانالاتراكسليليالخلفاءالعظاموانطاعتهمواجبة،ب منيحنللأتراكالعث ني بطرابيشهمذاتاللون)الُرّما (،وب منيتأمل خ ا من البريطاني ببشرتهم البيضاء المائلة للون الاصفر ك لون حبات )النومي(. وهذا ما ارادت الاغنية ان تقوله وتشرحه وتعطي موقفا منه: چلچل علي الرمان .............. نومي فزع لي .............. هذا الحلو ما اريده .............. ردونـي لأهلي يا ه لا تنطرين .............. بطلي النطارة )الانتظار( .............. واللي أريده يص .............. ماكو كل چاره )حل( كلچن يا مظلومات .............. للكاظم امشن .............. عد سيد السادات .............. فكن حزنچن
يعرف صاحب الكل ت، الذي اعطى موقفا واضحا ضد هذا وذاك، ورفض الوصاية على شعبه، ودعاه الى التوقف عن الانتظار ، والتخلص من الحزن، ومباشرة الفعل، لان هدفه النبيل سيتحقق، ولأنه لا يوجد حل الا بتحقيق هذا الهدف وهو العودة الى الذات والاهل. ابدع في غناء هذه الاغنية مطرب المقام الاول يوسف عمر، واضاف اليها وأجاد في غنائها حس الاعظمي، وظلت تتردد بحناجر الكث ين، الى ان جاء المدعو إلهام المدفعي، فغناها على غيتاره اللع ، وكاد ان ينحرها. وفعل مثله ايضا المدعو حمزة
رة ح غناها على البيانو.
سيقول البعض انه غناها بإحساس، وبفيض من مشاعر الحب، وانا سأقول انه ليس مطلوبا من المطرب حتى ينجح ان يغني باي إحساس سوى احساسه بروعة الكل ت بحد ذاتها، وبج ل الموسيقى بحد ذاتها وان زج ب الاحساس ، ليصبحا جنسا واحدا يستحيل فصل مكوناته، فنص كل قرأنا الكل ت قرأناها منغمة بلحنها، وكل استمعنا الى الموسيقى نطقنا الكل ت لا شعوريا، لا ان يستعطف الجمهور ويسترضيه ويتسول منه الاعجاب بأداء حساس، ومشاعر ثيلية. هذا هو الـ X Factor، العامل المجهول
الذي يجعلنا نحب فلانا ولا نحب فلان رغم انه يؤديان ذات الاغنية.
بغداديات 22 طاقية الجواهري
لا يعجبني مديح الاشخاص ابدا. قد اتسامح مع مديح الج عة او الموقف ح يأ مجردا من الشخصنة ومسببا ومعللا، ولكنني اظل افضل التعاطي مع مديح الافكار، سأعترف انني خالفت هذه القاعدة، وبكل سرور، وبشكل متكرر، وسأظل اخالفها واتسلل الى اليوتيوب لس ع الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري وهو دح العاهل الارد الملك حس . قبل هذه القصيدة حفظت للشاعر قصيدة اخرى درسناها في المنهاج المدرسي ويقول فيها: فاضت جروح فلسط مذكرة جرحا بأندلس للآن ما التأما ........ يا امة غرها الاقبال ناسية ان الزمان طوى من قبلها ام سيلحقون فلسط باندلس ويعطفون عليها البيت والحرما ........ و يسلبونك بغداد و جلقة و يتركونك لا لح ولا وض بالمدفع استشهدي ان كنت ناطقة ........ او رمت ان تسمعي من يشت الصم
بقامته الفارهة ولكن المسنة والمتعبة، وبالطاقية التي تكن تفارق رأسه ابدا، حتى خلال النوم، وبسنوات عمره الاربع والتسع يومها، ارتجل الجواهري امام الملك وحاشيته قصيدة:
31