Page 39 - Baghdadiat-RightToLeft
P. 39

تاريخ كحولي بامتياز ذلك الذي سطره الخلفاء العباسيون، فمن   يكن من رواد الخمرة منهم، تساهل كث ا مع شاربيها بل ونادمهم وقربهم اليه، حتى قال ابو نواس في حضرة الرشيد: َد ِعالمسا ِجَدللـُع َّبادتَس ُكُنها......وطُْف ِبَنا َحوَل َخ َّ ٍرلَِيسِقيَنا ماقَاَلَرب َُّكَويٌلللِذيَنَسِكُروا......ولكنقالَويٌللِلُمصل ِّيَنا
سيختار العاشق العراقي البار الذي سيجلس فيه بعناية تبعا للأغا  التي يضعها صاحبه، لكل بار هوية غنائية  يزه، ومطرب واحد تتردد اغانيه على الدوام، في الغالب هو واحد من ب  هؤلاء المطرب : ياس خضر ليغني "عزاز" و "تايب " و "ليل البنفسج" و"كذاب" او سعدي الحلي ليغني "عشق اخضر" و "حبيب امك" ومجموعة من المواويل التي تب  الصخر، وتجعله يذوب، او عبد الوهاب و ام كلثوم او نجاة الصغ ة لتغني "عيون القلب" و "القريب منك بعيد" و "أيظن؟!" و "انا بعشق البحر" و "يا مسافر".
العاشقون الاك  غرقا في الحب سيختارون بارا يضع اغا  قارئ المقام الابرز يوسف عمر، "صاحي لو سكران؟" و "فراقهم بكا " و" يا كليبي" ياقليبيسلوذوبسلوتفطر......وإجريالدمعياع من َجفنيالاحمر نوحي نوحي، نوحي على العافوج يا روحي نوحي ...... جم مرة اكلك جوز لا تعض خدي خوفي الاثر ينشاف وإلا آنه ودي ...... نوحي نوحي نوحي على العافوج ياروحي نوحي ريت العزيز يص  مكلد ولبسه ...... ب  النهد والجيد سنت  أحبسه نسبة الكحول في هذه الاغا  تتجاوز بكث  نسبته في  يقدم من مشروبات روحية. تقدم هذه البارات اصناف الب ة المس ة جميعا على اس ء مؤنثة كـ "فريدة" و"شهرزاد" و"كهرمانة" و لؤلؤة" و سنابل". وتقدم ايضا وهذا الاخطر عدة انواع من العرق مثل: عرق ابو نواس بزجاجته الخضراء ذات العنق الطويل او الزحلاوي او المستكاوي او العصريةاوالمسّيح)بتشديدالياء(.ويبقىافضلهابحسبالخبراءعرقبعشيقة،نسبةالىتلكالقريةالوادعةالمس ةبعشيقةوالواقعةفيمنطقةالموصل.لايتجاوزعدد سكان بعشيقة ال 70 الفا رغم انهم ينتمون ل 6 ثقافات مختلفة، يشربون كلهم ويصنعون عرق هذه البلدة المشهور بجودته، وهي جودة مستمدة من جودة مياهها وطيب رائحة ال رزنايج )نبات شبيه بالشومر واليانسون( الذي يضاف للعرق بعد تقط ه .
تستورد التمور التي يصنع منها هذا العرق من الجنوب الشيعي، لتصنعه ايادي المسيحي  والأزايدة، فيص  "حليب سباع" يُصدر فيشربه العراقيون كردا وعربا وترك ن وارمن، سنة وشيعة وصابئة وبهائي ، ومن مختلف الملل والنحل، ويبكون احبتهم شعرا مع الكأس الثالث. وما ان يصدح احدهم بـ )أبوذية( حتى يرد عليه عاشق من طاولة اخرى ببيت يعارضه او يزاود عليه، يشتعل البار شعرا، تدور الاقداح والانتخاب، تقترب الطاولات وتتقارب الارواح، يسري نسيم التضامن ب  العشاق، ترق الاحاسيس تصبح شفافة وعطوفة. والأبوذية عند العراقي  هي العتابا لدينا، ولكنها لا تنتهي بالف وباء، وا ا بياء مشددة، يكتبها العراقيون متبوعة بحرف الهاء بدلا من الالف المقصورة، وقد جاء نحت اسمها من كلمتي )أبو( و )أذية( لأن صاحبها لا ينظمها عادة إلا إذا أصيب بحادثة مؤلمة تث  شجونه فيفصح بها عن آلامه، في  يشاركه الآخرون اما تضامنا او
شرحا لآلامهم الخاصة. ومن ذاك ما جرى ب  هؤلاء: وحق خمر الذي ينبع من شفاك ......... اموتن بس أرد وأحيا من شفاك شفاي وفرحتي وعيدي من شفاك ......  ن حبك دوا الكل داي بيه ***** مثل جنح الفراشه شفاك ورقة ...... وربيع الشوك منك راد ورقة كل بوسه حبيبي اعطيك ورقة ...... واذا حلق بحلق دفتر هديه ****** سكر كاس الخمر من ذاق نفسك ...... وأكو غ ك حلو، بس ماكو نفسك اريدك يا حبيبي إتبوس نفسك ...... بس بداخلك تنويها اليه ****** غزل عينك رهن روحي وجرهه ...... وشعل ن ان البقلبي وجرهه اريد ا سك بشفتك واجرهه ...... حتى انقل ذنوب البيك اليه ****** صرت قهوه لحبيبي بوسط فنجان ...... فن انس اللي يوصله فن جان اذا العاقل نظرلك نظره فنجن ...... وانا المجنون وتقلي انظر اليه *******
41


































































































   37   38   39   40   41