Page 38 - Baghdadiat-RightToLeft
P. 38

لن تستطيع مجاراتهم في التمييز ب  كاف المخاطب تذك ا وتأنيثا، فهم يقولون سألتك للمذكر وسالتج للمؤنث، احترمك للمذكر واحترمج للمؤنث. سوف تتعايش مع اصرارهم على ان العربية هي لغة )الظاد( فحرف الضاد غ  موجود على السنتهم لسبب مجهول، رغم انهم يتقنونه كتابة. ستبدأ بترديد عبارة الاستفهام الشه ة )شاكو ماكو ؟(  ناسبة ودون مناسبة، وستكون جاهزا للرد إن وجهت اليك، بعبارة )كلشي ماكو(، وكأن هذا الـ ماكو ) الصفر، اللاشيء( يحتاج الى توصيف او قياس. لن يزعجك تحديهم لك  فردة جديدة وعجيبة، كل  اجتهدت وفهمت واحدة من مفرداتهم العجيبة الكث ة، فاذا ما اعلنت معرفتك ان كلمة جام تعني زجاج، سيتحدونك قائل : زين تعرف شنو يعني
جامخانة؟واناستطعتتفس شتيمةمثلدماغ ِسزاوادب ِسز،سيقولون:خوش،بستعرفشنويعنيزوجاومخبل؟
وان عرفت ان بزونة هي القطة، سيصدمونك بان شاذي يعني قرد بلهجتهم، وان خاشوكة وجطل تعني ملعقة وشوكة، وان القوري هو ابريق الشاي واما القوطية فهي العلبة. وان استطعت ارجاع كلمة الى اصلها مثل كلاوجي )نصاب، وهي مأخوذة من كلمة Clawn بالانجليزية أي مهرج( سيفاجئونك بكلمة أخرى لا مرجع ولا اصل لها مثل لو  وتعني انسان متملق ومصلحجي. لن تستنكر النشاز والخلط في جعل اللام الشمسية قمرية، والقمرية شمسية، ستعرف مع المدة ان لذلك دواعي سرية يتطلبها التلح ، فكل عراقي اما شاعر او ملحن او مغني، او ضارب ايقاع. يستطيع العراقي ان يصنع من أي مخلفات كلامية مرمية على جانب الطريق بيت دارمي او ابوذية او عتابا او زه ي او نايل او موال او هوسة، ويستطيع العراقي ان يلحن أي كلام مكتوب حتى لو كان فصل تضاريس في كتاب جغرافيا، وكلهم يستطيعون الضرب على الدنبك وهو طبل اسطوا  طويل ورفيع، لا  كن النقر عليه الا بالأصابع لصغره، ولكنه يصنع صوتا مرعبا متواليا كراج ت الصواريخ، ولا  كن للعراقي ان يسمع قصف الدنبك وان لا يرقص ولو جالسا. لا يتوقف العراقي عن نحت الكل ت ابدا، منذ نحتوا عبارة سرور من رأى لتص  سامراء، وهم ينحتون العبارات، لقد صنعوا من ماركة الرز الشه ة Ten Men اس  جديدا للرز هو  ن، واسموا الشاورما كَص لأنها تقص قصا، واما خبزهم اللذيذ معيني الشكل المسمى صمون، فقد اخذ اسمه من اسم صانعه الارمني سيمون.
واماالمنوالسلوىالمذكورةفيالقرآنفقدجعلوهااس لحلواهمالشه ةمّنالس .
 يل العراقيون الى اختصار الكلام لأسباب مجهولة، فهم لا يقولون: الله  سيك بالخ ، بل يكتفون بكلمت  فقط: الله بالخ ، ويقولون إش ًكد؟ بدلا كم السعر مثلا، وإشلونك بدلا من كيف حالك؟. يقول العراقيون أن أصل إشلونك هذه يعود إلي القرن السابع عشر عندما اصاب الطاعون مدينة بغداد فكان المصاب  ر بثلاثة مراحل يتلون جسمه خلالها بالأحمر ثم الاصفر فالأزرق!! وكان الناس يسألون عن الشخص المريض ايش لونه؟ فإذا كان احمر او اصفر يدعون له بالشفاء، وإذا كان باللون الثالث الازرق يدعون له بالرحمة. لا يتوقف العراقيون عن تأليف حكاية لكل اسم، واذا اعجبتهم الحكاية سيتمسكون بها رغم ادراكهم لعدم صحتها العلمية، ومن ذلك قولهم ان رقص الـ هجع، جاء اختصارا لعبارة "هل ّموا لشرب الجعة" ح  كانوا يتنادون لشربها في اماكن اللهو والغناء والرقص، وان مدينة طويريج   تأخذ اسمها من تصغ  كلمة طريق او طريج بلهجتهم،
ك  هو منطقي ومتوقع، وا ا من قول مهندس هندي سألوه: ما الذي تريد شركتك تنفيذه هنا في منطقة الهندية بالفرات الاوسط؟ فاجاب TWO WAY REACH.
بغداديات 28
نوحي على العافوج يا روحي نوحي
لا يقع العراقي في الحب كغ ه، انه يغرق فيه حتى شوشته، ويتقمص على الفور شخصية مجنون ليلى، فيس  ها ا على وجهه، سارحا بخياله، ويتحول الى شاعر مستهام، ويبدأ على الفور بتلح  اشعاره، او رسم وجه محبوبته. اعرف هؤلاء اعرفهم جيدا،  ضون ليلهم ونهارهم في مرسم صغ ، يرسمون ويأكلون ويشربون العرق وينامون داخل المرسم الصغ ، ويرفضون بيع لوحاتهم، الا عندما يعضهم الجوع، سيجلس هذا العاشق –لامحالة- في البار ليشرب خمرا ويلقي شعرا. للعراق تاريخ حافل مع شعر واغا  الخمريات، تاريخ يبدأ بلقاء جلجامش ملك الوركاء الحزين على موت صديقه الحبيب انكيدو، مع آلهة النبيذ سيدوري، والتي تنصحه بعيش اللحظة والاستغناء عن رحلته الشاقة للبحث عن الخلود. تاريخ طويل يتواجد الخمر في تفاصيله، حتى ان الفتح الاسلامي للعراق ايام الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حفظ بقصة الفارس المقاتل
ابو محجن الثقفي، والذي فر من عقوبة الحبس لإدمانه على الكحول، فشارك في القتال بشجاعة واستبسال. واوصى بعد جلده وقبيل موته منفيا: إذا مت فادفني إلى جنب كرمة ...... تروي عظامي بعد مو  عروقها ولا تدفنني بالفلاة فإنني ...... أخاف إذا ما مت أن لا أذوقها
40


































































































   36   37   38   39   40