Page 87 - Baghdadiat-RightToLeft
P. 87
أناجرٌح شيعلىقدميِه....وخيـوليقده َّدهاالإعياُء فجراُحالحسِ بعُضجراحي....وبصدريمنالأسىكربلاُء وأناالحزُنمنزماٍنصديقي....وقليـٌلفيعصرناالأصدقاُء مرحباًياعراُق،كيَفالعباءاُت....وكيَفالمها..وكيَفالظباُء؟ مرحباًياعراُق..هلنسَيتني....بعَدطوِلالسن ِ سامـّراُء؟ مرحباًياجسوُريانخُليانهُر....وأهلاًياعشـ ُب...ياأفياُء كيَفأحبابُناعلىضفِةالنهِر....وكيَفالبسـاُطوالنـدماُء؟ كان عندي هـنا أم ُة ح ٍّب .... ثم ضاعت أم الحسـنا ُء أيَنوجٌهفيالأعظمّيِةحلٌو....لورأتُهتغاُرمنُهالسـ ُء؟ إننيالسندباُد..مّزقُهالبحُر....وعـيناحـبيبتيالمـيناُء مضَغالموُجمركبي..وجبيني....ثقبتُهالعواصـُفالهـوجاُء إ َّن في داخلي عصوراً من الحز ِن .... فهـل لي إلى العـرا ِق التجا ُء؟ وأنا العاشـ ُق الكب ُ .. ولكـن .... ليس تكفي دفاتـري الزرقـا ُء تفاعل الجمهور اشد التفاعل مع هذا الجزء من القصيدة، ومع بقيتها الطويلة التي تتحدث عن فلسط بعد مرور عام على النكسة، وتحدث عن النفط وقريش وعن جدوى الشعر ح يص ارنبا خشبيا وبهلوانا يتسلى برقصه الخلفاء، او فأرا همه الغذاء، وتساءل: يُصل ُب الأنبيا ُء من أجل رأ ٍي .... فل ذا لا يصل َب الشعـرا ُء؟ الفدا ُّ وحدُه..يكتُبالشعَر....وكـ ُّلٍالذيكتبناُههـراُء وحدويّون! والبلا ُد شـظايا .... كـ ُّل جزء من لحمها أجزا ُء ماركسّيوَن!والج هُ تشقى....فل ذالايشبـُعالفقـراُء؟ قرشّيوَن!لـورأتهمقريـٌش....لاستجارتمنرملِهاالبيداُء لا ـ ٌ يج ُ ناأويسـاٌرتح َت....ح ِّدالسك ِ نحُنسواُء صار حديث الجمهور والمهتم من هي الام ة الحسناء ذات الوجه الوضاء الذي تغار لو رأته الس ء؟، من هي حبيبة السندباد نزار قبا التي تطاول سامراء وتغفو في حي الاعظمية على ضفاف النهر ؟.
تعجز مخابرات الرئيس العراقي احمد حسن البكر عن ايجادها ومعرفة اصلها وفصلها، واسباب رفض والدها، فارسل اليه الرئيس البكر وفدا رئاسيا كب ا يتقدمه الشاعران: الشاعر شفيق الك لي وزير الشباب والشاعر شاذل طاقة وكيل وزارة الخارجية ايامها. وافق الوالد على زواج بلقيس التي كانت واحدة من اجمل جميلات بغداد، من الشاعر نزار قبا بعد ان تش ّهد بوحدانية حبه لبلقيس، تزوجا وغادر القبا بغداد برفقة نخلة بغدادية ظل يقول لها كل صبا ٍح: صباحك سكر، وكل عا ٍم: ك ُل عام وانت حبيبتي.
ماتت بلقيس بعد 13 عاما من زواجه في تفج انتحاري استهدف مبنى السفارة العراقية في ب وت حيث كانت تعمل، يقول نزار قبا : »كنت في مكتبي بشارع الحمراء ح سمعت صوت انفجار زلزلني من الوريد إلى الوريد ..... ظلت بلقيس تحت الانقاض 15 يوما، وظل ياسر عرفات يظهر ويختفي في منطقة السفارة التي صارت ركاما، كان يقعد بالساعات الى جانب ام بلقيس يواسيها«. يضيف نزار قبا : »تحولت بلقيس الى غ مة بنفسجية ... وياسر عرفات حول جنازتها الى مهرجان للعزة والكرامة وشيعها
ك يشيع الابطال، عندما رجعنا من الجنازة، بدأ القائد الفلسطيني يتكلم عن بلقيس الراوي ...
وبدأ اللغز ينكشف. قال عرفات : في آذار 1968، وكنا خارج من معركة الكرامة، جاءتني الى منطقة الاغوار في الاردن فتاة عراقية فارعة القامة، وطلبت مع زميلاتها في ثانوية الاعظمية للبنات في بغداد، تدريبهن على حمل السلاح، وقبولهن مقاتلات في صفوف الثورة الفلسطيني ...... كنا سعداء بأن تنضم الى الثورة الفلسطينية زهرات من ارض العراق .ودارت الايام وكتب لنا القدر ان نواصل نضالنا في لبنان، ك كتب لبلقيس أن تعمل في سفارة العراق في ب وت . وذات يوم، كنت مدعوا للعشاء لدى احد الاصدقاء في ب وت، فاذا بالفتاة ذات القامة الفارعة، التي جاءتني متطوعة الى الاغوار قبل عشر سنوات تدخل، ومعها ذكريات نصرنا الجميل في الكرامة وتصافحني بح سة رفيق السلاح ...... هل تعرف يا نزار أن الفتاة التي تزوجتها انت، في بعد، هي رفيقة السلاح التي جاءتنا الى الاغوار، واكلنا معها خبزاً .. وزيتوناَ ..؟ بلقيس الراوي تكن
زوجتك، بقدر ما كانت ابنة الثورة الفلسطينية ... ’ يختم نزار قبا شهادته عن ياسر عرفات وابنته بلقيس قائلا: ذهبت في اليوم التالي الى مقبرة الشهداء لأزورها فوجدت على رخامة قبرها: الشهيدة بلقيس الراوي استشهدت في 1981/12/15
89