Page 229 - merit 43- july 2022
P. 229

‫‪227‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

    ‫في نهاية أبريل ‪2014‬‬           ‫توميسلاف نيكوليتش‬               ‫الأوكراني‪ ،‬ولكن ليس‬
  ‫تحول المشهد الأوكراني‬        ‫ورئيس مقدونيا جورجي‬               ‫بشكل أحادي الجانب‪،‬‬
                                ‫إيفانوف ورئيسة وزراء‬             ‫وإنما بشروط متكافئة‬
     ‫من صراعات داخلية‬         ‫سلوفينيا ألينكا براتوشيك‬         ‫مع شركائنا الأوروبيين‪،‬‬
     ‫إلى احتكاكات دولية‪،‬‬                                     ‫وذلك مع وضع الإسهامات‬
‫وأصبحت الولايات المتحدة‬          ‫ورئيس وزراء هنغاريا‬              ‫والنفقات الفعلية التي‬
  ‫وأوروبا لا تريان فيه إلا‬              ‫فيكتور أوربان‪.‬‬            ‫كانت روسيا تتحملها‬
  ‫عسكرة العالم من جديد‬                                           ‫وحدها‪ ‬لفترة طويلة‪ ‬في‬
    ‫والعودة إلى شكل من‬          ‫لم يرد أحد على الرسالة‬         ‫الحسبان‪ .‬هذا النهج فقط‬
    ‫أشكال الحرب الباردة‬           ‫إلا ميركل بأن الاتحاد‬      ‫كما نتصوره سيكون عاد ًل‬
    ‫بهدف تجاوز الأزمات‬                                        ‫ومتز ًنا‪ ،‬وهو فقط سيؤدي‬
     ‫الاقتصادية المتلاحقة‬      ‫الأوروبي أخذ على محمل‬
    ‫التي تضرب الاقتصاد‬       ‫الجد رسالة بوتين‪ .‬وحسب‬                         ‫إلى النجاح‪.‬‬
 ‫الأمريكي‪ -‬الأوروأطلسي‬
     ‫تبا ًعا‪ .‬فإذا كان هناك‬         ‫تعبيرها‪« :‬هناك عدة‬              ‫***‬
   ‫رأي يقول إن سياسات‬          ‫أسباب تجعلنا نأخذ هذه‬
      ‫الدول الغربية‪ ،‬وعلى‬     ‫الرسالة على محمل الجد‪..‬‬           ‫لقد وجه بوتين الرسالة‬
  ‫رأسها الولايات المتحدة‪،‬‬      ‫وستكون هناك اتصالات‬                ‫إلى المستشارة الألمانية‬
  ‫تكشف يو ًما يعد يوم أن‬       ‫بين الأمريكيين والروس‬            ‫أنجيلا ميركل والرئيس‬
   ‫الأزمة الأوكرانية‪ ،‬التي‬
    ‫شاركت هذه الدول في‬           ‫والأوكرانيين والاتحاد‬        ‫الفرنسي فرانسوا هولاند‬
‫صنعها‪ ،‬تهدف أسا ًسا إلى‬          ‫الأوروبي على مستوى‬            ‫ورئيس الوزراء الإيطالي‬
   ‫تقليص الدور الروسي‬         ‫وزراء الخارجية‪ ..‬وعندما‬
    ‫وإيجاد مبرر لتوسيع‬         ‫نقوم بكل هذه الخطوات‪،‬‬             ‫ماتيو رينتزي ورئيس‬
   ‫الناتو‪ ،‬فقد ظهرت آراء‬                                     ‫الوزراء التركي رجب طيب‬
‫أخرى من بينها أن الموقف‬              ‫سنكون واثقين من‬           ‫أردوغان ورئيس الوزراء‬
     ‫الأمريكي والأوروبي‬         ‫التوصل إلى حل مشترك‬
  ‫له خلفية سياسية تعود‬         ‫للدول التي تواجه مشكلة‬              ‫اليوناني أنطونيوس‬
  ‫لبداية الأزمة الأوكرانية‬   ‫متعلقة بحصولها على الغاز‬         ‫ساماراس ورئيس النمسا‬
 ‫ودعمهم للمظاهرات التي‬           ‫الطبيعي من شركة غاز‬
 ‫كانت تحدث في أوكرانيا‪.‬‬                                           ‫هاينس فيشر ورئيس‬
  ‫بينما تقترب آراء أخرى‬                          ‫بروم‪.‬‬         ‫الوزراء البلغاري بلامين‬
‫من جوهر الأزمة‪ ،‬مشيرة‬         ‫كل ذلك يكشف الكثير من‬
   ‫إلى أن الولايات المتحدة‬     ‫أهداف وتحركات روسيا‬               ‫أوريشارسكي ورئيس‬
    ‫والاتحاد الأوروبي لم‬                                         ‫التشيك ميلوش زيمان‬
   ‫يقدما أية مساعدة ولو‬          ‫الاقتصادية والسياسية‬        ‫ورئيس بولندا برونيسلاف‬
‫معنوية لكييف‪ ،‬وكل وعود‬           ‫والجيوسياسية إقليميًّا‬         ‫كوموروفسكي ورئيس‬
 ‫الدول الغربية كانت حب ًرا‬   ‫ودوليًّا‪ .‬ويفتح النافذة قلي ًل‬   ‫رومانيا ترايان بيسيسكو‬
  ‫على ورق‪ ،‬ولم يبق عمليًّا‬      ‫على التغيرات التي طرأت‬        ‫ورئيس مولدوفا نيقولاي‬
‫أمام السلطات في أوكرانيا‬     ‫على توجهات روسيا ما بعد‬
                             ‫السوفيتية كدولة رأسمالية‬                 ‫تيموفتي ورئيس‬
                                ‫تسعى بشكل براجماتي‬                ‫وزراء كرواتيا زوران‬
                              ‫تما ًما إلى تحقيق مصالحها‬            ‫ميلانوفيتش ورئيس‬
                             ‫في إطار الصراع الرأسمالي–‬           ‫البوسنة والهرسك بكر‬
                                  ‫الاحتكاري الدولي على‬           ‫عزتبيكوفيتش ورئيس‬
                                ‫مصادر الطاقة وتوسيع‬           ‫وزراء السلوفاكية روبرت‬
                                                                 ‫فيتسو ورئيس صربيا‬
                                     ‫النفوذ الاقتصادي‪.‬‬
   224   225   226   227   228   229   230   231   232   233   234