Page 78 - Baghdadiat-RightToLeft
P. 78

إنهم الاكراد، قوم شاء الحظ ان يعيشوا ب  العرب وفارس، ولكنهم   يصبحوا )أعراب فارس( و  يص وا )عجم العرب( . قلبي مع الاكراد المظلوم  في ايران الظالمة وتركيا الفاجرة والقطر السوري المأزوم والعراق المقسوم. يقول المثل الكردي: »سيان بالنسبة للشجاع عد ّو واحد أم ألف عدو«، ويضيفون: »لا نستطيع سلخ جلدين من دب واحد«.
لطالما احببت الاكراد، احببت ارضهم الجبلية ذات المناخ الاك  اعتدالا، واحببت ينابيع المياه الحارة والباردة التي تتدفق من ارضهم، والشلالات التي تنشر البهجة والانتعاش مع رذاذ الماء محمولا على النسيم العليل. يقول المثل الكردي: »موج الروح أقوى من موج البحر«. واحببت ماكولاتهم وطريقة صنعهم للكباب، متبوعا بكاس ل  اربيل المميز، احببت عربيتهم المكسرة، وكيف يقلبون الضاد زا ًء فتص  )قزيتنا مثل قزيتهم(، ولطالما احببت عنايتهم بج لية الحرف العر  ومهارتهم في تخطيطه. يقول المثل الكردي: »
لا يوجد من هو أنشط من الغزال لكنه لا يأكل إلا نصيبه«.
ولطالما احببت ازيائهم التراثية الجميلة وطريقة استخدامهم الكوفية كع مة، واحزمتهم العريضة ذات الاستخدامات والمآرب الكث ة، واحببت دبكتهم الشعبية وطبلهم الكب  والمزمار، ولطالما قدرت حجم اصرارهم على صيانة هذا التراث من لغة وازياء ودبكة. يقول المثل الكردي: »بدون لغة يضيع الشعب« .
ولطالما تضامنت مع الاكراد ولا ازال، في اصرارهم على حفظ هذا التراث، والوقوف في مواجهة دول وانظمة ظلت تضطهدهم باستمرار، وتحرمهم من حق التساوي في المواطنة، وحق الت يز الثقافي الذي يضفي تنوعا جميلا. وه  حقان اساسيان من حقوق اي اقلية مه  كان عدد ابنائها. يقول المثل الكردي: »حتى الام لا ترضع طفلها الا عندما يب «. ويقول مثل كردي آخر: »100 رجل يشكلون كتيبة، ولكن امرأت  تشكلان قافلة«.عندما تفشل الدولة في تذويب سكانها في بوتقة المواطنة، وعندما تفاضل ب  مواطنيها على اساس عرقي او مذهبي او ديني، يصنع المستضعفون دروعهم ويتمترسون خلفها، يحصل ذلك في كل مكان وزمان، حصل مؤخرا في جنوب السودان، وها هو يحصل لغ  سبب في قطالونيا الاسبانية واقليم كيبك الكندي، وهناك )رغم الاختلاف الكب  في الظروف والمعطيات والحقائق التاريخية( من يتوقعه للفلسطيني  في اسرائيل. وإذا ما استمرت السياسات الحالية في غ  مكان من عالمنا فان مظا  كث ة ستنشأ وستتلوها مشاعر انفصالية تتحول الى حركات. يقول المثل الكردي: »ب  القول والعمل جبال عالية«.
سيظل امام الكردي سؤال الهوية، وهو سؤال مطروح علينا كفلسطيني ، وسيص  سؤالا حديا في مستقبلنا المجروح. في قصيدته عن الكرد يقترح محمود درويش الانتصار على الهوية باللغة، والانتقام باللغة من الغياب، رغم ان للكل ت حيلتها لصيد نقيضها، ويضيف: ان الكرد يقتربون من نار الحقيقة ... ثم يحترقون مثل فراشة الشعراء.
ِ بغداديات 50 وأشعملت الروزنة قمتي ســديتهه؟!.
يعجبني ان تتنافس الموصل وصفد وب وت وحلب على الاحقية باغنية الروزنا وان تنسج كل مدينة حكايتها الخاصة عن قصة هذه الاغنية التي ابدعتها فنانات كث ات على راسهن ف وز. لست شعوبيا ولا اقليميا ولا قطريا ولا عنصريا، وخاصة ح  يتعلق الامر بالشعر والفن، بل ان اك  ما يعجبني من قصائد محمود درويش قوله »كل قلوب الناس جنيستي، فلتسقطوا عني جواز السفر«. يعجبني ان اللبنا  مارسيل خليفة ابدع في تلح  وغناء الفلسطيني درويش، ك  ابدعت ام كلثوم في غناء السودا  الهادي آدم، والتونسي ب م، والفارسي الخيام، والباكستا  اقبال، والسعودي الفيصل. ويعجبني ان يبدع الملحن العراقي كنعان وصفي في تلح  اناشيد الثورة الفلسطينية، في  يبدع الفلسطيني رياض البندك في تلح  اناشيد الحقبة الناصرية، وفي التلح  لوديع الصافي وفي اكتشاف السورية فايزة احمد والتي ستغني بالمصرية الخالصة اشعار
السوري نزار قبا .
ك  يعجبني ان اغا  الجفرا التي ابتدعها ابن قرية الكويكات في قضاء عكا احمد الحسن وهو يتغزل بابنة عمه رفيقة الحسن، قد اصبحت لونا غنائيا في سائر بلاد الشام، ويعجبني اك  ان يؤرخ قصتها العجيبة الشاعر الفلسطيني عز الدين مناصرة، فيلتقطها الملحن والمغني اللبنا  مارسيل خليفة فيصنع منها جوهرة فنية خالدة. ويعجبني ان يحفظ العراقيون لابن نابلس روحي خ ش اسهاماته الكب ة في تطوير الموسيقى العراقية. وان يؤلفوا كتبا عنه.
80


































































































   76   77   78   79   80