Page 89 - Baghdadiat-RightToLeft
P. 89
لا كَال اخيتي ..... لا كسر كَلبه بجاي ..... يا بابا ..... لا كَال اخيتي حلو المعا ..... علمته يرمي سهام ..... يا بابا ..... حلو المعا صد ورما ..... لمن تعلم زين ..... يا بابا ..... صد ورما يا لماردتني ..... تكسر جناحي ..... ليش ..... يا بابا ..... يا لماردتني بطه وصدتني ..... ب الجرف والماي ..... يا بابا ..... بطه وصدتني
بغداديات 57
لميعة ع رة ب درويش وعرفات
لميعة عباس ع رة شاعرة عراقية، كانت بنت اربعة عشر ربيعا عندما علق ايليا ابو ماضي على احدى قصائدها قائلا: »اذا كان في العراق مثل هؤلاء الاطفال فعلى اية نهضة شعرية يقبل العراق؟!!« أجادت في الشعر الشعبي والفصيح بقسميه الحر والعمودي، وعدها النقاد ركنا من اركان الشعر كالبيا والسياب ونازك الملائكة. تكن مسلمة شيعية ولا سنية ولا مسيحية كانت من الصابئة المندائي ديانة، ومن اليساري نهجا سياسيا ومن الد قراطي التقدمي سلوكا اجت عيا، عارضت البعث والبعثي ، ودفعت
ضريبة ذلك.
عاشت وهي طفلة في مدينة الع رة، وفي حديث مع نشرة »جدلية« قالت عن تلك الفترة: »وجدت في لغتهم الكث من الفصحى المنسية والعواطف الحقيقية، وجدت في الع رة روح الشعر، الكل يشعر، ع ل البناء، بائعو الخضار ينادون بوزن وقافية ويؤلفون الردات للمزح وتسي الوقت خلال العمل، وكذلك الشعائر الحسينية أو مرثيات الحس ، كنت أذهب من »مرثية الى مرثية« وكنت أك الناس بكاء، تعلمنا على هذا الوزن وهذه اللمسة الإنسانية. الرثاء الحسيني يُعلم رقة القلب. تعلمنا الكرم الحقيقي
والبساطة. أهل الع رة طيبون جداً وبسطاء الى أبعد الحدود. أطيب أكلة عندنا كانت هي الخبز والبصل والملح الخشن على سطح البيت. انا أحببت كل شيء في الع رة. انتقلت الى بغداد لتدرس في دار المعلم ضمن نسبة الـ %2 ال مخصصة للمندائي في مقاعد التعليم العالمي، فعاصرت هناك السياب والبيا وعبد الرزاق عبد الواحد. كانت من اجمل بنات عصرها حتى قيل ان السياب كتب مطلع قصيدته انشودة المطر بعد ان عن في عينيها: عيناِكغابتانخيلساعةالَسَحْر........أوشرفتانراحينأىعنه القمْر عيناك ح تبس ن تورق الكرو ْم ........ وترقص الأضواء كالأق ِر في نَ َه ْر.
ظل السياب صديقها الاقرب حتى وفاته في الكويت، كانت تقول له بيتا او بيت او فكرة شعرية ف د عليها بقصيدة. وظلت يسارية مثله ومعارضة للنظام البعثي، وكان لها مآخذ على الشعراء الذين تقربوا من النظام مثل البيا وعبد الرزاق عبد الواحد ابن عمتها. هاجر ْت من العراق عام 1978، وتنقلت ب عدة عواصم. اقامت في بب وت زمن الثورة، وح كرمتها الحكومة اللبنانية بوسام الأرز تقديراً لمكانتها الأدبية تتسلم الوسام )لان الحرب الاهلية قا ة( وكتبت تقول: على أي صدر احط الوسام ولبنان جرح بقلبي ينام روى عنها الكاتب الفلسطيني المبدع صقر ابو فخر قصت طريفت اولاه مع محمود درويش والثانية مع ياسر عرفات. في إحدى المرات كانت تجلس إلى جانب ياسر عرفات، وكان محمود درويش يجلس أمامها، فراحت تتطلع إلى قس ته بروية. وعندما لاحظ محمود درويش ذلك فاجأها بسؤال محرج قائلاً: لماذا تحدق في وجهي؟ فرد عرفات على الفور: وهل تريدها أن تحدق في وجهي أنا؟! وكتمت لميعة ما حصل إلى أن جمعها إلى محمود درويش وبعض أصدقائه لقاء سريع في صالة أحد الفنادق. ف كانمنهاإلاأندفعتإلىمحمودأمامالجميعورقةفيهاشعررقيقورائقهذانّصه: أَز ْحياحبيبينظارتيَكقليلاً........لأمعنفيكالنظْر ف لون عينيك؟ هلللغروب يلانأملاخضرارالشجْر؟ أحبه ، فوالله من أجل عينيك محمود أصبحت أعشق قصر الب ْصر.
91