Page 66 - Baghdadiat-RightToLeft
P. 66

مظفر: انت تقلي كفاح مسلح يعني عندي مسدسي الخاص، وما احتاجه هدية. صدام بغضب: ما تطلع من عندي الا لما توخذ هديتي. وافق مظفر على قبول الهدية، لأنه شعر من طبيعة الاسئلة ان هناك عميلا للسلطة في مرتبة متقدمة داخل الحزب الشيوعي، واراد تنبيه رفاقه لذلك، نادى صدام الحاجب وامره باخذ مظفر الى البيت بسيارته الخاصة.
رفض مظفر قائلا: اذا رحت من هنا الى البيت وبسيارتك يعني انتو شريتو !!! فضحك صدام وامر بإعادته الى السجن ثم الافراج عنه بالطرق العادية، واعادة جواز سفره اليه.
طاف مظفر العا  منفيا، لا يصحبه الا الحن  لعراقه الخاص، طاف وطاف ثم عاد ولكن بعد سقوط بغداد، عاد لعراق غريب الحاضر، مجهول المستقبل، عراق يكاد يكون ليس له وليس لغ ه، تراه ما زال يقول: حتى ثيا  كانت علي غربة....... ك  صرح ذات ليلة من ليل البنسفج، تراه ما زال يبحث عن طعم تلك الليلة ولا يجد.
تشارك مظفر مع الدكتور الفنان سعد الحديثي، في غناء قصيدة )عشائر سعود( بانسجام تام، في هذه القصيدة يختلط الشجن بالكلمة بالثورة، يصبح الدم سرجا لصهيل خيل تقدح حوافرها شررا نحو عنان الس ء، فتحرق زهور الارض وتحيلها سوادا، في هذه القصيدة، عيون الخيل ك  عيون الرجال تقدح بارودا، ولأجل سعود؛ لا تراجع، فالموت ولا المذلة، ولو اصبحت الدماء نهرا، فان الثوار سيعبرونه نحو مص هم.
في هذه القصيدة يبعث مظفر بسعود الى الحياة من جديد، ويرسله بكل هيبة الى الدولة على م  الف قارب )مشحوف(، كل واحد منها يشبه عينا مكحلة .... مس ة الالف قارب تس  بكل هيبة الى الدولة ويحفها الآف الرجال على ضفتي النهر بعيون مشتعلة.
بغداديات 43
عريان يكتب لأهله على ورقات دفتر البافره
ادهشني كث ا وقوف مظفر النواب على المسرح وغناؤه المشترك  نتهى الانسجام والتناغم مع الدكتور سعد الحديثي، وقلت في نفسي: لا يكون هذا الانسجام الا ب  صديق  عاشا طويلا، وكنت اظنه  من جيل  متباعدين، و  اعرف انه  كانا رفيقي نضال وزميلي سجن، لاحقا استمعت الى الشاعر المرحوم عريان سيد خلف يقول التالي: »كنا مجموعة من الرفاق الشيوعي  في السجن، وسمعنا خبرا مفرحا مفاده ان ايران القت القبض على مظفر النواب وسلمته للعراق، مصدر فرحنا كان ان مظفر بلا اد  شك سيسجن معنا، وعندها سأشاهده واستمع لأشعاره وقد اسأله ان يستمع لبعض محاولا ، جاء مظفر، وبعد طول تردد قرأت عليه بعضها، فقال لي: ليش ما تشوفلك شغلة ثانية غ  الشعر! . اصابني الاكتئاب لأيام، وبعد اسابيع طلب مني الرفاق اعداد قصيدة لإلقائها في احدى الاحتفالات بالسجن، بدأت الالقاء وعيني لا تريان الا مظفر ورفيقه سعد، بعد مطلع القصيدة هتف مظفر بفرح : انت الآن شاعر ، انت الآن شاعر ، أكمل. ولكنني   استطع ان اكمل لشدة فرحتي. بعدها حفر مظفر نفقا تحت ارض السجن وهرب«. ظل عريان وفيا للنواب واهداه قصيدة جميلة يقول فيها: اعز من روحي اعزك ..... وانت اعز مني
يا حسبة عمر خاويتها من اصباي بطلت صفنتي وما بطلت مني اجس كلبي الفضي متعوب حد الويل ..... وادعي للصبر عن لا يفشلني
جسيت الليالي  رود الحلوات ..... وليالي العمر بالشيب جسني اضحك للبكا حد شرهة المنكود ..... وابجي ابكل مزنتي ابطور المغني
لا زحت الحيا ولا ضيعت معروف ..... ولا خنت الوفا وربعي اجفلوا مني اكابر ع الشدايد حد مصب الع  ..... واسكت لو دثو من الناس لاسني
68


































































































   64   65   66   67   68